توافدت حشود كبيرة من المواطنين إلى الجامع الأموي منذ صباح اليوم 24/12/2011 للمشاركة في تشييع شهداء العملين الإرهابيين اللذين وقعا أمس 23/12/2011 ب"دمشق" وأديا إلى استشهاد 44 وجرح 166 من المدنيين والعسكريين. ووصلت جثامين الشهداء إلى الجامع الأموي ملفوفة بعلم الوطن حيث بدأت مراسم التشييع وسط هتافات المشاركين التي تؤكد على الوحدة الوطنية للشعب السوري وتصميمه على الصمود لإفشال المؤامرة التي تتعرض لها سورية.

وكانت مدينة "دمشق" استهدفت صباح أمس بتفجيرين إرهابيين منظمين ضمن مسلسل الإرهاب الذي تتعرض له سورية بمؤسساتها وشعبها حيث أقدم إرهابي انتحاري بسيارة مفخخة على اقتحام الباب الرئيسي لفرع أمن المنطقة ب"دمشق" عند الساعة العاشرة و18 دقيقة وبعد دقيقة واحدة استهدف إرهابي انتحاري آخر مبنى إدارة المخابرات العامة بسيارة مفخخة رباعية الدفع نوع "جي ام سي" ما أدى إلى استشهاد عدد من العناصر الأمنية والمدنيين المارين وإلحاق أضرار مادية كبيرة.

وقال الأستاذ العلامة "محمد سعيد رمضان البوطي" في كلمة له خلال مراسم التشييع : إن تلك هي هدية برهان غليون وصحبه لسورية.. تلك هي براعة الاستهلال والمقدمة التي أرادوا أن يرسلوها بين يدي أمانيهم وآمالهم التي يحلمون بها أن يدخلوا هذه البلدة ويمتطوها مركباً ذلولاً يهزجون فوقه ويتصرفون كما يحبون ويشاؤون.

وتساءل العلامة "البوطي" عن مدى فرحة رفاق غليون وصحبه من ذوي المعارضة الخارجية ممن هم في داخل سورية وخارجها.. هؤلاء الذين يصرون على أن يأتي الإصلاح في أحضان أعداء لنا يأتون من وراء البحار يصرون إصرارهم على ألا يقبل أي إصلاح يأتي إلا إذا جاء في أحضان أعداء الله وأعداء الإسلام والإنسانية.

وقال: أريد أن أتساءل هل كشفت الأغطية عن أعين ممثلي الجامعة العربية... هل كشفت النقابات الملصقة على أعينهم ليروا من القاتل ومن المقتول ولكي يعلموا أن الجيش السوري لا يمكن أن يفجر أنابيب النفط.. لا يمكن أن يفجر أنابيب الغاز.. لا يمكن أن يقتل أفراده أو أن يقتل نفسه.

من جهته قال الدكتور "محمد عبد الستار السيد" وزير الأوقاف: نحن مصممون على أن نقف وقفة رجل واحد لدحر هذه المؤامرة التي تستهدف أمننا ووطننا وقيمنا.

وأكد وزير الأوقاف في كلمة له خلال التشييع أن هذه الجريمة الإرهابية النكراء استهدفت قلب الوطن دمشق عاصمة العروبة والإسلام كما استهدفت قلب كل مواطن عربي سوري وكل شريف على وجه الأرض.

وأضاف أنه في الأيام التي نتطلع فيها إلى الصلاح والإصلاح لا نجد الا القتل والتخريب من أولئك الذين يعيثون في الأرض فساداً ويحاولون أن يمرروا مؤامرتهم الكبيرة ضد سورية الوطن والعروبة والإسلام والقيم.

بيان علماء الدين: العملان الإرهابيان ترجمة حقيقية واقعية للمؤامرة الخطيرة التي تتعرض لها سورية

كما أدان علماء سورية ورجال الدين المسيحي والإسلامي التفجيرات الإرهابية التي حصلت في "دمشق" أمس والتي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى من مدنيين وعسكريين كما أدانوا كل ما يتعرض له بلدنا الحبيب سورية.

وفي بيان لهم تلاه وزير الأوقاف جاء فيه.. إن علماء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي يدينون القتل والتفجير والتدمير والتخريب ولا يرون في هذه الأعمال إلا ترجمة حقيقية واقعية للمؤامرة الخطيرة التي تتعرض لها سورية والتي ما فتئت تنكرها وسائل الإعلام المغرضة ومن ورائها قوى الشر التي تدعمها.

ودعا رجال الدين والعلماء أطياف الشعب السوري الى الوعي التام لما يجري حولهم من استهداف لسورية ومكوناتها ووضعها في دائرة التخريب والتدمير ليتسنى لأعدائها النيل من شعبها الصامد واستقرارها وامنها.