ساعات كثيرة من يومنا نقضيها في ظل التقنين الكهربائي الذي يفرض علينا التواني في إنجاز بعض الأعمال اليومية، البسيطة منها والكبيرة؛ الأمر الذي دفع بكثيرين من المعنيين إلى البحث عن حلول بديلة للتعامل مع الوضع الراهن.

الدكتور "محمد زيدان" وفي دراسة بحثية مفصلة، قدم شرحاً وافياً للجهاز المبتكر الذي يطرح حلاً لمشكلة الانقطاع المتواصل في الكهرباء، وعبر تواصل مدونة وطن "eSyria" معه عبر موقع "الفيسبوك" بتاريخ 15 كانون الثاني 2016، يقول: «على اعتبار أن بلداً مثل "سورية" يتمتع بظروف رياحية وشمسية جيدة، ظهرت الحاجة الملحة إلى إبراز أهمية استخدام البدائل المتجددة لتوليد الطاقة الكهربائية؛ وفي مقدمتها الطاقة الشمسية، وذلك عبر تقنيات غير معقدة وغير مكلفة ويمكن إنتاجها محلياً، وهذا المشروع لا يمثل بديلاً لمحطات التغذية الكهربائية التي تعتمد "الفيول"، إنما هو عبارة عن بديل يمكن استخدامه لإنارة الشوارع والساحات العامة والحدائق وإشارات المرور واللافتات، وهو يعمل بتقنية جديدة غير مصممة سابقاً، تعتمد الخلايا الشمسية، وبجهود وخبرات محلية».

تعتمد آلية العمل تحويل ضوء الشمس عبر الألواح الشمسية إلى طاقة كهربائية يمكن من خلالها شحن مدخرات تقدم بدورها هذه الطاقة في الوقت المطلوب، ليتم صرفها عبر "ليدات" ضوئية

وحول تقليل الهدر الذي يحققه المشروع يشرح: «يمكننا توفير الكثير من عمليات الصيانة الواقعة على "اللمبات" والخط واللوحات، وحصر الموضوع بنقطة الجهاز، وعند حدوث عطل يمكن استبدال الجهاز بآخر بسهولة، مع إمكانية صيانة القديم وإعادته إلى العمل بتكاليف قليلة، وأيضاً يوفر المشروع من استهلاك الفيول ما بين 33% و55%، مع القدرة على ارتباطه بنظام مراقبة للشوارع وبتكلفة مدروسة، وبالتالي التخفيف من ساعات التقنين والهدر في استهلاك "الفيول"، ونتيجة كل ذلك نصل إلى ترشيد في الإنفاق بطريقة بناءة، فنحن هنا نقدم حلاً، مثلاً بـ4.2 فولط نستطيع إنارة شارع طوله 350 متراً وأكثر، عبر هذا الجهاز غير المصنع مسبقاً، فجهاز "النو هاو" يعد سابقة أولى في "سورية"، وإذا حصل المشروع على دعم جيد فإنه قد يستقطب الكثيرين من المستثمرين في مجال الطاقة البديلة إما لشرائه أو توريده أو تنفيذه في أماكن ودول أخرى».

شكل توضيحي بسيط لعمود إنارة بالطاقة البديلة

آلية عمل الجهاز ليست معقدة ويمكن تطبيقها بخبراتنا المحلية المبدعة، يضيف: «تعتمد آلية العمل تحويل ضوء الشمس عبر الألواح الشمسية إلى طاقة كهربائية يمكن من خلالها شحن مدخرات تقدم بدورها هذه الطاقة في الوقت المطلوب، ليتم صرفها عبر "ليدات" ضوئية».

مميزات المشروع كبيرة كما يصفها لنا "محمد زيدان" بالقول: «يتميز الجهاز بالجودة العالية، وبأن مدة الشحن مقارنة مع زمن العمل تبلغ نحو عشرة أضعاف، كما أن هناك قابلية للتحكم عن بعد على مستوى الخط والجهاز والمجموعة، ويحقق للبيئة المحيطة توفيراً كبيراً بالطاقة الكهربائية المقدمة للمنطقة، فضلاً على أن الجهاز يتمتع بعزل مناسب للتعامل مع الظروف الخارجية، وهو مجهز بغرف مانعة للانفجار لمنع وصول أي شرارة إلى الوسط الخارجي وخاصة المواد المنتجة للمواد القابلة للاشتعال، ويكون اللوح الشمسي مثبتاً أعلى الجهاز، ويتم مسحه مرة كل يوم بواسطة ماسح خاص، حيث يعد الجهاز قطعة واحدة مغلقة، ومن الميزات المهمة أيضاً مجانية الخدمة المقدمة على مدى عمر الجهاز الافتراضي المقدر بما يقارب خمس سنوات».

شكل مبسط لمنظومة أولية لخلايا شمسية مرتبطة بنظام "ليد"

المهندس "أيمن عمران" (اختصاص أنظمة تدفئة بالطاقة الشمسية) اطلع على المشروع لإبداء الرأي فيه، وحول أهمية الفكرة يقول: «المشروع مهم جداً من حيث توفير الطاقة الكهربائية، واعتماد الطاقة الشمسية في الإنارة، والبيئة المناخية الموجودة ملائمة لتطبيق المشروع الذي يوفر أكثر من ثلث الطاقة الكهربائية في محافظة "طرطوس" على سبيل المثال، وإن تم اعتماد المشروع فعلياً في إنارة اللوحات الطرقية وواجهات المحال التجارية، يمكن أن تصبح الفكرة رائجة في المنازل أيضاً، وبالنسبة لصاحب الفكرة الدكتور "محمد زيدان" فهو ذو خبرة واسعة في مجال البرمجة والتحكم الآلي وتطبيق الأفكار على أرض الواقع، ونحن في النهاية نتمنى تطبيق مثل هذه المشاريع لنرتقي ببلدنا وخبراتنا نحو الأفضل».

يذكر أن المهندس "محمد زيدان" من مواليد "طرطوس" عام 1983، يحمل شهادة دكتوراه في نظم معلومات الأعمال من جامعة "هيرتفوردشير" في "لندن"، وشهادة ماجستير بحثي في الاقتصاد من جامعة "أتاباسكا" في "كندا".

شكل أولي مبسط لجهاز 40 واط