في منتصف القرن التاسع عشر تقريباً، عندما لم يكن في مدينة "الرقة"، أيَّ ذكرٍ لمدرسة رسمية، استطاع بعض الرجال، من الذين لديهم القدرة على تعليم الأطفال القراءة والكتابة، أن ينشروا العلم في صفوف العديد من أبناء هذه المدينة، وكان يلقب الواحد منهم بشيخ الكُتَّاب، تُرَى من هم هؤلاء الرجال.؟ وكيف و متى عرفت مدينة "الرقة" نظام "الكتاتيب"..؟ وما هو مصيرها في أيامنا هذه ..؟

كلُّها أسئلة توجه بها موقع eRaqqa بتاريخ (5/4/2009) إلى الباحث "حمصي فرحان الحمادة"، الذي أجاب عنها بقوله: «عرف أهل "الرقة" الكتاتيب، من خلال وجود بعض المشايخ الذين كانوا يتنقَّلون بين القرى، وذلك قبل بناء المخفر العثماني عام /1863/، وقد كان الشيخ "محمد الغرسي" وبعض آل "العجيلي" يقومون بهذه المهمة، حيث كان الشيخ "الغرسي" مختصاً بمنطقة "السبخة"، وآل "العجيلي" بمنطقة "الولدة"، وفي كلِّ منطقة يوجد شيخ يسمى "الملا"، وكان عددهم قليل.

عرف أهل "الرقة" الكتاتيب، من خلال وجود بعض المشايخ الذين كانوا يتنقَّلون بين القرى، وذلك قبل بناء المخفر العثماني عام /1863/، وقد كان الشيخ "محمد الغرسي" وبعض آل "العجيلي" يقومون بهذه المهمة، حيث كان الشيخ "الغرسي" مختصاً بمنطقة "السبخة"، وآل "العجيلي" بمنطقة "الولدة"، وفي كلِّ منطقة يوجد شيخ يسمى "الملا"، وكان عددهم قليل. أما في مدينة "الرقة"، فقد بدأت الكتاتيب مع بداية بناء المخفر العثماني، حيث افتتح أول كتَّاب في حدود عام /1865/م، وهو كتَّاب الشيخ "محمد حاج إبراهيم"، وعند بناء الجامع "الحميدي" عام /1897/م، تمَّ بناء كتَّاب ملحق بالجامع، حيث أرسلت الحكومة العثمانية بناءً على طلب أهل "الرقة"، الشيخ "الحافظ إبراهيم"، عام /1901/م، وقد كان قارئاً مُجيداً، يقرأ القرآن على القراءات السبع، ثم تولى مفتي "الرقة" الشيخ "عبد الرحمن الحجَّار" الكتَّاب، بعد "الحافظ إبراهيم"، وذلك في الجامع "الحميدي"، حتى وفاته عام /1918/م. وفي عام /1917/م، افتتح الشيخ "محمود الكَرم"، كتّاباً في منزل الحاج "أحمد السخني" الكائن في حارة "العجيلي"، وبعد وفاة الشيخ "عبد الرحمن الحجار"، خلفه في الإفتاء وتعليم القرآن في كتَّاب الجامع "الحميدي"، الشيخ "محمد رشيد الخوجة"، عام /1920/م، كما افتتح الشيخ "حسين الخطيب"، وهو من "السخنة"، كتَّاباً عام /1931/م، في أرض تعود ملكيتها لآل "الحجوان"، التي تنتسب لعشيرة "الشبلي السلامة"، وكانت تقع هذه الأرض في حارة "البياطرة"، أما جامع "الجراكسة"، فقد بدأ به الشيخ "مصطفى الرهاوي" عام /1932/م، خلفه بعدها الشيخ "أحمد الجعابي"، في حدود عام /1945/م، وهو ما يزال على قيد الحياة. وافتتح الشيخ "حسين العليان" عام /1933/م، كتَّاباً خاصاً به في منزل السيد "حمد العمر"، كما قام الشيخ "محمد العباس" بتعليم القرآن الكريم عام /1940/م، في الجامع "الحميدي"، ثم انتشرت بعد ذلك الكتاتيب في الأحياء والمساجد، لكنها اقتصرت في السنوات الأخيرة على المساجد فقط، حيث تمَّ تنظيمها من قبل وزارة الأوقاف، فيما يدعى بمعاهد "الأسد لتحفيظ القرآن"، وهي عادةً تكون في عطلة الصيف الدراسية، وذلك لارتباط جميع الطلاب بالتعليم الإلزامي في المدارس الرسمية، ونستطيع القول، أن جميع رجالات "الرقة"، قد درسوا في الكتاتيب، وأذكر منهم الدكتور "عبد السلام العجيلي" و"حامد الخوجة" والشيخ "فيضي الفواز" والحاج "فرحان الحمادة" وغيرهم، ومن شعراء "الرقة" أذكر: "مصطفى العبد الله" و"فيصل البليبل" و"مصطفى الحسون"، ونستطيع الجزم أن الرعيل الأول من أبناء "الرقة" الذين ظهروا على الساحة الأدبية والسياسية والاجتماعية، قد درسوا في الكتاتيب

أما في مدينة "الرقة"، فقد بدأت الكتاتيب مع بداية بناء المخفر العثماني، حيث افتتح أول كتَّاب في حدود عام /1865/م، وهو كتَّاب الشيخ "محمد حاج إبراهيم"، وعند بناء الجامع "الحميدي" عام /1897/م، تمَّ بناء كتَّاب ملحق بالجامع، حيث أرسلت الحكومة العثمانية بناءً على طلب أهل "الرقة"، الشيخ "الحافظ إبراهيم"، عام /1901/م، وقد كان قارئاً مُجيداً، يقرأ القرآن على القراءات السبع، ثم تولى مفتي "الرقة" الشيخ "عبد الرحمن الحجَّار" الكتَّاب، بعد "الحافظ إبراهيم"، وذلك في الجامع "الحميدي"، حتى وفاته عام /1918/م.

الباحث حمصي فرحان الحمادة

وفي عام /1917/م، افتتح الشيخ "محمود الكَرم"، كتّاباً في منزل الحاج "أحمد السخني" الكائن في حارة "العجيلي"، وبعد وفاة الشيخ "عبد الرحمن الحجار"، خلفه في الإفتاء وتعليم القرآن في كتَّاب الجامع "الحميدي"، الشيخ "محمد رشيد الخوجة"، عام /1920/م، كما افتتح الشيخ "حسين الخطيب"، وهو من "السخنة"، كتَّاباً عام /1931/م، في أرض تعود ملكيتها لآل "الحجوان"، التي تنتسب لعشيرة "الشبلي السلامة"، وكانت تقع هذه الأرض في حارة "البياطرة"، أما جامع "الجراكسة"، فقد بدأ به الشيخ "مصطفى الرهاوي" عام /1932/م، خلفه بعدها الشيخ "أحمد الجعابي"، في حدود عام /1945/م، وهو ما يزال على قيد الحياة.

وافتتح الشيخ "حسين العليان" عام /1933/م، كتَّاباً خاصاً به في منزل السيد "حمد العمر"، كما قام الشيخ "محمد العباس" بتعليم القرآن الكريم عام /1940/م، في الجامع "الحميدي"، ثم انتشرت بعد ذلك الكتاتيب في الأحياء والمساجد، لكنها اقتصرت في السنوات الأخيرة على المساجد فقط، حيث تمَّ تنظيمها من قبل وزارة الأوقاف، فيما يدعى بمعاهد "الأسد لتحفيظ القرآن"، وهي عادةً تكون في عطلة الصيف الدراسية، وذلك لارتباط جميع الطلاب بالتعليم الإلزامي في المدارس الرسمية، ونستطيع القول، أن جميع رجالات "الرقة"، قد درسوا في الكتاتيب، وأذكر منهم الدكتور "عبد السلام العجيلي" و"حامد الخوجة" والشيخ "فيضي الفواز" والحاج "فرحان الحمادة" وغيرهم، ومن شعراء "الرقة" أذكر: "مصطفى العبد الله" و"فيصل البليبل" و"مصطفى الحسون"، ونستطيع الجزم أن الرعيل الأول من أبناء "الرقة" الذين ظهروا على الساحة الأدبية والسياسية والاجتماعية، قد درسوا في الكتاتيب».

الجامع الحميدي
الكتاتيب قديماً