تمكن الكابتن "جودت" من تحقيق حلمه القديم بتأسيس ناديه الرياضي الخاص، كما درّب وقدم أبطالاً، وأحب الكاراتيه وشَغِف بها وحاز المركز الثالث على مستوى الجمهورية.

فبعد غربته عن مسقط رأسه في قرية "التون المرقب" التابعة لمدينة "بانياس" عاد ليؤسس لَبَنَات أساسية في لعبة الكاراتيه، وهنا قال الكابتن "جودت محمد أحمد" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 كانون الثاني 2015: «أنا لا أؤمن بالمستحيل أو بعمرٍ خاص يؤطر اللاعب والمدرب، ما دفعني للعمل على تأسيس رياضة في الريف الجبلي، بعد عودتي من "دمشق" إلى "بانياس"، وبدأت بالأطفال الذين هم عماد كل مجتمع وكل عمل ناجح، لأني وجدت فيهم خامات وقدرات ومحبة يجب استغلالها لبناء وتقديم أبطال في هذه اللعبة على مستويات عالية، وبالفعل هم الآن في البدايات ويتقدمون بوتيرة متسارعة تدفعني للمزيد من العطاء، على أمل منح كل ما لدي ووضعه كإرث بين أيديهم».

يملك الكابتن "جودت" خبرة عريقة اكتسبها بالممارسة والعمر المديد على بساط هذه اللعبة، وساعده في اكتسابها وفق قوانينها وأصولها الرياضية محبته وشغفه بها، إضافة إلى أنه كان في عاصمة هذه اللعبة، وشارك أبطالاً وأنتج أبطالاً كثر، وكان من أبرز المدربين الذين عاصرتهم في "نادي مصفاة بانياس"، لأنه يمنح اللعبة واللاعب الوقت والاهتمام والخصوصية، وهذه أمور لا يتمكن منها أي مدرب عادي

حقيقة لعبة الكاراتيه أخذت من الكابتن "جودت" جل وقته، بعد انتسابه وانطلاقه من نادي "ميسلون" في العاصمة، وهنا قال: «أحب الرياضة بمختلف مجالاتها، وخاصة القتال بالأيدي الفارغة "الكاراتيه"، وكان حلمي منذ الصغر تأسيس نادٍ رياضي ينتج أبطالاً لهم إنجازاتهم الكبيرة، وبالفعل ونتيجة ظروف خاصة بالأسرة تمركزت بالعاصمة "دمشق" وانتسبت لنادي "ميسلون الرياضي" واستمريت فيه عدة عقود، حيث تعاقب علينا الكثيرون من المدربين المخضرمين، ومنهم "حسن حفار" وهو مدرب مميز كان له الفضل في تأسيسي، وبعده المدرب "بسام عقاد"، وحققت المركز الثالث في بطولة الجمهورية، ونلت الحزام الأسود "خمسة دان"، واتبعت الكثير من الدورات التحكيمية والتدريبية وحصلت على شهادات قيمة، أهمها مدرب وحكم درجة أولى.

الكابتن جودت وإلى يمينه الكابتن حسن

كما أحمل الآن شهادات من الاتحاد العربي والآسيوي والياباني، وهي من خلال دورات مركزية بإشراف الاتحادات، ونتيجة لذلك عينت مشرف اللجنة الفنية للعبة لدورتين، إضافة إلى لجنة الحكام والعديد من المناصب الإدارية التي زادتني خبرة إدارية في التعامل والتقديم والعطاء».

ويتابع الكابتن "جودت": «لعبت في نادي "الجيش" نحو أربع سنوات، وقدمت بصمة جميلة فيه، وبعدها تسلمت نادي "عربين الرياضي"، وخرجت فيه العديد من الأبطال على مستوى الجمهورية والمحافظة، وذلك حتى عام 1996، ومن ثم عدت إلى نادي "ميسلون"، ناديّ الأم، حتى عام 2006، وخلال هذه المدة تسلمت منصب "إداري عام" لمنتخب "سورية" حتى عام 2009، حيث حققت "بطولة دمشق" بالكاتا الفردية والجماعية، وكنت من أبطال الجمهورية لفئة الشباب».

الكابتن جودت أحمد

رغم التجول في عدة أندية رياضية يبقى الولاء والوفاء للنادي الأم، بحسب قول الكابتن "جودت"، حيث قال: «الأم تبقى هي الأم، ويجب الولاء والإخلاص لها، وهذا كان بالنسبة لي كعهد شخصي لا يمكن التخلي عنه مع "نادي ميسلون"، وهنا أؤكد أن ولائي بالدرجة الأولى والأخيرة للعبة، وهذه العودة كانت نتيجة تراجع هذا النادي -المعروف بعراقته وأبطاله- عن الصدارة، حيث تمكنت من الصعود به إلى تصنيف أبطال الدرجة الثانية، بتعاون ومحبة كوادره الإدارية والرياضية، الذين أعادوا إليه تألقه، حيث ضم خامات كبيرة تم العمل عليها برؤى ومنهجية خاصة، حتى كان لهم اسم في عالم اللعبة، أي إن النادي كان ركيزة أساسية لبناء الإنجازات الرياضية، وهنا تأتي أهمية أن يكون اللاعب في نادٍ عريق».

ويضيف بمقارنة حول واقع اللعبة بعد عودته إلى "طرطوس": «في "دمشق" راودتنا الكثير من الخلافات الشخصية التي كانت تزول مع حب اللعبة والرياضة بوجه عام، أي إنها تزول مع الرغبة في التنافس وتحقيق الإنجازات، فهي خلافات بناءة، ما يصب في مصلحة الرياضة، وبالعموم لا ننكر أن العاصمة والمركزية يقصدها جميع الخبرات فتستحوذهم وتبني عليهم الإنجازات، وهذا ما يجب أن يكون في "طرطوس" أيضاً، لامتلاكها الخامات الكبيرة التي ينقصها التأطير والتنمية وتقديم الخبرات والتدريب الحقيقي لمتبعيها.

فالشهادات لا تصنع وحدها الأبطال، وإنما البساط هو الفيصل بين الجميع، وهذه مشكلة نعاني منها في هذه المحافظة المثقفة ذات التعليم العالي، إضافة إلى أن الأغلبية هنا يتحدثون بصيغة الأنا، فعلى سبيل المثال يأتي اللاعب ويقول أنا أحمل شهادة كذا، دون أن يدرك أنه يحتاج إلى الخبرة الحقيقية التي يمكن البناء عليها ومن ثم نترك التقييم للمختصين للتحدث عن إنجازاتنا، على مبدأ أن المياه تكذب الغطاس، وهنا أؤكد أن مدربي "طرطوس" يمتلكون الكثير من الطاقات والخبرة التي دفعتني وحفزتني بعد القدوم إلى هنا للكثير من التنافس والعطاء».

لم يكن يدرك الكابتن "جودت" أن حلم الطفولة بتأسيس نادٍ والتدريب فيه غاية في الأهمية من الناحية المادية، وهنا قال: «وجود النادي كان مهماً لتحقيق مستوى معيشي جيد، لأن الأجور في النوادي الرسمية الحكومية رمزية، وهذا لا يعني أنني كنت في النادي الخاص بي أدرب بطريقة تختلف عنها في النادي الرسمي؛ بل على العكس، كنت في كلا الناديين أمنح أفكاري وخبرتي بالمطلق، وذلك لأني كنت فيهما صاحب القرار، أي كنت المدرب وعضو مجلس الإدارة المشرف على اللعبة، وخير ما فعلته أنني وفقت بين الاثنين؛ وهذا أمر عملت عليه جاهداً من أجل المشاركات ورفع علم البلاد في مختلف المحافل».

وفي لقاء مع الكابتن "حسن زيود" مدرب في "نادي مصفاة بانياس"، قال: «يملك الكابتن "جودت" خبرة عريقة اكتسبها بالممارسة والعمر المديد على بساط هذه اللعبة، وساعده في اكتسابها وفق قوانينها وأصولها الرياضية محبته وشغفه بها، إضافة إلى أنه كان في عاصمة هذه اللعبة، وشارك أبطالاً وأنتج أبطالاً كثر، وكان من أبرز المدربين الذين عاصرتهم في "نادي مصفاة بانياس"، لأنه يمنح اللعبة واللاعب الوقت والاهتمام والخصوصية، وهذه أمور لا يتمكن منها أي مدرب عادي».

يذكر أن الكابتن "جودت أحمد" من مواليد عام 1969، في قرية "التون المرقب" التابعة لمدينة "بانياس".