كان مشواراً حافلاً بالعطاء، ومخزوناً كبيراً في أرشيف السينما السورية، ومؤسساً مع زملائه الأوائل للمؤسسة العامة للسينما، رجل أكاديمي عرف بدقة عمله وإخلاصه لمهنته فكان ناجحاً بكل المقاييس، إنه مدير التصوير السينمائي المعروف "حسن عز الدين" الذي كرمته إدارة مهرجان دمشق السينمائي الخامس عشر عن مجمل ما قدمه للسينما السورية.

موقع eSuweda أجرى حديث الذكريات مع المخرج "عز الدين" يوم الأحد الواقع في 8/2/2009، الذي يحلم أن يختم حياته بفيلم طال انتظاره عن حياة قائد الثورة السورية الكبرى "سلطان باشا الأطرش"

  • استاذ حسن ذكريات الطفولة والشباب كيف هي الآن هل هي خاطرة دائما في البال؟
  • حسن عز الدين

    ** من حسن حظي أنني وجدت في عائلة تحب العلم وميسورة مادياً، على الرغم من قساوة الاحتلال الفرنسي والظلم الكبير الذي وقع على العائلة، مما جعلها تثور ضد هذا المحتل وفي نفس الوقت كان العلم هاجسها الوحيد لبناء الوطن، فدخلت المدرسة بعد الاستقلال ورحت انهل من العلم ما استطعت، وكان هاجسي الوحيد هو السينما، ذلك العالم الغريب المجهول الهوية والقادم من خلف شاشة بيضاء بطقوسه وناسه الأحياء، وبالرغم من صعوبة إقناع العائلة بالأمر، إلا أن التصميم والحب كانا أكبر من كل المعوقات.

  • أين كانت الدراسة ولماذا التصوير السينمائي تحديداً؟
  • ** درست في المعهد العالي للسينما بالقاهرة، ذلك المعهد الذي له فضل كبير في السينما والدراما العربية عموماً حيث درست الإخراج السينمائي، وأكملت دراستي العليا في التصوير، وحزت على درجة امتياز، وكنت الأول على دفعتي، والتصوير هو برأيي من أهم عوامل نجاح أي فيلم سينمائي، ففكرت لماذا لا أتقن الجانبين معاً، وهكذا كان حين تخرجت عام 1963.

  • بعد العودة إلى سورية ماذا عملت؟
  • ** بداية عملت في دائرة التصوير والسينما في وزارة الثقافة والإرشاد القومي، وفي نفس العام (1963) أحدثت المؤسسة العامة للسينما، فكنت أحد العناصر التي ساهمت في تكوين المؤسسة وإعداد كوادرها الفنية وتجهيزها بالمعدات اللازمة إلى أن وصلت إلى المستوى الذي جعلها إحدى المؤسسات الثقافية الهامة.

    وكانت بدايات المؤسسة تفتقر إلى الكوادر الفنية المؤهلة، فقمت آنذاك مع زملائي بأكثر من عمل، حيث كنا نقوم بدور التصوير والمونتاج والإخراج، هذا الأمر انعكس على خبرتنا في الإلمام بمهن فنية متعددة.

  • ما أهم الأعمال التي حققتها؟
  • ** لقد قمت بإخراج عدة أفلام وثائقية، وكنت قد كتبت السيناريو والمصور فيها، ومن أهمها "من دمشق إلى الدار البيضاء" عام 1977، و"جبل العرب" عام 1980، "معلولا" عام 1981، "الصرح الكبير" عام 2005، وقد أنجزت أكثر من 40 فيلماً وثائقياً كمدير للتصوير مثل "دمشق ترحب بكم"، "بصرى"، "الذهب الأبيض"، "زهرة الجولان"، "سورية الحضارة" وغيرها.

    أما الأفلام الروائية التي عملت فيها كمديراً للتصوير فهي لا تقل عن عشرين فيلماً روائياً في القطاع العام والخاص مثل "رجال تحت الشمس"، "الفهد"، "العار"، "رأس المملوك جابر"، "غوار جيمس بوند"، وقمت بمهمة المخرج المساعد في فيلم المخرج "نبيل المالح" "كومبارس".

    يذكر أن عز الدين تقلد الكثير من المناصب الإدارية منها الجريدة الإخبارية المصورة التابعة لمؤسسة السينما، ومديراً للإنتاج السينمائي ومديراً لشؤون الخدمات الفنية وغيرها الكثير، وكان آخر أعماله الفيلم الوثائقي "الصرح الكبير" الذي ساهم فيه بالحملة الإعلامية لتجديد البيعة للسيد الرئيس بشار الأسد حيث تم تكريمه من قبل نقابة الفنانين على هذا العمل، ويحلم أن ينجز فيلماً طويلاً يتحدث فيه عن حياة "سلطان باشا الأطرش".