ارتبط اسم قرية "منطف" بالينابيع التي تتخللها وتروي البساتين والأراضي التي يوجد فيها العديد من أنواع الأشجار والمزروعات ومن أهمها أشجار "الرمان" و"المحلب" كما ترتبط هذه الينابيع بمقام الشيخ "إبراهيم الخواص" التي تمر من جانبه والذي يعتبر من أكثر المقامات شهرة في "جبل الزاوية".

وعن حكاية هذه الينابيع التي يعتبر ماؤها من أنقى المياه في المنطقة حدثنا السيد "فاروق عبود" أحد أبناء قرية "منطف" عند ما التقاه موقع eIdleb والذي قال لنا:

لكن موجة التصحر التي حلت بالمنطقة أدت إلى ضعف مياه النبع وأصبح يقتصر على سقاية البساتين القريبة، ومن الأسباب الأخرى لجفاف الينابيع السطحية عموما عملية تجفيف مستنقع "الغاب" عام /1961/ الذي تبلغ مساحته مليون دونم وارتفاع الماء فيه حوالي سبعة أمتار والذي كان يمد ينابيع وآبار المنطقة بالماء طيلة أيام السنة

«يعتبر "جبل الزاوية" من أكثر المناطق غنى بالينابيع السطحية التي تَروي العديد من الأراضي والسكان في المنطقة وقرية "منطف" من أهم القرى التي كانت تروى بماء النبع وأطلق عليه اسم "النبع الأبيض" لشدة صفاء مائه ولذة مذاقه. وأصل تسمية القرية يعود إلى هذه الينابيع فكلمة "منطف" جاءت من "أرض الري" والدليل على ذلك قول الشاعر:

الأستاذ فاروق عبود

وما اللّججُ الملاحُ بمروياتٍ

وتلّقى الرِّيَ في النُطفِ العذابِ.

خزان تجتمع فيه ماء النبع

وهذا دليل على غنى القرية بالينابيع التي تجري في أطرافها، و"النبع الأبيض" من أهم هذه الينابيع والذي ينحدر من ارتفاع أكثر من /70/ متراً من السفح الشرقي لـ"جبل الزاوية" ويصب في خزانات أرضية تتجمع فيها المياه لتجري في البساتين التي تحتها بواسطة أقنية ظاهرة تصل إلى منطقة تسمى "الرام" في الجنوب الشرقي للقرية والذي كانت تروى منه أغنام أهل القرية ومواشيهم. كما تسقى بماء هذا النبع البساتين اللّحقية وهي من أخصب الأراضي في محافظة "إدلب" وتنتج أكثر من دورة زراعية في العام كما يتخلل هذه البساتين أشجار "الرمان" و"المحلب" التي تشكل غابة حقيقية».

ويتابع "العبود" قوله: «لكن موجة التصحر التي حلت بالمنطقة أدت إلى ضعف مياه النبع وأصبح يقتصر على سقاية البساتين القريبة، ومن الأسباب الأخرى لجفاف الينابيع السطحية عموما عملية تجفيف مستنقع "الغاب" عام /1961/ الذي تبلغ مساحته مليون دونم وارتفاع الماء فيه حوالي سبعة أمتار والذي كان يمد ينابيع وآبار المنطقة بالماء طيلة أيام السنة».

الشاب مهند العلي

كما التقينا الشاب "مهند العلي" أحد أبناء القرية والذي قال: «يعتبر "النبع الأبيض" من أهم معالم الجذب السياحي للقرية فهو يقع في منطقة مرتفعة تشرف على سهول وبساتين مزروعة بكافة أنواع الأشجار إضافة إلى خصوصيته الدينية حيث يمر بالقرب من مقام الشيخ "إبراهيم الخواص" أحد أهم أعلام الصوفية في المنطقة حيث يؤمه أعداد كبيرة من السياح والمصطافين في الصيف ويأخذون من مائه إلى البيوت كونها تعتبر من أعذب المياه في المنطقة ولخصوصيتها الدينية».