التقلبات المناخية القاسية التي ترافقت مع العاصفة المطرية البحرية "زينة"، لم تمنع الطفل "عبد القادر مصطفى" من إرضاء شغفه واللهو على كورنيش "بانياس" مع الأمواج العاتية.

فهو طفل من بين عشرات الشباب أو الأطفال -إن صح التعبير- الذين خرجوا من منازلهم وتوجهوا نحو كورنيش "بانياس" لمراقبة الأمواج المرتفعة وهي تتلاطم والصخور الضخمة، وهنا قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 كانون الثاني 2015: «رغم التحذيرات الكثيرة من الخروج إلى الكورنيش من قبل الأهل، لم أستطع التغلب على شغف متابعة هذه المغامرة مع الأمواج البحرية العاتية، خاصة أنها لا تتكرر كثيراً، فقصدت الكورنيش البحري ووجدت الكثيرين من الأطفال والفتية وحتى كبار السن، يتمتعون بجمالية المشهد البحري، فمنهم من يقوم بالتقاط الصور التذكارية وخلفه الأمواج، وآخر يتعقب قدوم الموجة البحرية للهروب منها واللهو معها.

هي الطفولة ومرحها وشغفها، وكأني أعود بذاكرتي إلى خمس سنوات سابقة عندما كان الأطفال يبدعون الكثير من القصص والألعاب لقضاء أوقاتهم الممتعة، وما يقمون به على الكورنيش مع الأمواج البحرية، شد أنظاري لمتابعة أمهر الأطفال في الهروب من تبلل ثيابهم، وهذا حال جميع من حضر إلى المكان باعتقادي

وبالنسبة لي وخلال التقاط صورة تذكارية على مبدأ "السيلفي"، مع موجة بحرية ضخمة راقبتها متأهباً قدومها إلى الكورنيش، غمرتني الموجة بارتفاع جيد من المياه، وهذا ما زاد شغفي لمتابعة اللهو مع الأمواج كما بقية الأطفال، الذين ارتفعت صيحات متعتهم اللافتة لانتباه جمهور الحاضرين لمتابعتهم والتصفيق لهم في بعض الأحيان لمن نجوا من التبلل بتلك الأمواج».

على كورنيش بانياس لهو بأمواج البحر

الشاب "عبد القادر عابدين" ممن قدموا لمتابعة جمالية المشهد، قال: «بعد الكثير من الأحاديث حول ما آل إليه الواقع العام للكورنيش البحري من خراب وتحطم للرصيف البحري، أحببت متابعة الأمر عن كثب، فقدمت إلى الكورنيش البحري في موقع جنوبي "ميناء الصيد والنزهة ببانياس"، ورأيت كيف الأمواج العاتية الناتجة عن العاصفة البحرية المطرية "زينة" قلبت الواقع رأساً على عقب، واقتلعت حجارة الأرصفة على مسافة حوالي خمسين متراً طولاً، وفتحت ثغرة في الجدار الإسمنتي أسفل السور المعدني الحامي من الاقتراب من المياه البحرية، وهنا رأيت مرح الأطفال الصغار مع الأمواج البحرية، وكأنها تشكلت خصيصى لبث الفرحة بقلوبهم».

السيد "محمد عابدين" من الحضور على الكورنيش البحري، قال: «هي الطفولة ومرحها وشغفها، وكأني أعود بذاكرتي إلى خمس سنوات سابقة عندما كان الأطفال يبدعون الكثير من القصص والألعاب لقضاء أوقاتهم الممتعة، وما يقمون به على الكورنيش مع الأمواج البحرية، شد أنظاري لمتابعة أمهر الأطفال في الهروب من تبلل ثيابهم، وهذا حال جميع من حضر إلى المكان باعتقادي».

ما خلفته العاصفة زينة على الكورنيش من خراب

ويضيف السيد "محمد" فيقول: «مصائب قوم عند قوم فوائد، ولكنها مهارة من الأطفال كيف حولوا المشهد المحزن الذي أسفنا له من اقتلاع أحجار الكورنيش وتحطم بعض أجزائه، إلى مشهد مفرح بالنسبة للحضور، ولكن هنا يجب التأكيد على أن هذه العاصفة ودون تسميتها تتكرر مرة كل عام تقريباً، وتحدث من خراب ودمار ما أحدثته اليوم، وهذا دليل على أن من يعيد صيانة الرصيف كل مرة، غير مبالٍ بالجودة والمتانة، ولو كان كذلك لانتزع حجارة الأرصفة واستبدلها بالإسمنت المسلح مع بعض التزيينات والرسوم الملونة فيه، كما هو حال كورنيش مدينة "طرطوس"».

السيد "خالد خليل" من أبناء مدينة "بانياس" وتاجر سمك في ساحة السمك، قال: «اعتدنا بالعموم الأضرار في الكورنيش البحري خلال كل عام، مع تكرار مثل هذه العاصفة البحرية، والسبب برأيي بما يحدث من أضرار في هذه المنطقة بالذات، هو عدم وجود مسافة أمان مناسبة بين المياه البحرية والكورنيش البحري، كما في بقية المواقع البحرية على الكورنيش، فهنا يوجد جدار صخري قليل العرض لا يتجاوز ثلاثة أمتار فقط، يفصل فيما بينهما "المياه - الكورنيش"، وهذا غير كافٍ لمنطقة يمكن تسميتها برأس بري على خلاف الخليج البحري، أي إنها بمواجهة دائمة وقوية للأمواج البحرية العاتية».

التقاط الصور التذكارية مع الأمواج