تكاد لا تعرفها، أو قد تعرفها ولكنك لا تصدق، هل هؤلاء هم طلاب كلية الطب البيطري التي أمر بالقرب منها كل يوم؟ أرى طلابها يمتلؤون حيوية ونشاطاً، وينتشرون في الأرجاء والحدائق، ويجلسون في كل مكان، على درج الكلية...

في الأرض مكونين حلقات على الرصيف، وفي المكتبات.. في كل مكان، شدني ما رأيته فالهموم التي تظهر على وجوه الشابات والشبان، تغسل فرحتهم، وتجعلهم جادين، إذا لا مجال هنا للأحاديث في غير موضوع واحد.. هو الامتحانات. دخلت إلى الكلية وتحدثت إلى بعض الطلبة عن امتحاناتهم، كان حديثهم منطقياً حيث أنهم عندما كانوا يطرحون السلبية كانوا يطرحون الحل البديل.. وكان لنا هذه اللقاءات مع بعض الطلاب وعن أسباب خوفهم من الامتحانات:

الطالب (عبد الله حجازي) -سنة الثانية،قال لنا:"أقدم الامتحانات بشكل جيد، ولكن نعاني من صعوبات في بعض المواد، ففي السنة الثانية والثالثة يوجد كثافة في المواد، نوصل أصواتنا دائماً من خلال الهيئة الإدارية لاتحاد الطلبة على إدارة الكلية... منذ يومين صدرت إحدى المواد بنسبة نجاح لا تتجاوز 14%، هذا كله يحبط الطالب .. ويجعله خائفاً طوال الفترة الامتحانية".

الطالب (المثنى شيخ محمد) من السنة الثالثة قال أيضا: "نعاني من مشكلة عدم وضوح الأسئلة، حيث يعتمد بعض أساتذة المواد على الأسلوب الأمريكي، وأسلوب أسئلة المفاتيح الذي يستهلك الكثير من الوقت على حساب المعلومة المفيدة".

موقع eHama التقى الدكتور (عبد الكريم قلب اللوز) عميد كلية الطب البيطري في مكتبه و نقل له هموم الطلاب والذي حدثنا قائلاً:"نحاول دائما أن نتواصل مع الطالب ونكون قريبين منه، حصلنا هذا الفصل على استثناء من وزارة التعليم العالي لتمديد الفترة الامتحانية المخصصة مدة يومين، بدأ الامتحان يوم 1/6 وينتهي بتاريخ 29/6، وحاولنا وضع حصتين امتحانيتين، الفترة الصباحية والفترة الوسطى، وحاولنا قد الإمكان تحاشي الفترة المسائية، نحاول دائما أن نزيد عام بعد عام المقررات المؤتمتة، كم أننا أكدنا على ضرورة أن يحصل الطالب على علامته في نفس اليوم، باستثناء المواد التي قد تصدر بنسب نجاح مخالفة للنسب المقررة في إدارة الجامعة، أما عن نسب النجاح المسموحة فهي بين 20-80% فيما عدا ذلك فعلى الأستاذ تبرير سبب التجاوز لرئاسة الجامعة، حتى الآن لم نتعرض لحالات غش امتحانية، كل ما عرض علينا هي حالات شغب بسيطة، نسعى دائماً أن نهدأ من روع الطالب..".

الطالب عبد الله حجازي

كما التقينا الدكتور(عواد عواد) نائب عميد كلية الطب البيطري للشؤون العلمية والذي قال لنا: "نحاول مساعدة الطلاب وتفهم مشاكلهم، ونحاول بشكل دائم الوقوف عند احتياجاتهم، وتأمين وسائل الراحة لهم لتقديم الامتحان بالظروف المثلى، حيث قمنا مثلا بتكييف أغلب القاعات الامتحانية بحيث لا يبقى للطالب سوى بذل الجهد الدراسي للحصول على أفضل النتائج..

مهما حاولت إدارة الكلية تهدئة الطلاب، إلا انه يبقى الامتحان شبح للطلاب، يخطف ألوانهم ويستنفر أعصابهم، بانتظار النتائج النهاية التي كما يقول المثل (يذوب الثلج ويبان المرج).

د.عواد عواد