هي إحدى القرى المحتلة والمدمرة التابعة لمحافظة القنيطرة في الجولان السوري المحتل، تقع "عين الحمرا " التي تتبع ناحية قرى مركز ومنطقة القنيطرة، في أرض بركانية على السفح الشمالي الشرقي (لتل الشيخة 1200م) شمال وادي "عين الحمرا" على بعد (10) كم إلى الشمال الغربي لمدينة القنيطرة.

الموقع والحدود

أمتار قليلة تفصل قرية "عين الحمرا" المحتلة عن مدينة القنيطرة المحررة، وبدموع الحرقة والشوق ينظر لها سكانها الذين نزحوا منها عام 1967، مستعيدين ذكرياتهم الجميلة، ويحلمون بالعودة إلى ربوعها، كما يؤكد الباحث "خالد حمد" وهو من أبناء قرية "عين الحمرا" 1958.

تقع القرية حسب ما يقول "حمد" على أرض بركانية على السفح الشمالي الشرقي لتل الشيخة الذي يرتفع 1200 متر عن سطح البحر، وشمالي وادي عين الحمراء على بعد 10 كم من مدينة القنيطرة ، ويحدها من الغرب قرية بقعاثا، وإلى الشرق جباثا الخشب وأوفانيا ومدينة البعث، وإلى الجنوب منها قرية عين الحور والثلجيات.

المختار خضر الشرعبي

ويضيف: الاحتلال الاسرائيلي دمر منازلها وهجر أهلها وسرق ماء عينها وتربتها الخصبة، واستغل خيراتها جميعاً من أراض زراعية وموارد طبيعية، وما تبقى من أراضيها زرعها الاحتلال بالألغام تعبيراً عن همجيته وحقده الأعمى.

ويؤكد "حمد" أن حقول الألغام التي زرعها الاحتلال الإسرائيلي بكل متر من أراضيهم لم تنسهم قريتهم يوماً، وهم يتوقون للعودة إليها مهما طال الزمن، وهي رسالة لا يزال يتوارثها الأبناء عن الآباء في حكايات وقصص التهجير القسري من هذا الكيان الغاصب، ليروي هؤلاء لأبنائهم ما مروا به أثناء النزوح من ممارسات بربرية صهيونية لطردهم وإبعادهم عن أراضيهم.

تربة خصبة

الاستاذ خالد حمد

وحسب الباحث "حمد" فقد عمل سكان القرية في زراعة القمح والشعير والذرة الصفراء، حيث كانت زراعتهم بعلية إذ اعتمدوا على الأمطار الغزيرة في فصل الشتاء والندى في فصلي الربيع والصيف، وعرفت القرية بتربتها الحمراء الخصبة والتي منها أخذت هذا الاسم، كما اشتهرت القرية بزراعة الحبوب والبقول وفيها أشجار الكرمة والتين، اشتهرت بتربية الأغنام والأبقار، كما كان يوجد في قرية "عين الحمرا" مدرسة ابتدائية درس فيها طلاب القرية حتى الصف الرابع، ومن ثم ينتقلون إلى قرية بقعاتا لإتمام المرحلة الابتدائية، وأما المرحلة الإعدادية والثانوية فكانت في قرية مسعدة.

بدوره يقول المختار "خضر الشرعبي" (أبو العباس) وهو من مواليد 1950: "نشأت في قرية "عين الحمرا" وعشت 14 عاماً قبل النزوح من الجولان، حيث لا زالت أتذكر كل أنحاء القرية بكل تفاصيلها من أشجار وخضار وأراضٍ واسعة.

ويضيف: القرية كانت معروفة بطيب مياهها وبكثرة أبارها التي كانت تحفر على عمق ثلاثة أمتار فقط لتنبع المياه من داخلها، وهذا دليل على خصوبة التربة وجودتها، وتم تمديد شبكة المياه لسكان القرية من قرية بيت جن قبل أعوام قليلة من النزوح.

ويتابع حديثه بالقول: "لا زلت أذكر البئر الواسع المرصع بالحجر البازلتي الذي يتم النزول إليه 16 درجة الى الأسفل، ليتم تعبئة المياه من أهالي القرية رجالها ونسائها، ولعل أكثر ما كان يزين القرية عيون الماء فيها فضلاً عن خصوبة تربتها التي كانت تزرع بأشكال الخضروات التي تنمو وتكبر من دون سقاية كون الأرض معطاءة ومروية.

أسرة واحدة

وبالرغم من قلة عدد سكان القرية قبل النزوح إذ لم يكن عدد بيوتها يتجاوز مئة بيت، إلا أن الحالة الاجتماعية وما يسودها من عادات وتقاليد متوارثة كانت قائمة، فالجميع حسب ما يؤكد "الشرعبي" يعرفون بعضهم البعض، وتزيد المناسبات من أحزان وأفراح العلاقات الاجتماعية أكثر ، فأي شاب يتزوج كان يُعتبر عرساً لعائلة واحدة من القرية وكذلك العزاء فالشخص الذي يتوفى كان الحزن يخيم على كل سكان البلدة.

ويتحدث الشرعبي عن مهنة المخترة التي ورثها من والده في "عين الحمرا" وكذلك الأب عن الجد ، وقد توفي والده في سن الثمانين ليكون هو المختار الحفيد في القرية وتنتقل معه الى بلدة قطنا مسكنه الحالي.

وبحرقة يتابع "الشرعبي" أن الاحتلال الإسرائيلي قام بتهجير جميع ابناء القرية قسراً عام 1967 كباقي أهالي "الجولان" الذين ما زالوا الى الآن يصرون على العودة، وحسب قوله فإن السكان الذين خرجوا من الجولان عنوة، قد نزحوا عائلات متتالية على شكل دفعات، منهم من ذهب الى "دمشق" وريفها ومنهم إلى درعا ، وأما هو فقد نزح بعائلته إلى كفر ناسج بمحافظة درعا قبل أن يتوجه إلى كفر سوسة ومن ثم الاستقرار بقطنا مع أسرته وأحفاده.

جمال رباني

أما "محمد صبرا" مواليد 1948 فيقول إن قريته لا تغيب عن ذاكرته أبداً خاصة كلما ذهب إلى محافظة "القنيطرة" ليرى سفوح تلالها وتضاريسها التي تشبه منحنيات قريته "عين الحمرا".

ويضيف: "حين أنظر للقرية من بعيد من خلف الأسلاك، أذكر طفولتي وبداية شبابي والعلاقات الحميمة مع أبناء قريتي، حيث كانت تعد جنة على الأرض من حيث جمال الأرض وخصوبتها والينابيع العذبة، ودائماً أحدث أحفادي عنها لدرجة أنهم يتحدثون عنها وعن يوم العودة لقريتهم".