شهدت محافظة القنيطرة ومنذ بداية شهر رمضان المبارك، حملة واسعة على أرض المحافظة والتجمعات التابعة لها في دمشق وريف دمسق، والتي لبت نداء حملة "تشارك بالخير" التي أطلقتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فعملت المنظمات الأهلية والجمعيات الخيرية والأيادي البيضاء وبشكل حثيث للوصول إلى الفئات الأكثر احتياجاً.

جهود مثمرة

يؤكد خازن غرفة التجارة والصناعة بالقنيطرة "أحمد السعيد" في حديثه "لمدونة وطن" أن شهر رمضان هو شهر الخير والبركة، فيه يكثر أهل الخير الذين يجودون بالصدقات، وهذا ما يميز محافظة القنيطرة بعدما شهدت حراكاً خيِّراً بهذا الاتجاه على أكثر من صعيد واتجاه، فانطلق "سوق رمضان الخير" الذي هو تتويج لجهود مثمرة من المحافظة، بالتعاون البنّاء المقدم من الشركات التجارية والصناعية بدمشق وريفها.

ويبين "السعيد" أن السوق جرى تنظيمه في مدينة "خان أرنبة" على مساحة 1000 متر مربع، وبمشاركة 60 شركة محلية بمختلف المواد التي تستهدف محدودي الدخل.

ويشير إلى أن الغرفة ساهمت بدعم السلة الغذائية لتصل لأكبر قسم من الناس، وبأسعار مدروسة بعناية وهي تقل عن الأسواق بما يقارب 25 بالمائة، أما على الصعيد الثاني وهو الأشمل، فكان بانطلاق حملة المطبخ الجماعي، الذي يقدم وجبات إفطار للعائلات المستهدفة طيلة شهر رمضان المبارك وبمعدل 500 وجبة إفطار يومية بالتنسيق مع عدة جمعيات.

مطبخ خيري

"محمد عودة" مدير جمعية "الرسالة الخيرية" يرى أن حملة المطبخ في شهر رمضان، كانت نتيجة جهود متكاملة من المحافظة والمجتمع الأهلي وأهل الخير في خدمة المحتاجين وتقديم يد العون لهم، عبر تقديم وجبات طعام ساخنة للصائمين قبل موعد الإفطار بوقت قصير من خلال سيارات مسخرة لهذا العمل، وهو مطبخ ثابت في مدينة البعث، ولديه فريق متطوع يعمل لخدمة أبناء المحافظة، مع فكرة نقل المطبخ حسب الحاجة ،كأن يكون مثلاً بقرية الرفيد، والقرى المحيطة بالقطاع الجنوبي اختصاراً لعامل الوقت والجهد في سبيل الوصول السريع للعائلات الصائمة المستهدفة.

محافظ القنيطرة والدكتور عبد الباسط اللافي

ويلفت "عودة" إلى إمكانية حدوث تشبيك مع جهات أخرى كفرع الطلائع وشبيبة الثورة ونقابة المهندسين، وغيرها للتشاركية في هذا العمل الجماعي وبما يعطي صدىً جيداً وفاعلاً للخدمة المتنوعة على أكثر من صعيد.

مساعدة الجميع

"مساعدة الجميع هدفنا" بهذه الكلمات يعّبر "أحمد بركات السيد" مدير "جمعية زايد الخير" عن العمل القائم بحملة المطبخ ،حيث يؤكد أن الفقراء يحتاجون بهذا الوقت إلى من يقف معهم في هذه الظروف العصيبة، والأولوية هي في توزيع الوجبات لأسر الشهداء والجرحى ومصابي الحرب والقوات الرديفة والأرامل والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والأسر الأشد فقراً.

أعضاء من المبادرات

ويتابع حديثه: "كان المطبخ بدعم أساسي من غرفة التجارة والصناعة بالقنيطرة، وبتشاركية مع جمعيات أخرى ومتطوعين إلى جانب الجمعية في تقديم هذه الوجبات، إضافة إلى المساهمة الكبيرة من المجتمع المحلي والمحافظة عبر متابعة ميدانية من محافظ القنيطرة.

شهر الخير

مدير "مؤسسة الإنسانية تجمعنا" في الذيابية الدكتور "عبد الباسط اللافي" يقول إنه في شهر رمضان نستنفر كافة طاقاتنا لزرع الابتسامة على وجوه المحتاجين والفقراء، وذلك ضمن قوائم منظمة من مؤسستنا، تشمل توزيع وجبة السحور على المستفيدين من الجمعية، وسلل غذائية لتوزيعها على الفقراء والمستحقين.

من جهته يؤكد مدير جمعية ربيع الجولان الخيرية "خالد الأحمد" على دور الجمعية في مساعدة الفقراء وتقديم يد العون لهم من خلال تقديم ما يقارب 200 وجبة إفطار يومياً، إضافة إلى تقديم السلل الغذائية لحوالي 700 مستفيد، لافتاً إلى دور القطاع الأهلي كشريك فاعل في خدمة المجتمع ورديفاً للعمل الحكومي، بما يسهم في زيادة أعداد المستفيدين من الخدمات التي تقدمها المنظمات الغير الحكومية.

المحافظة لبت النداء

بدوره مدير الشؤون الاجتماعية بالمحافظة "هلال النادر" يوضح أن محافظة القنيطرة قد لبت حملة "تشارك بالخير"، والتي تشمل تقديم السلل والوجبات الغذائية للفقراء والمحتاجين.

ويشير "النادر" إلى أن هذه الجمعيات بما تقدمه من مطبخ يومي طيلة شهر رمضان، ويأتي ذلك نتيجة تشاركية جماعية فعالة في شهر الخير والصدقات، خاصة أن هذه الجمعيات قد باتت اليوم دعامة مهمة وأساسية في التكافل الاجتماعي عبر مكان تواجدها بأرض المحافظة .

رئيس شعبة الجمعيات في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل "نضال شحرور"، يوضح أن محافظة القنيطرة كانت رائدة بالوقوف الى جانب المحتاجين، حيث أطلقت هذه الحملة الخيرية تزامناً مع قدوم شهر رمضان المبارك للوقوف الى جانب الأسر المستحقة الأشد فقراً ، خاصة أن الجمعيات تعمل وفق لوائح وجداول فيها جميع البيانات للعائلات المستحقة ضمن قوائم نظامية مصدق عليها رسمياً من الوزارة، ووفق كافة المعايير والأسس الموضوعة للفئات المستهدفة في المحافظة وتجمعات القنيطرة بريف دمشق.