تعتبر قرية "تل عدس" التي تقع في "سهل عكار" على الحدود السورية- اللبنانية من أهم القرى الزراعية في المنطقة لما تمتاز به من وفرة المياه وخصوبة التربة فتنتج محاصيل شتوية وصيفية على مدار العام.

مدونة وطن "eSyria" التقت السيد "عبد القادر زودة" مختار القرية بتاريخ 25/9/2013 وتحدث عن موقعها واسمها بالقول: «تقع قرية "تل عدس" وسط مجموعة قرى ومناطق طبيعية هي نهر "العروس" من الجهة الشرقية، وقرية "الحسنة" من الجنوب، ويحدها من الغرب قرية "خربة الأكراد"، في حين تشكل بلدية "الكريمة" التي تتبع لها حدود قريتنا الشمالية، وتقسم القرية إلى مجموعة مناطق زراعية وسكنية منها: (العيرون، البستان، عين المشكة، عين الصحن)، أما اسم القرية فيعود كما أعتقد إلى تلة صغيرة موجودة جانب القرية وهي هضبة صغيرة وسط السهول الشاسعة، ثم إن تاريخ زراعة أراضي القرية بـ"العدس" قد يكون سبباً في تسميتها "تل عدس"».

تضم القرية مجموعة طرق زراعية فرعية وطريقاً رئيسياً وسطها يصلها بقرية "الحسنة" جنوباً وصولاً إلى الحدود اللبنانية، أما الطرق الزراعية فهي تتوزع في كل الاتجاهات لتخديم الأراضي الزراعية التي هي أساس الحياة الاقتصادية لأهالي القرية

وأضاف: «تضم القرية مجموعة طرق زراعية فرعية وطريقاً رئيسياً وسطها يصلها بقرية "الحسنة" جنوباً وصولاً إلى الحدود اللبنانية، أما الطرق الزراعية فهي تتوزع في كل الاتجاهات لتخديم الأراضي الزراعية التي هي أساس الحياة الاقتصادية لأهالي القرية».

التجهيز لموسم "الفليفلة" الشتوي

من جانب آخر أشار "زودة" إلى نهر "العروس" الذي يمر ضمن أراضي القرية ليصب في "النهر الكبير الجنوبي" على الحدود السورية- اللبنانية، وقد كان قديماً مصدراً أساسياً لسقاية المحاصيل الزراعية التي كانت معظمها شتوية كالبقوليات (قمح، شعير، عدس) والخضراوات الصيفية، وتابع: «كانت الزراعة مهنة الأجداد الذين مروا على هذه المناطق على مدى التاريخ لما لمنطقة سهل "عكار" من أهمية تاريخية عبر الحضارات المتعاقبة، ومع دخول العصر الحديث قامت الدولة بمد شبكة ري حديثة تعتمد على مياه السدود ما ألغى الحاجة إلى مياه النهر، إلى جانب الآبار التي يحفرها المزارعون ضمن مزارعهم، ما أمّن للقرية مصدراً مائياً دائماً جعلها منتجة أساسية للكثير من المحاصيل الصيفية والشتوية، فصيفاً يزرع الناس مختلف أنواع الخضراوات مثل: (باذنجان، فليفلة، خيار،..إلخ)، وشتاء تتحول هذه المحاصيل إلى شتوية بوجود البيوت البلاستيكية المحمية، وينتج مزارعو القرية كميات كبيرة من المنتجات الزراعية بخبرتهم العالية وخصوبة أرضهم ووفرة المياه، أما بالنسبة للنهر فقد أصبح مكاناً جميلاً للنزهة وصيد السمك».

وعن الحالة الاجتماعية في القرية حدثنا "المختار": «يعمل سكان القرية عموماً بالزراعة ويعيشون حياة ريفية يسودها الحب والعلاقات الاجتماعية القائمة على المحبة والاحترام، في حين يشكل "المختار" مع الأعضاء الثمانية مجلساً يحترمه جميع الناس في القرية ويعتبر مقصداً لحل النزاعات والتفاهم، فالقرية صغيرة يقارب عدد سكانها الألف، والمنازل متناثرة بين المزارع ما يباعد بين منازل القرية وحاراتها».

"تل عدس" وموقعها بالنسبة إلى منطقة "الحمدية" ومعبر "العريضة" الحدودي

تتصف قرية "تل عدس" بأنها قرية زراعية بالمطلق وأي مستقبل لهذه القرية يدور في فلك الزراعة وتطويرها، عن ذلك قال السيد "مهدي حسين" مزارع من القرية: «تحتاج الزراعة دوماً إلى تطوير وتحديث تقنيات الإنتاج، وهذا الأمر مهم جداً بالنسبة إلى المنطقة الزراعية التي توجد فيها قريتنا، عدا أساليب الزراعة والخبرة التي يمتاز بها المزارعون لدينا، حيث تجد تربية الماشية وخاصة الأبقار على نطاق واسع وذلك لأهمية مشتقاتها ووجود المناطق العشبية الواسعة، وحالياً عاد الناس بشكل كبير إلى تربية الماشية لدعم سبل المعيشة ووسائل الدخل، وبالنسبة للزراعات القديمة التي اشتهرت بها القرية فقد زالت بمعظمها وحلت مكانها الزراعات المروية والمحمية، حتى إن بعض المزارعين تحولوا إلى زراعة الأشجار المثمرة، لكنها ظاهرة قليلة الانتشار».

ومن جهته تحدث "عدنان بلول" مزارع من القرية عن أشهر مزروعات "تل عدس" فقال: «تعتبر "الفليفلة" الزراعة الأكثر انتشاراً في القرية وتزرع بأنواع عديدة وأساليب مختلفة سواء في فصل الصيف من خلال محصول "الفليفلة" الصيفي الذي ينتهي بداية شهر أيلول، ليبدأ المزارعون بتجهيز بيوتهم المحمية للأنواع الشتوية التي تتميز بغزارة إنتاجها، وينطبق هذا الأمر على محصول الباذنجان الذي يزرع بكثرة صيفاً لتلبية حاجة السوق المحلية والداخلية حيث يذهب قسم كبير من إنتاجنا إلى مدينة "حمص"، وبعضه الآخر يتم تصديره إلى الخارج مباشرة من منطقتنا لعدم قدرة سوق الخضار المركزي على استيعاب الكميات المنتجة».

المختار "عبد القادر زودة"