بعد مرور عامين شهدت فيها جميع المناطق والمحافظات السورية موسم جفاف شديد أدى لضعف في الإنتاج الزراعي والحيواني وخاصة في محافظة "إدلب" التي تعتمد على القطاع الزراعي كمصدر الدخل الأول وعلى الثروة الحيوانية كمصدر إضافي..

تأتي أمطار أيلول وتشرين لزف البشرى للمزارعين ببدء موسم من الخير والبركة. وكانت محافظة "إدلب" قد شهدت تساقط الأمطار على فترات متقطعة تميزت بغزارتها حتى وصلت كمية الهطول في منطقة جبل الزاوية نحو (35) ملم في يوم السبت 11/10/2008.

الآن بدء العشب بالنمو ولكننا ننتظر المزيد من أمطار الخير لتسدّ المراعي حاجة القطعان الجائعة

موقع eIdleb التقى المهندس "عبد القادر عيد" مدير الوحدة الزراعية بـ"أريحا" بتاريخ 15/10/2008 والذي أطلعنا على أهمية هذه الأمطار بالقول: «تعد أمطار "أيلول" و"تشرين" بمثابة المكافأة للمزارعين لما تحمله من خيرات بعد أن تعرضت الحقول للجفاف وأصبحت المزارع والحقول بحاجة ماسّة إلى المياه التي تزود التربة بالغذاء وتساعد في نمو الأعشاب الضرورية لرعاة الأغنام وتزيد من حجم ثمار موسم الزيتون».

كما تجول الموقع في حقول المنطقة والتقى العديد من المزارعين الذين أجمعوا أن هذه الأمطار تبشر بموسم خير وإنتاج منهم السيد "أسعد الحسن" أحد رعاة الأغنام الذي تحدث قائلاً:«في الأعوام الأخيرة الماضية لم نستطع تأمين الأعلاف للماشية في حين كنا سابقاً لا نعتمد إلا على الرعي في الجبال والسهول الخصبة التي تقدم الغذاء وهذا الجفاف أدى إلى انخفاض سعر الماشية والقطيع وهو ما أدى لانخفاض في أسعار اللحوم لدرجة أن البعض أصبح يبيع من القطيع ليشتري الأعلاف لما تبقى لديه من ماشية».

وأضاف: «الآن بدء العشب بالنمو ولكننا ننتظر المزيد من أمطار الخير لتسدّ المراعي حاجة القطعان الجائعة». وكان ما ذكره "أسعد" متفقاً مع آراء الفلاحين الذين أبعدهم الجفاف عن حقولهم وخرجوا إلى المدن لكسب قوتهم وهو ما تحدث به "عبسي أبو فارس" قائلاً:«لم يعد الحقل يفي الأجور التي ننفقها عليه فالمواسم في تراجع والعمل مضني بين زراعة وتقليم ومبيدات وأسمدة وعمال وبعد كل هذا وذاك لا نحصل على ما يسد الرمق». وأضاف: «لا تكمن المشكلة في اليسير الذي نحصل عليه وإنما هو أن الحقل هو مصدر الدخل الوحيد للمزارع الذي يعيله وأولاده فتتراكم الديون التي من المقرر إيفاؤها في المواسم مما يضطرنا للعمل في المدن تاركين حقولنا». كما أضاف:«نأمل أن يكون هذا العام أفضل مما سبقه وأن تصل الأمطار حد المعدل السنوي خاصة وأن أزهار تشرين قد أخذت بالتفتح وهو دليل قدوم الخير والبركة».