تشكل الأزهار والورود الطبيعية عالماً قائماً بذاته، فهي رسالة الحب والسلام التي تقرب بين الناس، وهي الطبيعة الصامتة التي تنبض بألوان الحياة داخل البيوت، فتضفي على القلب بهجة وتفاؤلاً، لذلك ليس غريبا أن تحتل أهمية قصوى في تصميم ديكور أي بيت عصري.

ومنذ القديم اهتم الأجداد بالورود وقدروا جمالياتها وتأثيراتها في النفس حتى قبل ظهور مدارس التصميم الداخلي والمجلات المتخصصة وغيرها، ولم يكن يخلو بيت قديم منها أو من نباتات خضراء للزينة.

تختلف أسعارها حسب سوق العرض والطلب، وحسب المناسبات والوضع العام في البلد والمنطقة التي يكون فيها المتجر، لذلك فهو يطلب في فترات متقطعة، وتزداد أسعارها أيضاً مع ارتفاع قيمة المواد المستخدمة في رعاية الأزهار وتأمين الجو الملائم لها

لمعرفة المزيد عن الورد... والعناية بها موقع eHoms التقى المهندس الزراعي "مالك حرقص" بتاريخ 10/1/2009 ليحدثنا عن آلية العناية بالورد الطبيعي بالقول: «يقاوم الورد الطبيعي برد الشتاء أكثر من حرّ الصيف، فهو لا يصمد أكثر من (18) ساعة في الصيف، أمّا في الشتاء فإنه يبقى نضراً مدة (20) يوماً، ضمن شروط معينة، على اختلاف أنواعها. لا شك أنها تحتاج إلى عناية دائمة ومستمرة لتدوم أكثر، بوضعها في درجة حرارة تتراوح بين 20 و25ْ درجة مئوية بعيداً عن أشعة الشمس، لكن في إضاءة طبيعية، مع تجنب إغراق الباقة الجاهزة بالماء، وضرورة تغيير ماء الإناء الزجاجي بشكل يومي، والتأكد من غسله جيداً لمنع نمو البكتيريا الضارة، وإضافة المواد المغذية للزهور فيها. في حالة بدأت الأوراق تذبل، فهذا لا يعني انتهاء تاريخ صلاحيتها، كل ما علينا القيام به، إزالة هذه الأوراق من الوردة وقص الطرف السفلي بمسافة صغيرة مما يسمح للزهرة بامتصاص الماء بشكل أفضل ويساعد على بقائها لفترة أطول».

المهندس "مالك حرقس"

وعن مواسم الأزهار، ومصادر إنتاجها، وأكثرها طلباً من قبل الزبائن يقول: «الموسم في بيع الورود لا يأتي من الفصول السنوية، وإنما من المناسبات والأفراح، فمثلاً في شباط يصبح الطلب على الوردة الدمشقية الحمراء اللون مضاعفاً وقبل عيد الأم ترغب الأزهار ذات الرائحة العطرة المنتور، القرنفل الملون. أما عن مصادرها منها المحلية من مزارع نموذجية أو خاصة، في الصيف نحضرها من الأماكن الباردة الزبداني، بلودان في "ريف دمشق" وفي الشتاء من الساحل، وعموماً توجد في أماكن تحتاج لرطوبة ودرجات حرارة معتدلة أميل للبرودة، أمّا المستوردة فأغلبها من دول البحر المتوسط مثل اليونان، تركيا، المغرب، وبعضها من هولندا، وحالياً نستورد من مصر أيضاً لانخفاض أسعارها».

وتختلف أشكال باقات الزهور وطريقة تنسيقها بين المثلث والدائري والأفقي والكروي، ورغم أن الشكل الأخير يحتاج لعناية أكبر لناحية أحجام الأزهار وطولها وأنواعها وطريقة توزيعها بهدف الحصول على التوازن المطلوب، إلا أنه هو الذي انتشر في الفترة الأخيرة لكونه يتلاءم مع كل الأمكنة والمناسبات مع الحرص على ما يسمى الـ (Compact)، أي الأزهار المضغوطة في ما بينها.

الورد الأحمر هو الاكثر طلباً

وذكر المهندس "مالك" أنه ليس هناك قاعدة محددة يجب التقيد بها لاختيار أنواع الورد، فالباب مفتوح ليلبي جميع الأذواق، شرط أن يتم توزيعها باتقان وتناسق بحسب اللون والشكل والحجم، لكن من المفضل عموما انتقاء الزهور التي توحي بالدفء في فصل الشتاء مثل الأحمر والأرجواني والبنفسجي، والألوان التي توحي بالفرح والانتعاش في فصل الصيف مثل الزهري والأبيض والأصفر والأزرق الفاتح، مع المحافظة قدر الإمكان على توحيد الألوان بدرجات متقاربة وعدم الإكثار في الأنواع إلى حد المبالغة. أما إذا كانت تفوح منها روائح زكية، فهذا أحسن وهو المطلوب، سواء في الغرف الصغيرة أو في الصالات الواسعة.

أما عن أسعار الأزهار فيقول: «تختلف أسعارها حسب سوق العرض والطلب، وحسب المناسبات والوضع العام في البلد والمنطقة التي يكون فيها المتجر، لذلك فهو يطلب في فترات متقطعة، وتزداد أسعارها أيضاً مع ارتفاع قيمة المواد المستخدمة في رعاية الأزهار وتأمين الجو الملائم لها».

الأزهار في متجر المهندس "مالك حرقس"

مهنة رعاية الورود وبيعها مهنة الذوق الرفيع التي تطالب ممارسها الكثير من المهارة والحس الفني مما يعطي للوردة جمالاً على جمالها.