«المثل الشعبي "الديري" يعكس معظم جوانب الحياة الفراتية على اختلافها ليساهم في تشكيل أنماط واتجاهات وقيم المجتمع، ويتميز عن باقي المحافظات بكثرة الأمثال الشعبية كونها جمعت بين المدينة والريف والصحراء البدوية، فالمخادع والمحتال (مثل الحية بسبع روس) و(طبلة وترجد بالبلد) تقال للشائعات التي تقرع، وهذا ما حدا بالباحثين والمهتمين نحو دراسة الثقافة الشعبية وجعلها محور بحوثهم مثل الباحث "عبد القادر عياش" والباحث "عباس طبال" وغيرهم من المهتمين بالمثل الشعبي». هذا ماقاله السيد "مناف الحمد"عندما التقاه eDair-alzor بتاريخ 28/3/2009:
«تعبر الأمثال الشعبية "الديرية" عن الحياة الفراتية بكل معانيها بكلمات لا تخضع ظاهريا لنظام معين، إنما تتكامل في موضوعاتها لتعكس قيما فكرية وأخلاقية وحياتية وفنية وتؤدي وظائف شتى كالتعليم والتسلية والعادات والتقاليد».
تعبر الأمثال الشعبية "الديرية" عن الحياة الفراتية بكل معانيها بكلمات لا تخضع ظاهريا لنظام معين، إنما تتكامل في موضوعاتها لتعكس قيما فكرية وأخلاقية وحياتية وفنية وتؤدي وظائف شتى كالتعليم والتسلية والعادات والتقاليد
«والمثل "الديري" فن قديم انطلق من تجارب و خبرات عميقة تحمل تراث أجيال متلاحقة يتناقلها الناس شفهيا أو كتابيا لتعمل على توحيد الطبائع والعادات والتقاليد، وتتنوع مصادر الأمثال فبعضها يكون وليد الحكاية الشعبية أو الطرفة، وبعضها الآخر مقتبس عن الفصحى وهي في تصويرها لأنماط البشر وسلوكهم الإنساني تلقي الضوء على ضرورة المحافظة على القيم والمبادئ فتحث على صلة الرحم مثل" (اللي ما له خير لأهله ما ماله خير لحدا)».
«كما اهتمت الأمثال الشعبية الديرية بتصوير تقلبات النفس البشرية وتلونها، فللصبر على عظائم الأمور(اليقع من السما تتلقاه الكاع)، ولقبول التحدي (إيدك بطول إذنك وأعلى مابخيلك اركبه) و لكثرة خطاب البنت (البنية عتبة باب كل من يجي يدقه) وللمسامحة والموافقة (المايجي معاك تعال معاه) ،(إذا طلعت لحيت ابنك زين لحيتك) لمآخاة الولد عندما يكبر، ولقول الحقيقة يؤذي صاحبه أحيانا (اليعد الصحي تنقب عينه)، (من رافق القوم أربعين يوم صار منهم) للإنسان الذي يأخذ من رفاقه العادات الجيدة والسيئة، و (سبع صنايع والبخت) للذي يعرف كل شيء ولكن ليس له حظ، و للإنسان الذي يرى نفسه على الغير(برأسه زيت الشام) و لجار السوء (كوم حجار ولا هالجار)، وللعزلة والوحدة (الجنة بلا ناس ما تنداس )، (لا بالمال قلة ولا بالعبد ذلة) للإنسان الذي يتوفر له المال والجاه، وإذا تضاربت الأسعار من حظ الناس يقال (إذا تزاحمت الحمير من حظ الراكبين)، (تهيل هيل من غير كيل للمرأة المبذرة، و للإنسان الذي يبقى عابس(كأنه قيرط ذبينه)، وللفقير ما يسعف فقير(حزينة ما تجبر حزينة)- وهناك الكثير أيضا مثل (حفش نفش) للجماعة التافهة،
إلا أن الملاحظ من خلال تتبع تاريخ الأمثال إنها تتناقض أحيانا في ما ترمي إليه لتبرز عبرها التناقضات الحياتية و تنوع المواقف البشرية وفق الظروف المحيطة بالحادث الواحد مثل التعامل مثلا" مع مظاهر البخل والكرم فقد يستسيغ المجتمع تارة هذا و يستنكر له تارة أخرى فهناك أمثال تحث على الجود والكرم "الكرم يغبي تسع وتسعين عيب"و"الكريم حبيب الله" وأخرى تدعو إلى الاعتدال أو الحيطة والحذر"غبي قرشك الأبيض ليومك الأسود" وقيل في صلة القربى الكثير فتارة تدعو للتمسك بروابط صلة القربى و طورا" تحذر من القريب "الأقارب عقارب "و "اهلك لا تقربهن بيقرصك عقربهن" و في المقابل الناس للناس" و"ايد لحالا ما تصفق" كما شجعت الأمثال على التعامل مع الجار "جارك القريب و لا أخوك البعيد و "الجار قبل الدار" و مقابلها "فوتة الجار لعند الجار أولها مهتة وآخرها معيار" و في مجال آخر حذرت من المرأة و حثت على قيمتها الاجتماعية حينا آخر "آمن للحية و لا تئمن لمرية" و "مسمار بالحيط و لا مرة بالبيت" و مقابلها "بعد الأم حفير و طم"».
ويتابع: «تزخر المكتبات الديرية والعربية بالكثير من المؤلفات عن الأمثال الشعبية منها ما هو قديم، و منها ما هو حديث و بعضهم رتب الأمثال معجميأ وبعضهم عشوائيا أو حسب الموضوع إلا أنها جميعا أسهمت في تنشيط وإحياء هذا الجانب من التراث».