هي حبات برد تائهة، لكن الحمويون لم يرضوا إلا أن يلونوها بألوان الفرح، فتدرجت ألوانها من الأحمر الزاهي بطعم الفراولة إلى الأخضر بطعم النعناع، هي حبات السكاكر التي يسميها الحمويون "شراب الشيخ شامل"، تذوب في الفم بسرعة محملة بطعمها اللذيذ، ولكن لما "الشيخ شامل"؟

في "حماه" يقولون عن السكاكر "شراب"، ويرتبط اسم "الشيخ شامل" بأحد الأشخاص الذين كانوا يصنعون الفرح في مدينة "حماه". موقع eHama التقى العم "محمود سراقبي" /75/ عاماً بتاريخ 17/10/2008والذي حدثنا عن سبب التسمية قائلاً: «كان يعيش في مدينة "حماه" في منطقة "الفراية" فوق منطقة "باب البلد" شخص كان يقال له الشيخ "شامل" واسمه الكامل هو "شامل سليم مراد"، كان يعقد القران، أو كما يقال "يكتب كتابات" للأشخاص الراغبين بالزواج، وكان جيبه مليء دائماً بهذا النوع من "الشراب"، فكان يوزعه على الحاضرين، وعلى الأطفال، ودائما كلما صادفه أحد في الشارع وألقى عليه التحية، مد يده إلى جيبه وأعطاه قليلاً من شراب.

أغلب محال الضيافة لم تعد تبيع "شراب الشيخ شامل"، لكن ألوانه الزاهية ما زلت تجذب الأطفال عندما يشاهدونه عندي بينما يكون والدهم يشتري من عندي "البن"، أو أي شيء للضيافة، فيطلبون من والدهم أو والدتهم أن تشتري لهم منه

ويرتبط "شراب الشيخ شامل" أيضاً بالأفراح والأعياد، فكان شراب "الشيخ شامل" يوزع بعد إعلان شيخ "حماه" "أحمد الأحدب" أنه رأى هلال العيد، فكانت جميع المحلات تقوم بتوزيع "شراب السيخ شامل" للمارة».

ويذكر جميع أهالي "حماه" أيضاً "شراب الشيخ شامل" جيداً، فلطالما اصطبغت أصابعهم الصغيرة عندما كانوا أطفالاً بالألوان الزاهية لحبات السكر الصغيرة، والتي تحمل ألوان الفرح.

السيد "علي الأخرس" "أبو فراس" صاحب محل ضيافة "المحبة" قال لنا: «أغلب محال الضيافة لم تعد تبيع "شراب الشيخ شامل"، لكن ألوانه الزاهية ما زلت تجذب الأطفال عندما يشاهدونه عندي بينما يكون والدهم يشتري من عندي "البن"، أو أي شيء للضيافة، فيطلبون من والدهم أو والدتهم أن تشتري لهم منه».

العم "محمود سراقبي"

ويرافق الكبار دائما ابتسامة ترتبط بذكريات جميلة، مرت منذ وقت غير قليل، لكن ألوانها ما تزال زاهية، وتصبغ أطراف أصابعهم، كما يفعل "شراب الشيخ شامل".

وأضاف العم "محمود": «كان الناس يوزعون "شراب الشيخ شامل" في الأفراح عن طريق صرر ملفوفة بالسلوفان، ولكني منذ فترة طويلة لم أعد أراه في الأسواق، فأنواع السكاكر الجديدة والمستوردة التي ملأت الأسواق، جعلته يتنحى جانباً، أتمنى أن تعود أيامه لأنه يرتبط بأيام السعادة والفرح عند الحمويين».

أبو فراس الأخرس