تنتج محافظة "طرطوس" سلة متنوعة من الخضار الشتوية والصيفية المروية، ولهذه الخضار كميات إنتاج تزيد بمجملها عن قدرة الاستهلاك المحلي، ما يوجب تسويقها في محافظات القطر الأخرى، في حين أن بعض الأنواع يزيد إنتاجها عن حاجة القطر ما يستدعي إيجاد أسواق تصريف خارجية لبيع الفائض من الإنتاج المحلي.

"eSyria" تجول في "سوق خضار طرطوس" الرئيسي، والتقى بتاريخ 21/2011 المزارع "حامد قاسم" من "سهل عكار" والذي تحدث عن إنتاج هذا العام من الخضار قائلا:

بالنسبة للعراق فقد بدأ بزراعة "البندورة" وغيرها من المزروعات محليا، وبالنسبة لاتفاقية استيراد الخضراوات من "الأردن" فإنها أساءت للمحصول المحلي ولأسعاره، عدا الأحداث التي تعرضت لها "سورية" وأثرت سلبياً على التصدير

«أنا أزرع في الأساس "الخيار" إضافة للقليل من "البندورة والباذنجان"، وبالنسبة للزراعة بشكل عام يجب التفريق بداية بين شكلين من المزروعات، المزروعات المحمية داخل بيوت بلاستيكية والمزروعات المكشوفة، أما عن المزروعات المحمية "بندورة، خيار؛ باذنجان، فاصولياء.." فقد شهدت مراحل زراعتها لهذا العام نجاح مشابه لما يحدث كل عام، بدءاً من الزراعة في الأرض إلى مراحل النمو وصولا إلى القطاف.

التاجر فراس حبوس

وقد تعرضت المزروعات داخل البيوت البلاستيكية إلى بعض مخاطر الرياح الشديدة، كما أثرت التغيرات الجوية في بعض الأوقات من الموسم على "عقاد الزهر" وتحوله إلى ثمار، يضاف إلى ذلك بعض الأمراض الفطرية والأمراض الشائعة».

وينتقل السيد "حامد" بحديثه الى الزراعات المكشوفة بالقول: «نجد أن الزراعات المكشوفة كانت الأكثر عرضة لتقلبات المناخ التي تشهد في السنوات الأخيرة تغيرات واضحة، فرغم أن موسم الخضار المكشوفة جيد هذا العام بالنسبة لعدة مزروعات "خيار، باذنجان، قرنبيط، سلق، بطاطا.."، إلا أن سقوط الأمطار الغزيرة في شهر نيسان كان عاملا سلبيا من حيث انتشار الأمراض الفطرية بكثرة وخاصة بالنسبة "للبطاطا".

المهندس عطا شماس

لأن أمطار الربيع لا تسقط عادة بهذه الغزارة، وخلال الأمطار الربيعية سقط عندنا "البرَد" بكثرة ما أساء إلى "الشتول" الصغيرة في الأرض وأزهار وأوراق الكبيرة منها، في حين اقتصرت الأمراض على ما اعتدنا عليه من "عناكب، فطريات .."».

ويمكن لمن يتابع حركة بيع الخضار والفواكه أن يلاحظ مدى تأثر أي زراعة بقضية العرض والطلب، فمتى زاد الطلب يبدأ المزارعون بالعناية بخضارهم وإطالة عمرها ما أمكن، عدا زيادة المساحة المزروعة، مما يعرض السوق أحيانا للإغراق ويسيء للسعر.

سلة متنوعة من الإنتاج الزراعي

السيد "فراس حبوس" أحد تجار البيع بالجملة والمصدرين في سوق خضار "طرطوس"، يقول عن الموسم الزراعي لهذا العام: «الإنتاج الزراعي للموسم 2010 – 2011 كان وفيرا بالأخص في المحاصيل الرئيسية "فليفلة، بندورة، باذنجان،.."، وهذا الإنتاج نقوم ببيعه لتجار من المحافظات "السورية" أو نقوم نحن بشحنه إلى هذه المحافظات، والفائض من الإنتاج نقوم بتصديره إلى "دول الخليج، تركيا، أوكرانيا، روسيا، العراق".

علما أن المحصول الرئيسي الذي يعطي فائضا كبيرا هو "البندورة"، والتي نقوم بتصديرها من بداية العام حتى نهايته».

ويتابع السيد "فراس" بالقول: «في هذا العام قمنا بتصدير "البندورة" في بداية الموسم ومن ثم توقف التصدير، ما عرض المزارعين لخسارة كبيرة لبيعهم منتجهم من "البندورة" بسعر تراوح بين 10 – 17 ليرة سورية، علما أن تكلفة الكيلوغرام الواحد تصل لـ12 ليرة سورية.

في حين حافظت الأنواع الأخرى على سعر جيد "كالفاصوليا" التي تراوحت بين 25 – 50 ليرة سورية، و"الفليفلة" التي بيعت هي الأخرى بين 20 – 50 ليرة سورية».

وعن أسباب توقف التصدي يقول السيد "فراس حبوس" بصفته مصدرا: «بالنسبة للعراق فقد بدأ بزراعة "البندورة" وغيرها من المزروعات محليا، وبالنسبة لاتفاقية استيراد الخضراوات من "الأردن" فإنها أساءت للمحصول المحلي ولأسعاره، عدا الأحداث التي تعرضت لها "سورية" وأثرت سلبياً على التصدير».

في "مديرية زراعة طرطوس" التقينا بالمهندس "عطا شماس" رئيس "شعبة الخضراوات" في "قسم الإنتاج النباتي" والذي قال عن الموسم الحالي: «بلغ عدد "البيوت البلاستيكية" المزروعة لغاية شهر نيسان الماضي للموسم الزراعي 2010 – 2011 "120203" بيوت بلاستيكية، منها "84049" بيتا بلاستيكيا مزروعا "بالبندورة"، أما الإنتاج فقد كان على الشكل التالي:

"بندورة "132" ألف طن، خيار "24,678" طنا، فليفلة 8500 طن، باذنجان 9662 طنا، فريز 2067 طنا، فاصولياء 2232 طنا" علما أن الكمية قابلة للزيادة».

ويكمل الأستاذ "عطا" بالقول: «في حين بلغت المساحات الزراعية المكشوفة المزروعة فعليا "224,154" هكتارا، أما نسبة التنفيذ فقد بلغت 94,30%، وهي نسبة ممتازة من حيث المساحة والكمية المنتجة، وفي هذه المساحات المكشوفة يزرع المزارعون عادة "الفول، القرنبيط، الملفوف، البصل والأخضر والجاف، ومجموعة من الخضار الشتوية،.."»