تتمتّعُ قرية "المنزلة" بإطلالةٍ تجمع الجبال والوديان والسهل والبحر في مشهدٍ واحد، لكن على الرّغم من جمال طبيعتها وقربها من مركز مدينة "بانياس" إلّا أنّها تعاني نقصاً كبيراً في بعض الخدمات التي تمثّل عصب الحياة فيها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 17 تشرين الأول 2019 الدكتور "حسان شيحه" رئيس منطقة "بانياس" الصّحيّة وهو من أهالي قرية "المنزلة" ليحدثنا عن الموقع والسّكان حيث قال: «تمّ توثيقها كقرية بشكلٍ رسمي في العام 1984، تتبع إداريّاً لبلديّة مدينة "بانياس"، وهي تعدُّ أحد أحيائها لكن مازالت حاليّاً خارج التّنظيم، وتبعد عن مركز المدينة ما يقارب ثلاثة كيلومترات فقط، كما أنّها ترتفع عن سطح البحر بين 150 إلى 200 متراً، وتحيط بها مجموعة من القرى وهي قرية "الزللو" من الشّمال، ومن جهة الشّرق كل من "الزللو" و"فارش كعبية"، ومن الجنوب قرية "طيرو"، ومن الغرب السّهل السّاحلي، كما يبلغ عدد السّكان فيها حوالي 2000 نسمة، والعائلات فيها هي بيت "صالح" و"بلال" و"شيحه" و"مسلّم" و"الليمون" و"صبح" و"الجهني" و"مرهج" و"الحيدري" و"أحمد"، ومعظم الأهالي هنا يعتمدون على الزّراعة، ومن أهم الحاصلات الزراعيّة أشجار الزيتون التي تحتل المرتبة الأولى، إلى جانب الزراعات في البيوت المحميّة التي تنتشر بكثرة، أمّا زراعات أخرى كالتّبغ مثلاً فهي قليلة ومحدودة، كما أنّنا لا نعتمد على زراعة الحمضيات».

تمتاز القرية بطبيعةٍ خلّابة، وفيها إطلالات تتنوّع بين الجبال والوديان من عدة جهات وأيضاً السّهل وصولاً إلى البحر، إضافة إلى غابة جميلة جدّاً تمتد بين قريتي "المنزلة" و"فارش كعبيّة" تسمّى "الدّكشة"، أمّا المناخ قمعتدل صيفاً حيث إن ارتفاعها يمكن أن يساهم بتخفيف رطوبة الصّيف في السّاحل، والأمطار فيها غزيرة والشتاء معتدل

وعن طبيعة المنطقة يقول: «تمتاز القرية بطبيعةٍ خلّابة، وفيها إطلالات تتنوّع بين الجبال والوديان من عدة جهات وأيضاً السّهل وصولاً إلى البحر، إضافة إلى غابة جميلة جدّاً تمتد بين قريتي "المنزلة" و"فارش كعبيّة" تسمّى "الدّكشة"، أمّا المناخ قمعتدل صيفاً حيث إن ارتفاعها يمكن أن يساهم بتخفيف رطوبة الصّيف في السّاحل، والأمطار فيها غزيرة والشتاء معتدل».

جانب من القرية

ويتابع: «أيضاً ما يميّز قريتنا هو جمعيتها الخيريّة الّتي تقدّم عدداً من الخدمات للأهالي، سواء بعض المساعدات الماليّة في حالات الوفيّات، أو مساعدات لبعض الحالات المرضيّة ولذوي الجرحى والشّهداء، بالإضافة لتكريم المتفوّقين والأوائل من طلاب القرية، وبشكل عام الأهالي أناس طيبون ومحبّون ومتعاونون فيما بينهم بشكل كبير ومميّز، وفي سبيل الوطن قدّموا الكثير من التضحيات والشهداء».

أما عن الوضع الخدمي فيها فيقول: «مع توافر عدد من الخدمات كشبكة لمياه الشّرب وشبكة كهرباء، وخدمات الهاتف والإنترنت، إلّا أننا نعاني من نقصٍ حادٍ في بعض الخدمات الأخرى وبشكل كبير جدّاً، فالقرية لا يوجد فيها أي طرقات زراعيّة تسهّل وصول الأهالي إلى أراضيهم، كما يحتاج الطّريق الرئيسي فيها إلى التّخديم نتيجة سوء وضعه، وعلى الرّغم من قربنا من المدينة واعتبارنا إداريّاً أحد أحيائها إلّا أننا بعد السّاعة الواحدة و30 دقيقة ظهراً نعاني من مشكلة المواصلات الّتي تنعدم تماماً، والمشكلة الأكبر الّتي تعاني منها القرية هي غياب وجود شبكة صرف صحّي، فيقوم الأهالي باستجرار الصرف الصّحي إلى الوادي المجاور، والذي يبعد مسافة 200 متر عن البئر الذي يروي قريتنا وكل القرى المجاورة، وهكذا نحن أمام مشكلة بيئيّة كبيرة لا تتوقف حدودها عند تلوّث الأراضي الزّراعيّة، أو انتشار الحشرات والرّوائح، إنّما نحن أمام خطر تسرّب مياه الصرف الصّحي إلى البئر، وما سينتج عن ذلك من أذيّة وأمراض خطيرة، ورغم المطالبات العديدة لحل المشكلة إلّا أننا لم نلق أي استجابة حتى الآن».

د. حسان شيحه

وعن الجانب التعليمي يختم حديثه بالقول: «وعلى الرغم من أنه ترتفع في القرية نسبة المتعلّمين من مختلف الاختصاصات والشهادات العلميّة العليا، لكن في الحقيقة الواقع التعليمي ليس بوضعه الأفضل، حيث لا يوجد في القرية إلّا مدرسة ابتدائيّة ببناء مستأجر بحال سيىء جدّاً وينقصه الكثير من الإصلاحات والخدمات، ولا توجد مدرسة إعداديّة أو ثانويّة ما يرتّب أعباءً إضافيّة على الطلاب وأهاليهم».

وعن معنى تسمية القرية يقول "بسام وطفة" رئيس قسم التنقيب في دائرة آثار "طرطوس": «"المنزلة" موضع النّزول، وهي لفظ عربي من جذر نزِل المكسور العين في المضارع، واسم المكان منه منزل على وزن مفعل، وقد لحقت بالإسم تاء التأنيث، وعندما نقول نزل على القوم منزلاً، أي أنّه حلّ بهم، وبهذا يكون المعنى مكان إقامة الضّيوف الّذين يكرّمون فيه، أي بمعنى المضافة، وقد تكون الكلمة بمعنى الدّرجة والمرتبة والمكانة الرّفيعة، ويقال له منزلاً عند فلان أي له مكانة».

قرية المنزلة من غوغل