تعد من أقدم القرى الجبلية الساحلية فهي قطعة من قرى "بيت ياشوط"، والتي مازالت تروي حكاية وقصصاً تاريخية عن أبنائها وأجدادها، فالتاريخ ليس دائماً تكتبه الأيادي المضرجة بدماء الحروب وغزوات الماضي بل غالباً ما تخطه شجرة ما أو ربما حجر.

"عين قطعة" إحدى أجمل قرى ريف "جبلة" ويزداد جمالها كلما ابتعدنا عن مفردات الحضارة كما نفهمها نحن، فالحضارة التي تعني لنا أجهزة الكترونية متطورة ومصادقة الإنترنت لا تعني لهم شيئاً، يكفيهم جلساتهم الحميمية وعملهم في أرضهم وبساطة معيشتهم، مدونة وطن "eSyria" زارت القرية بتاريخ 27/4/2013 وكانت البداية مع السيد "منير نويرة" مدير المدرسة الابتدائية في القرية، الذي تحدث عن سبب تسمية القرية بالقول: «قريتنا تابعة "لبيت ياشوط" وسميت بذلك لأنها تعتبر قطعة من "بيت ياشوط" ومرد كلمة عين إلى عين قديمة في القرية».

قريتنا تابعة "لبيت ياشوط" وسميت بذلك لأنها تعتبر قطعة من "بيت ياشوط" ومرد كلمة عين إلى عين قديمة في القرية

يتابع: «قريتنا تبعد عن "بيت ياشوط" /3/ كم، وعن مدينة "جبلة" /25/ كم، ترتفع عن سطح البحر حوالي /550/م وهي محاطة بمجموعة من القرى حيث يحدها من الجنوب قريتي "بشراغي ودرميني" ومن الشرق "بيت ياشوط وعين قيطة"، بينما تكون قرية "جوب ياشوط" على حدودها الغربية وقريتي "الفتيح وجوفين" على حدودها الشمالية».

منير نويرة

ومن موقع القرية إلى سبل العيش وعمل أهلها، عن ذلك يحدثنا مختار القرية السيد "علي دلا" بالقول: «غالباً ما يعمل سكان قريتنا بالزراعة وعدد موظفي القطاع الحكومي قليلون جداً نظراً لقلة المرافق الخدمية في القرية، حيث توجه شبان القرية للعمل بالزراعة في أراضيهم وأغلب المحاصيل الزراعية "التبغ"، بالإضافة إلى الأشجار المثمرة و"الزيتون" وأيضاً في قريتنا غابة حراجية تمتد على مساحة /50/ دونماً تحوي مختلف أنواع الأشجار والسراخس».

أما عن العلاقات الاجتماعية في القرية فذكر: «أهل القرية أكثر طيبة مما يمكن لأي أحد أن يتخيل، وسأعطيك مثالاً على ذلك منذ أكثر من /7/ أعوام حضر موفدون من "التربية" في "اللاذقية" لبناء مدرسة هنا ولم تتوافر لديهم الأرض المناسبة ما دفع أحد سكان القرية بالتبرع بدونمين من أرضه لبناء المدرسة دون أي مقابل فقد اعتبرها تبرعاً لأبناء قريته ومايزال الرجل حياً يرزق ومثل هذه القصة يروى الكثير من القصص المشابهة والتي تعبر عن طيبة ومودة أهل قريتنا».

من القرية

وبالرجوع للحديث عن مكونات القرية تحدثنا الجدة "نايلة سلامة" عما تحمله ذاكرتها من تاريخ القرية فتقول: «هذه القرية ماتزال على حالها منذ عرفتها هنا الحياة فهي تشبه بعضها وتكرر ذاتها ولا مكان للملل أبداً، فالربوع الخضراء كثيرة وعيون الماء موجودة وكيفما مشيت سترافقك دجاجات الجيران وفراشات الربيع».

تضيف: «هنا لا نكاد نشتري شيئاً فأمام كل منزل "حاكورة" صغيرة تغني عن السوق والغلاء، ففي تلك "الحواكير" ستجدون ما لذ وطاب من الخضراوات بالإضافة إلى أن تربية الدجاج أمر منتشر بكثرة ولا يوجد منزل إلا ويحوي "قن دجاج" منه نحصل على "البيض واللحم" وبذلك والحمد لله نحن لا نشعر بالغلاء الذي يتحدثون عنه بشكل مباشر فأغلب طعامنا متوافر والحمد لله».

ريف جبلة من غوغل إرث