حالة من التميز في الجانب الفكري والثقافي والبصري، أضفتها حالة التوظيف الجيدة للكتل الصخرية في ملتقى النحت الدائم مع العروض الفنية بمختلف أجناسها، فكانت أشبه بسوق عكاظ، يعمل الفريق المشرف على استمراره.

مدونة وطن "eSyria" جالت في أرجاء الملتقى بتاريخ 10 شباط 2016، حيث التقت الحرفي "منذر رمضان" الذي جاء إلى الملتقى مع مجموعة من أصدقائه للتمتع بالمنحوتات الفنية، حيث قال: «يعدّ الملتقى تظاهرة فكرية ثقافية قدمت حراكاً اجتماعياً في ظل ركود قاسٍ نوعاً ما نتيجة الأوضاع الحالية في البلاد، لكن اللافت في الأمر أن هذا الحراك لم يقتصر على المتلقين أصحاب الذائقة البصرية والفنية الجيدة، وإنما طال أغلب فئات المجتمع؛ وهذا ما لمسته خلال زيارتي المتكررة للملتقى كضيف أحب متابعة هذه الفعالية التي ذاع صيتها قبل أن تنطلق، واليوم ومن خلال جولتي مع بعض الحرفيين تأكد أن ما يقال أقل مما هو في الواقع؛ لما وجدته من فعاليات متنوعة فنية وموسيقية ونحت مباشر، وهو السمة الأساسية للملتقى».

نهدف إلى أن يفعل الملتقى باستمرار بالفعاليات الثقافية والفكرية الدائمة، وهذا يشمل كل مهتم وحريص على تنشيط الحركة الفكرية الثقافية، لذلك فإن هذه الحالة مشرعة الأبواب لكل مبادرة ثقافية فنية حتى من خارج المحافظة، فالمكان رحب وتحيط به الأشجار ومؤهل لذلك

ملتقى النحت الدائم "طرطوس أم الشهداء" شرارة تظاهرة فكرية ثقافية بحسب رأي الفنان التشكيلي "علاء محمد" المشرف الفني على الملتقى، فقال: «لقد جسد ملتقى النحت بنسخته الأولى حراكاً فكرياً ثقافياً اجتماعياً، عبر اللقاءات الفنية والعروض المسرحية، والأهم من هذا لقاء وجود ثلاثة وعشرين نحاتاً تشكيلياً من مختلف المناطق والمحافظات، في مناخ حميمي كوّن البعد الحقيقي للملتقى، فعملوا مباشرة أمام الجمهور على كتل صخرية صماء، وأبدعوا بما قدموه كلٌّ وفق انتمائه المدرسي التشكيلي، وما تزال الأعمال النحتية باقية تحكي قصص العنوان العريض للملتقى بمعانيه ومضامينه: "الشهادة والشهيد".

التشكيلي علاء محمد

إن ملتقى النحت الدائم تظاهرة اجتماعية رياضية سياحية أيضاً، وهو الأمر الذي خططنا له وتمكنا من تحقيقه بشموليته ولو بحدوده الدنيا، أو كما يقال بخطوطه العريضة، فمن يريد التنزه والتمتع بجمالية الطبيعة يجد بجوارها إبداع النحاتين، ناهيك عن الحراك واللقاءات الاجتماعية التي توفرت خلال فترة النحت المباشرة، والتي ما زالت مستمرة حتى الآن. أما فيما يخص الحركة الرياضية فهي تعتمد على كون ساحة الملتقى تستضيف دوريات رياضية، والملتقى بوجه عام كحالة وحراك مستمر باستضافة الدوريات الرياضية، وهذا ما يدفع الناس إلى التجول في أرجائه وزيارته من قبل الأهالي والسياح، كما تم تكريم الراحل "خالد الأسعد" وتكريم ذوي الشهداء وفعاليات فنية ومسرحية فلكلورية».

رئيس بلدية قرية "النقيب" "ظهير سرور"، التي تستضيف الملتقى، قال: «الحالة المجتمعية الثقافية التي يتمتع بها مجتمع القرية كوّنت الركيزة الأساسية لنجاح عمل الملتقى واستمراريته، حيث كانت الحاضنة الشعبية مميزة وقدمت وسهلت الكثير من الأمور؛ ومنها تسهيلات إيصال الخدمات والبنى التحتية لخدمة أعمال الملتقى، كالكهرباء والاتصالات والطرق، وحتى المساعدة التطوعية في بعض الأعمال، وأنا أقول هذا كأحد أبناء القرية».

مشهد عام للملتقى

المهندس "ياسر ديب" مدير الملتقى، قال: «يتميز الملتقى بمشهدية بصرية سياحية أساسها البحر والجبل، وتوفر المواصلات بأجور بسيطة نتيجة القرب من مركز المدينة؛ وهو ما اختصر وذلل الكثير من الصعاب، خاصة مع إمكانية التحسين في مختلف المجالات، وقد أطلق على هذه التظاهرة اسم "طرطوس أم الشهداء" للخصوصية التي تتمتع بها المحافظة، وهذا منح الكتل النحتية سمة موحدة هي الشهيد والشهادة، وأدخل الكثير من البهجة إلى أرواح الناس؛ لعلمهم أن هناك من يحاول تخليد الشهيد بمنحوتات تبقى إلى الأبد».

وأضاف: «نهدف إلى أن يفعل الملتقى باستمرار بالفعاليات الثقافية والفكرية الدائمة، وهذا يشمل كل مهتم وحريص على تنشيط الحركة الفكرية الثقافية، لذلك فإن هذه الحالة مشرعة الأبواب لكل مبادرة ثقافية فنية حتى من خارج المحافظة، فالمكان رحب وتحيط به الأشجار ومؤهل لذلك».

المهندس ياسر ديب