ثمة قلق يعتري الطالب قبل الامتحان أثنائه, ويظهر بين الحين والحين تفاؤل يزيح القلق جانباً أملاً بمستقبل أفضل.

ومع بداية العام الجديد 2008 بدأت الامتحانات الجامعية، بشجونها وهمومها، الطلبة تعودوا، بل الأصح لو قلنا: عودناهم على هذا الأسلوب الامتحاني الاعتيادي السابق، وهو الذي يشكل أكبر مشاكل منظومتنا التعليمية من حيث أغراضه ووظائفه، ومحتوياته وطبعاً أشكاله التي يختزلها مفهوم «احفظ الدرس»، وبإمكانك أن تقدر علامتك قبل أن تخرج من القاعدة الامتحانية، وكيف لا وأنت فرغت معلوماتك كآلة التسجيل كل ما حفظته وعلى الغالب دون أن تعي وتدرك ما قرأت..

وتكمن المفارقة في أن مشاكل الامتحانات ومنغصاتها واضحة أشد الوضوح لخبراء التربية، وكذلك للمعنيين في التعليم العالي، ولكن رغم سماعنا لمئات التصريحات لم نشاهد أي أثر إيجابي ملموس على أرض الواقع، بل على العكس من ذلك الأمر ازداد سوءاً وأقله أن الأستاذ يمكن أن يُنجح الطالب أو يرسبه متى أراد وشاء، وما أكثر الأمثلة على ذلك!!.

وسنقتصر في هذا التحقيق السريع على عرض آراء الطلاب دون التحيز لأي رأي منهم, وإن كان المنطق يقتضي أن نعرض رأي الدكتور والطالب جنباً إلى جنب, وهو ما سيكون في المستقبل القريب, وسنعرض لآراء الطلبة كما هي دون تدخل أو تغيير لنضع القارئ في الجو الامتحاني, فأحد الطلبة في كلية الحقوق خرج من القاعة الامتحانية ضاحكاً وهو يقول: ياريتني ما درست ما جاء شيء مما درست, وعندما توجهنا بالسؤال له عن السبب, قال: اعتمدت على نوطة وقد حذف منها الهام.

وبالطبع إشكالية الاعتماد على النوطة مشكلة تؤدي بحياة ومستقبل الطالب ذلك أن الكتاب الجامعي هو الأساس, بينما وقف بعض الطلاب يتناقشون بالأسئلة التي قال طالب عنها: "عجب لو جاء الدكتور بيقدر يحل هالأسئلة"؟، ووقفت طالبة من كلية الحقوق وقالت: من كتر صعوبة الأسئلة شعرت بعطش شديد وأني بحاجة إلى شربة ماء مع أن الجو بارد كما ترى, فالأسئلة صعبة والمراقبة شديدة جداً جداً .

وذهبت طالبة في كلية الآداب قسم التاريخ إلى القول: أنا منذ ثلاث سنوات أقدم نفس المواد ولا أنجح فيها رغم أنني اكتب في الامتحان جيداً لا بل بشكل ممتاز ومعدلي جيد.

على حين ذهب بعض الطلبة إلى أن المستوى العام للأسئلة جيد ومناسب لمستويات الطلبة ولكن لا يخلوا الامتحان من الرهبة والخوف وقد تقدمت للامتحانات وأنا متفائل لأنني قمت بواجبي على أكمل وجه والباقي على الله.

وأوضح بعض الطلبة أن المراقبة الشديدة في الامتحانات أربكت بعض الطلبة الذين يحرصون على الوقت، مما أصابهم بعدم التركيز.

وقد قالت طالبة في كلية الآداب: هل من المعقول أن يراقب مستخدم يعاني من 100 عقدة نقص و100 مشكلة نفسية الطلاب في الامتحانات؟

بينما ذهب طالب في كلية الاقتصاد والتجارة إلى القول: نجلس في القاعة الامتحانية بحذر ولا نتحرك يمنةً أو يسرةً، فالعقوبة شديدة من قبل المراقب إذا تحركت عندها يشتد صراخه, فالأفضل لكرامتي الحذر, مع أن الحركة قد تكون بشكل لا شعوري.

وأشار أحد الطلبة إلى أمنية غريبة فقد تمنى لوكان "بنتا"ً (أنثى) عندها يعامل من قبل الدكتور معاملة جيدة, فالدكتور يفرق بين الطلاب والطالبات في المعاملة وفي التدريس ولكن هذا الذي يدعي أنه دكتور تراه أنه متشدد ومتصلب مع كل طالب فيما عدى الطالبات فتجده رقيقاً أمامهن وهذه ليست حالة عامة فهناك الكثير من الدكاترة لا يفرقون أبداً, ويعدوننا كأولادهم.

وفي الختام نرى أن الطالب يمكن أن يتغلب على القلق والخوف أيام الامتحانات إذا ما استعد استعداداً جيداً لهاعن طريق الدراسة المنتظمة طوال أيام السنة الدراسية وعدم تأجيل الدراسة إلى الأيام الأخيرة, وأثناء الامتحان على الطالب الحصول على ساعات نوم كافية وعلى الطالب أن يفكر بطريقة إيجابية مثل أن يقول لنفسه «لقد درست جيداً لذا سوف أستطيع اجتياز هذا الامتحان وإجابته بسهولة تامة محاولة السيطرة على الأفكار التي تكون مصحوبة بالكثير من الخوف والقلق وإيقافها وعلى الطالب قراءة أسئلة الامتحان بتركيز وتعمق والاستفسار من الدكتورعن الأسئلة المبهمة أو غير الواضحة.

وإذا كانت الأسئلة صعبةـ على الطالب أن يبدأ بالأسئلة التي يعرف إجابتها ويترك الأسئلة الصعبة لما بعد ذلك.

كل ما نتمناه لزملائنا الطلبة هو جو امتحاني هادىء وأسئلة تكشف مقدار فهم الطالب للمواد التي درسها, وعدم العطش والظمأ إلى الماء خلال تأدية الامتحان.