تعد "البازارات" من الأسواق الشعبية التي تنتشر في معظم مدن وبلدان وبلدات محافظة "إدلب"، حيث نجد كل مدينة أو بلدة وقد اختصت بيوم من أيام الأسبوع لتقيم فيه "البازار" ويوم الأربعاء من أيام الأسبوع المميزة عند أهالي مدينة "إدلب" وحتى على مستوى المحافظة والذي لا يمكن لأي شخص نسيان ذلك اليوم لكونه يشهد أسبوعياً "البازار"...

أو السوق الشعبي الذي هو أشبه بمهرجان التسوق الأسبوعي والذي يقصده الناس من كل أرجاء المحافظة للتسوق وبيع بضاعتهم وتأمين احتياجاتهم سواء من الألبسة أو الخضار والفاكهة ومختلف صنوف الغذاء أو الأدوات المنزلية والنباتات والغراس والحيوانات ولكل نوع أو صنف من هذه الأنواع قسم أو ركن خاص به ضمن المكان الذي يشغله "البازار".

إنني أشتري كل ما أحتاج إليه من مواد بشكل دائم من "البازار" لأنها أرخص بكثير من المحلات في المدينة ومعظم أصحاب تلك المحلات طماعون لا يرضون بالربح القليل وأنا لا أشتري من تلك المحلات إلا بشكل اضطراري

وما يميز "البازار" أنه يلبي غالبية احتياجات الناس لكونه يحوي كل أصناف وأنواع البضائع حيث تقصده مختلف الشرائح الاجتماعية وإن كانت الشريحة ذات الدخل المتواضع هي الأكثر حضوراً وتواجداً في يوم "البازار" نظراً لوجود بضاعة ذات سعر أدنى مما هو موجود في المحلات التجارية سواء أكانت بنفس الجودة أو أقل منها حيث يكون بإمكان تلك الشرائح تأمين كافة متطلباتها الطارئة والدائمة وهؤلاء على الغالب يقومون بشراء ما يلزمهم من يوم الأربعاء إلى الأربعاء الذي يليه حيث يتجدد اللقاء دائماً ومهما كانت الظروف.

وأيضاً يمتاز "البازار" بأن رواده وزبائنه يتواجدون بشكل دائم فيه كل أسبوع مع أعداد من الضيوف والزبائن الجدد الذين يتبدلون باستمرار والذين يجوبون السوق ذهاباً وإياباً بحثاً عن حاجتهم أو المواد التي ترضي أذواقهم وتتناسب ودخلهم، في حين أن البعض لا يزال ينأى بجانبه مبتعداً عن الشراء من "البازار" وحجته أن جودة المواد أدنى مما يريد وأن بعض الباعة فيه يتلاعبون بالمواد ويغشونها وبالتالي يفضل عدم الشراء منه وحتى عدم الذهاب إلى "البازار".

وعلى الرغم من تغيير مكان "بازار الأربعاء" في مدينة "إدلب" من موقع لآخر خلال السنوات الماضية والذي تم نقله عدة مرات من وسط المدينة حتى أضحى على أطرافها وبعيداً عن المساكن حيث لم يؤثر عليه ذلك ولم يفقده زبائنه حيث تراه يغص بالناس ومن مختلف الأعمار.

وخلال جولة لموقع eIdleb في "البازار" بتاريخ 17/12/2008 رصدنا حركة الناس من سوق الطيور إلى سوق السمك وسوق النباتات والغراس والورود إلى السوق العام حيث تنتشر بساطات باعة الملابس الرجالية والنسائية والولادية وباعة الأدوات المنزلية والخردوات وغيرها من البساطات التي تمتد لمسافة مئات الأمتار حيث التقينا "قاسم عبد الحي" والذي قال: «إنني أشتري كل ما أحتاج إليه من مواد بشكل دائم من "البازار" لأنها أرخص بكثير من المحلات في المدينة ومعظم أصحاب تلك المحلات طماعون لا يرضون بالربح القليل وأنا لا أشتري من تلك المحلات إلا بشكل اضطراري».

وقالت السيدة "فاطمة تعلب": «لقد اعتدت منذ أكثر من عشرين عاماً على شراء حاجيات البيت من "البازار" ودائماً كنت أجد طلبي عند أصحاب البساطات ولكن هناك بعض المواد التي تكون سيئة وغير جيدة وأحياناً غير متوفرة في البازار فأقوم بشرائها من السوق».