ضمن فعاليات اليوم الثاني من الملتقى الدولي الرابع لأمن المعلومات والاتصالات في سورية، الذي تقيمه الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية،
جرت صباح يوم الأربعاء 2\ 7 \ 2008، مجموعة من الجلسات والنقاشات شارك فيها عدد من الخبراء والمسؤولين في قطاع الاتصالات وأنظمة المعلومات.
eSyria تابعت فعاليات الملتقى في يومه الثاني، والتقت مع الدكتور (خضر درة)، مستشار أنظمة المعلومات والاتصالات في سورية، والذي تحدث عن أهمية الاستخبارات الأمنية في حماية المعلومات والمصارف الالكترونية قائلاً: "تهدف المحاضرة التي قدمتها حول الاستخبارات الأمنية ودورها في حماية المعلومات والمصارف الالكترونية، إلى إلقاء الضوء على العالم الموازي الذي نعيش فيه، وحين نتكلم عن أمن الاتصالات، والانترنت كوسيلة أساسية للاتصال في الوقت الراهن، وعن التحولات التي يشهدها العالم عبر استخدام الاتصالات عبر الانترنت بدلاً من الاتصالات التقليدية، وما صاحب ذلك من وجود الفيروسات والقرصنة التي اصبحت الآن خطراً يتعاظم"
وأضاف " إدراكنا لمخاطر الانترنت الحقيقية، ويمنحنا الأثر الواضح لهذه المخاطر دون أن يحول ذلك من استخدامنا للتقنيات المتقدمة في الاتصالات، فنحاول أن نطرح الحلول البديلة والموازية لهذه المسائل",
وعن الحلول قال:"من المهم كسر الهيمنة الأمريكية على الانترنت، بعد رفضها الإصغاء إلى مطالب دول العالم في مؤتمر تونس عام 2005، يأتي ذلك عبر إقامة تحالف موازي من عدة دول منها (روسيا- الصين- الهند- إيران- سورية)، وهي دول لديها الإمكانيات البشرية والفنية لمواجهة التحالف والهيمنة الغربية على الإنترنت، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة التي استخدمت الانترنت في حروبها على اندونيسيا والعراق ولبنان".
وحول أهمية الملتقى في دورته الرابعة قال:"تبرز أهمية المؤتمر في الدرجة الأولى لنشر الوعي والثقافة في عالم الاتصال والمعلومات، فمن خلال معرفة المشكلة وأبعادها الحقيقية، نستطيع التنبؤ بمخاطرها وتكوين المعرفة اللازمة لحماية أنفسنا، أهمية وجود سياسة الحماية يفوق أهمية القدرة على معالجة المشكلة، لأن معالجة الخطأ قبل وقوعه أسهل بكثير من العمل بعد وقوع المشكلة والبحث عن الحلول اللازمة لها، فسياسة الحماية تعتمد على منع حدوث المشكلة من أساسها حتى قبل وقوعها", وأضاف "هذه المؤتمرات تمنح وعياً عاماً للمشاكل المحتملة وذلك لتجنب وقوعها، إضافة إلى الاستفادة من تجارب الآخرين لكي لا نبدأ من الصفر", وتابع يقول: "طرحت مسألة التنصت التي تقوم بها دول (أمريكا- بريطانيا- نيوزيلندا- استراليا) في بعض من المؤتمرات التي شاركت فيها، وكانت هذه المعلومات مفاجئة لجميع الحاضرين، الذين لم يكونوا يتخيلون أن كافة اتصالاتهم يتم التنصت عليها من قبل هذه الدول، على اعتبار أن ذلك يعد مخالفاً للقانون الدولي في هذا الشأن".
وحول موضوع الحملة الوطنية لتوطين المواقع الالكترونية السورية تحدث قائلاًِ: "اخترت من قبل إحدى مزودات الانترنت في سورية لتقديم محاضرة حول هذا الموضوع، وبعد التعريف بمخاطر الهيمنة الأمريكية على الانترنت، خرجنا بتوصيات لتوطين المواقع الوطنية الالكترونية السورية سواء في القطاع العام أو الخاص داخل البلد منها وخارجه"، وأضاف " وجود مواقع الكترونية حكومية سورية في دول مختلفة من العالم يدعو إلى الدهشة والاستغراب، حول آلية إنشاء مواقع الكترونية في دول مثل كندا نساهم من خلالها بتقديم البيانات والمعلومات الخاصة بنا للآخرين",
ولشرح مفهوم توطين مواقع الانترنت السوريةً قال: " هو أن لا تقيم مواقع الكترونية خارج سورية، فتكون جميع المواقع السورية مستضافة من قبل مزودات الخدمة الوطنية التي تضمن الاستمرارية والحماية، ويأتي هذا الأمر مع الإقتناع بأهمية أن تكون كافة المواقع خاضعة لقوانين وتشريعات نؤكد على تحمل المواقع لمسؤلياتها وبالتالي حمايتها".
ولدى سؤاله عن رأيه في الأفكار التي تؤكد أن توطين المواقع يحد من حرية الرأي فيها قال: "التعدي على حرية الآخرين لا يمت إلى الحرية بصلة، والعالم في حرب الكترونية معلنة وهناك من يرغب في النيل من مقدرات شعبنا وأمنه، ويضعون معلومات مغلوطة بعيدة عن الواقع ولا تحمل أية أدلة ملموسة، هؤلاء هم نوعية الأشخاص الذين ينادون بحرية الرأي وهم أبعد ما يكونون عنه"، وأضاف" من ناحية أخرى الإعلام يلعب دوراً مزدوجاً حيث أنه يسهم في نشر الحقيقة وتقديم الوقائع، وفي ذات الوقت قد يخلق مشكلة من العدم، وعليه نقول لا يوجد أي موقع في سورية يقدم المعلومة بأمانة،ويحرص على أمن البلد واستقراره، إلا سيشجع هذه الفكرة وينضم لها".