إطلالة مباشرة على التاريخ من الجهة الجنوبية، وأخرى على البحر من الجهة الغربية، تمتعت بها قرية "خربة السناسل"، التي تولت مقاليد المخترة فيها سيدة عرفت بالمختارة "فريدة" في تجربة غير مسبوقة.

فقرية "خربة السناسل" قرية حصلت على اسمها المركب من طبيعتها الجغرافية، وهذا حسب السيد "غسان حسن" مختار القرية ورئيس الجمعية الفلاحية، عندما تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 21/10/2013، حيث قال: «إن أغلب المعلومات المعروفة عن قرية "خربة السناسل" هي معلومات متناقلة بالتواتر من الأجداد السابقين وبعض المراجع التاريخية القديمة، وفيها قيل إن الاسم يعود بشقه الأول إلى ما تعرضت له القرية من تخريب وتدمير خلال مراحل تاريخية سابقة بسبب موقعها الجغرافي المتاخم لقلعة "المرقب"، أما فيما يخص الشق الثاني فهو نتيجة لطبيعة تسلسل حقولها وحيازاتها الزراعية، وترتيبها فوق بعضها بعضاً بشكل متسلسل».

تتعدد العائلات المعروفة في القرية ومنها على سبيل الذكر لا الحصر آل "حسن" وآل "رضوان" وآل "ميا" وآل "وردة" وآل "شدود" وآل "ضوا"

وتابع المختار "غسان": «في الأغلب كانت القرية القديمة تمتد من الجهة الشمالية إلى الجهة الجنوبية وذلك في المنطقة السهلية المعروفة شعبياً ومحلياً بـ"مفرق المحولة" الواصل بين الطريق العام ومنازل القرية القديمة التي تبعد عنه كيلومتراً واحداً تقريباً، بينما يبعد هذا المفرق عن مركز مدينة "بانياس" أربعة كيلومترات.

المختار غسان حسن

أي إن موقع القرية القديمة يقع على فتحة وامتداد الوادي الواقع في الجهة الشرقية من حارة القلع الحالية التي أصبحت الآن جزءاً من القرية كسكن وانتماء سكاني، علماً أنها كتبعية إدارية عقاراتها هي عقارات "بعمرائيل- أوبين"».

وعن الواقع الاجتماعي والتنظيمي الإداري للقرية قال المختار "غسان": «يبلغ عدد سكان قرية "خربة السناسل" /1100/ نسمة، والقرية بشكل عام ترتفع عن سطح البحر /250/ متراً في أعلى نقطة فيها جانب منزل الأستاذ "يوسف ميا" أو كما تعرف بـ"حارة الخزان".

موقع القرية وفق جوجل إيرث

ضمن القرية موقع جغرافي كان يسمى سابقاً بالبيدر نسبة إلى طبيعة استخدامه التراثي في درس سنابل القمح بالمرج التراثي لاستخراج حبات القمح، وهذا الموقع يسمى حالياً "حارة المشيرفة" وتتوضع في الجهة الشمالية الشرقية من القرية وتسكنها بأغلبيتها العظمى عائلة "آل ضوا" القادمين من قرية "العصيبة" المجاورة، وهذه الحارة تتبع إدارياً إلى تلك القرية التي تحدنا من الجهة الشرقية».

أما الجد "محسن رضوان" فتحدث عن زراعات القرية، وقال: «كانت القرية غنية بزراعاتها المتنوعة كالمحاصيل الصيفية والمحاصيل الشتوية كالحمص والعدس والذرة والبازلاء والقمح والشعير، إلا أن تغير طبيعة المناخ بشكل عام أثر في طبيعة الزراعة وأصبحت تعتمد على الزراعات المحمية كموسم زراعي رئيسي فيها، حيث يبلغ عدد البيوت المحمية المستثمرة من قبل أبناء القرية ما يقارب /300/ بيت محمي.

الأستاذ سمير حسن

والقرية تعتمد من ناحية الأشجار المثمرة على شجرة الزيتون بشكل جيد يوفر لها حاجتها من الزيت، وهذا نتيجة طبيعة التربة الجيدة المعطاء للخير».

وعن العائلات المعروفة حالياً في القرية قال السيد "محسن": «تتعدد العائلات المعروفة في القرية ومنها على سبيل الذكر لا الحصر آل "حسن" وآل "رضوان" وآل "ميا" وآل "وردة" وآل "شدود" وآل "ضوا"».

المهندس "بهجت وردة" من أهالي القرية قال: «القرية القديمة وامتداداتها الحديثة في الوقت الحالي تشرف بإطلالة مباشرة ورائعة على "قلعة المرقب" التاريخية وهذا من الجهة الجنوبية، وكان عدد منازلها سابقاً ضمن التوثيق التاريخي الحديث الذي يقارب حوالي /700/ عام ثلاثة منازل فقط، وسكنتها في الفترة الأخيرة ثلاث عائلات وهي من آل "وردة" وآل "حسن" وآل "ميا"، علماً أن عائلاتها الأساسية كما ذكرت في بعض المراجع التاريخية كانت مغايرة تماماً لهذه الأصول الأسرية».

وفي لقاء مع الأستاذ "سمير حسن" مدرس لتاريخ قريته عبر بعض المراجع التاريخية تحدث بداية عن حدودها الجغرافية فقال: «يحد قرية "خربة السناسل" من الجهة الجنوبية نهر "الزير" الذي يفصلها عن قلعة "المرقب" التي تتداخل بعض حقولنا الزراعية المستثمرة مع حقول قريتها "المرقب" وقد تتعداها في بعض المواقع، ومن الجهة الشرقية وادي "القرقورية" و"بو شاهين" الفاصل بين القرية وقرية "العصيبة"، ومن الجهة الشمالية وادي قرية "بارمايا" ومن الجهة الغربية مدينة "بانياس" البحرية، التي تطل عليها القرية مباشرة.

والقرية وفق بعض الروايات يزيد عمرها على /700/ عام، وقد أطلق عليها الفرنسيون سابقاً اسم "القربة" ودونت في خرائطهم بهذا الاسم».

وأضاف السيد "سمير": «في حارة "القلع" الواقعة في الجهة الغربية من مركز القرية توجد مغارة يطلق عليها حتى الآن مغارة آل "البشلاوي" وهذا دليل على أنهم من السكان الأساسيين في القرية القديمة، إضافة إلى آل "الكرنج" وآل "عمور"، كما ذكرت بعض المصادر التاريخية القديمة».

وعن أهم ما ميز القرية سابقاً قال الأستاذ "سمير": «تولت الشؤون الإدارية والاجتماعية للقرية في حقبة تاريخية سابقة سيدة فاضلة عرفت بالمختارة "فريدة" وهي سابقة تاريخية على مستوى المنطقة كلها، حيث كانت قرية "خربة السناسل" وجارتها قرية "بعمرائيل" قرية واحدة، وكانت السيدة "فريدة" تدير مهام "المخترة" فيها.

وكان في القرية نبعان الأول في موقع عرف بـ"البستان" وهو حالياً في الجهة الشمالية الشرقية من مدرسة القرية، وكان في أعلى هذه الرقعة الجغرافية موقع عرف باسم "الناعورة"، أما النبع الثاني فكان إلى جانب مقام ديني يعرف بـ"الشيخ عبد الله".

وكانت حارة آل "حسن" أو ما يعرف أهلياً بآل "العبد" نسبة إلى جدهم الأكبر، تسمى حارة "النصارة"، وعثر فيها على الكثير من النواغيص الحجرية».

وتابع: «اشتهرت القرية بصناعة الحبال من شعر الماعز، وصناعة الكلس في الآتون الحجري الذي كان يسمى "القصر من"، وانتشار أشجار الخرنوب فيها بكثرة، وهذا دليل على أن الأهالي اعتمدوا في حياتهم على ما تصنعه وتنتجه وتزرعه، كما وجد الكثير من الآبار الكفرية المحفورة بالصخر الصلد الأصم».