الزراعة هي إحدى مقومات الاقتصاد السوري عامةً والاقتصاد في "إدلب" على وجه الخصوص، خاصةً وأن محافظة "إدلب" تعتمد على الإنتاج الزراعي الذي يشكل 75% من دخل المحافظة وتأتي زراعة الزيتون في المرتبة الأولى وهو ما جعل الزراعة حرفةً لها قواعدها التي تعتمد على خبرة المزارع في رعاية حقله من وضع الغراس إلى طور الإثمار.

ففي جولة موقع eIdleb بتاريخ 1/12/2008 في الحقول كان المزارعون قد خرجوا للبدء بأعمالهم الحقلية التي يحتاجها الموسم المقبل والتي تنوعت بين التقليم والغرس والفلاحة وقد كان اللقاء بالمزارع "أحمد العارف" الذي بدأ بأعمال الحفر لوضع الغراس والذي حدثنا عن عمله قائلاً: «من هنا يبدأ كل حقل وهذه المرحلة الأولى من الإعداد الصحيح له فوضع الغراس يجب أن يكون بطرق علمية وحسب الإرشادات الصحيحة من اتساع الحفر وترك المساحات للحقل المستقبلي الذي ستنمو أشجاره سريعاً لتعطي المحصول الجيد وهذا التوقيت يناسب إعداد الحفر لكي تتعرض التربة للهواء والأمطار وضوء الشمس حتى شهر شباط لنقوم بوضع الغراس في الحفر».

هذا الحقل بمثابة أحد أبنائي قمت بوضع غراسه وعهدته برعايتي فأصبح جزءاً مني ولا أستطيع أن أراه إلا في أحسن حالاته وهو مصدر دخلي وكل الجهد الذي أبذله سوف أجده عند القطاف فما أجمل من رؤية أزهاره البيضاء التي تصبح ثماراً فيما بعد

وعن دور الآلات الحديثة في تسهيل الإعداد لوضع الغراس يضيف: «أصبحت الآلة جزءاً رئيسياً من العمل فبدونها يذهب عمل المزارع أدراج الرياح فهي تقدم كافة التسهيلات في العمل الزراعي. وكما ترى فهذا "الباغر" يقوم بإعداد الحفر الكبيرة التي تسمح لجذور الغراس بالتغلغل في التربة بدل أن كانت طريقة العمل يدوية وكان طول الحفرة لا يتجاوز نصف المتر كما انتشرت آلات الفلاحة الحديثة مثل الجرار والعزّاقة بدلاً من المحراث القديم "الفدّان" وسهلت من العمل الزراعي واختصرت الوقت الكبير».

كما التقينا بالمزارع "عبد الرحيم مراد" والذي أطلعنا على واقع عمله الحقلي قائلاً: «في هذا الوقت من العام تحتاج الأشجار المثمرة إلى التقليم مع انخفاض الحرارة وانتهاء الموسم فأقوم بقطع الأغصان الزائدة التي تضر بالثمار في المحصول المقبل حيث تشارك هذه الأغصان في غذائها الذي تقدمه الشجرة وتكون كالطفيليات التي تتغذى على غذاء غيرها». وعن سؤاله حول أهمية الحقل بالنسبة إليه قال: «هذا الحقل بمثابة أحد أبنائي قمت بوضع غراسه وعهدته برعايتي فأصبح جزءاً مني ولا أستطيع أن أراه إلا في أحسن حالاته وهو مصدر دخلي وكل الجهد الذي أبذله سوف أجده عند القطاف فما أجمل من رؤية أزهاره البيضاء التي تصبح ثماراً فيما بعد».

وفي إجابته عن الأعمال الحقلية المعتادة قال: «إن المرحلة الأولى هي وضع الغراس ثم الفلاحة المتكررة في كل فصل وبعد أن تنمو الشجرة تبدأ أعمال التقليم والتطعيم بالأصناف الجيدة ووضع الأسمدة والرش بالمبيدات الحشرية وتتكرر هذه الأعمال سنوياً في الفترة الممتدة بين شهري تموز ونيسان لأشجار الكرز والمحلب وبين شهري كانون الأول نيسان بالنسبة لأشجار الزيتون وتوفر المواظبة على هذه الأعمال الإنتاج الوفير والأصناف الممتازة من الثمار».