يعدّ الطريق الشمالي الواصل بين "صافيتا" و"مشتى الحلو" طريقاً سياحياً يخترق عدة قرى ريفية، وتبرز أهميته من طبيعة شقه وأسبابها التي تعود إلى عشرينيات القرن الماضي.

مدونة وطن "eSyria" جالت، بتاريخ 27 كانون الثاني 2014، على الطريق السياحي، والتقت السيد "إبراهيم عيسى" مختار قرية "بشرائيل"، الذي تحدث بداية عن أهميته، فقال: «تأتي أهمية هذا الطريق الدولي من كونه أقدم صلة وصل بين أهم منطقتين سياحيتين، هما: "صافيتا"، و"مشتى الحلو"، حيث يخترق "مشتى الحلو" أيضاً إلى محافظة "حمص"، ويعود زمن شقه إلى عشرينيات القرن الماضي، ويخدم ما يزيد على عشر قرى ريفية واقعة عليه ومتفرعة منه، فترسم بجمال طبيعتها ومواقعها، مواقع خدمات سياحية جيدة له.

حركة المركبات والعبور على هذا الأوتوستراد جيدة بالعموم، وتزيد أضعافاً في موسم الاصطياف، لتوافد السياح إلى "مشتى الحلو"، والقاصدين موقع "العوجان" السياحي المعروف بمتنزّهاته الشعبية والسياحية ومواقعه الطبيعية الخلابة

إضافة إلى أنه عرف فيما سبق بطريق "الآغا"، لأن من أهم أسباب شقه وجود المنزل الاصطيافي للآغا "جابر العباس" في قرية "بشرائيل"، ناهيك عن دوره في تعميق العلاقات الاجتماعية مع أهالي "مشتى الحلو" وخاصة منهم آل "الحلو" الذين كانوا يعملون بالحرير، ويملكون مشغلاً لحل شرانق الحرير في موقع "المخنق" في قريتنا، ما منح الطريق خصوصية اجتماعية بين الأهالي في المنطقتين».

السيد "أحمد عيسى"

الأستاذ "عصام محمود أحمد" من أبناء المنطقة، قال: «المقصود هنا الأوتوستراد الشمالي، وأقول الشمالي لوجود طريق جنوبي حديث العهد مقارنة مع هذا، ويصل بين ذات المنطقتين السياحيتين، وينتقل عبره السياح وأبناء القرى المجاورة له، وأبناء "مشتى الحلو" لأنه يوفر الكثير من الوقت لمن يرغب في الوصول إلى "المشتى" أو الخروج خارج محافظة "طرطوس"، فطوله يقارب أربعة عشر كيلومتراً، ويختصر بالحسابات المترية نحو ثلاثة كيلومترات عن الطريق الجنوبي، أما بالحسابات الزمنية فيوفر ما يقارب ثلث ساعة من الوقت».

السيد "أحمد عيسى" يقطن في منزل يعبر هذا الطريق العام أمامه، وهنا يقول: «حركة المركبات والعبور على هذا الأوتوستراد جيدة بالعموم، وتزيد أضعافاً في موسم الاصطياف، لتوافد السياح إلى "مشتى الحلو"، والقاصدين موقع "العوجان" السياحي المعروف بمتنزّهاته الشعبية والسياحية ومواقعه الطبيعية الخلابة».

الطريق ضمن قرية بشرائيل

ويضيف السيد "أحمد": «هذا الطريق العام شق في عشرينيات القرن الماضي بالجهد الشعبي والأهالي من أبناء المنطقة التي كانت تحت حكم وظل الإقطاع المتملك في المنطقة، وبحسب روايات الأجداد، فجميع أبناء القرى المستفيدين منه وغير المستفيدين، ساهموا في شقه، ومن ثم رصفه وصولاً إلى تعبيده بطبقة إسفلتية، ما يزال جزء كبير منها يحاكي تلك الحالة الاجتماعية المميزة».

وعن أسماء بعض القرى التي يخترقها الطريق العام، يقول السيد "أحمد": «يخترق الطريق العام الواصل إلى "مشتى الحلو"، ومنها إلى محافظة "حمص"، ابتداءً من قرية "بلاطة مغيزل" الكثير من القرى والمزارع، أهمها: قرية "بشرائيل"، وقرية "بسدقين"، وقرية "بيت عركوش"، وقرية "حكر سمعان"، وقرية "بصرصر"».

المختار "إبراهيم"

السيد "مازن محفوض" أحد المستفيدين من الطريق، قال: «في كل مرة أرغب بقضاء يوم عطلة مميز، أقصد موقع "العوجان"، أو "مشتى الحلو" أختار الطريق الشمالية المختصرة المنطلقة من مدينة "صافيتا"، لأنه يوفر الوقت، ناهيك عن التخفيف من استهلاك الوقود، نتيجة سهولة العبور عليه بعيداً عن المرتفعات والمنعطفات الصعبة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لو لم أرد الوصول إلى أي متنزه يمكنني التنزه في رحاب الطبيعة الجميلة المحيطة بجانبيه، للتمتع بالإطلالة الجميلة».