يمثل موقعها مكان الجزيرة من البحر، وعلى سفوحها انتشرت بيادر القمح منذ وجدت، واليوم بقي للتاريخ تفاصيله تاركاً للمكان اسمه.

"بّدرّية" من قرى الريف المجاور لمدينة "طرطوس"، تميزت بموقعها الجغرافي المميز الذي يظهر فور بلوغ ذروة الهضبة التي تقع عليها القرية، ويقول السيد "أمين محمد" من أهالي القرية لمدونة وطن eSyria بتاريخ 13/4/2013: «يمكن مشاهدة قريتنا من على سفوح جميع المناطق المجاورة وعلى امتداد واسع من "طرطوس" وشواطئها غرباً، إلى عدد كبير من القرى أهمها "الشيخ سعد ودوير الشيخ سعد" في الشمال الغربي، وعدة قرى شرقاً أكبرها قرية "بملكة" و"مرسحين"، وجنوباً يمتد النظر بوضوح حتى "جبال لبنان"، أما ما يحدها من الجنوب فقرية "الواسطات" و"بيت الخطيب".

يمكن عبر التحليل اللغوي إعادة اسم القرية إلى كلمة "بيادر" وتعني أماكن تجميع سنابل القمح بعد حصادها لاستخراج الحبوب منها، وكلمة "بيدر" مصطلح تراثي شعبي ينتشر في جميع مناطق "الساحل السوري"، أما من الناحية الواقعية فإن أهالي القرية يزرعون القمح بمساحات كبيرة من القديم، ما يعني وجود "بيادر" تجميع القمح بكثرة في المنطقة، ما سبب تسميتها كافتراض "أرض البيادر" ومع تطور الزمن وصلنا هذا الاسم بهذا الشكل

يوضح هذا الموقع والامتداد مدى أهمية موقع قرية "بّدرّية"، الذي تمثل في أحد جوانبه باعتبار منطقة جبل "البيلاني" الحراجي الواقع على السفح الغربي للقرية منطقة سياحية شهدت عدة عروض لإقامة مجمعات سياحية لكن لم يقدر لهذه المشاريع أن تنتهي، كذلك فإن الوقوف في أي منطقة من مناطق القرية يجعل محيطها وبالأخص الغرب مكاناً مكشوفاً يسعد الناظر بامتداده الواسع الذي يجمع خضرة الطبيعة وزرقة البحر».

شباب القرية في جهود لتجميل قريتهم

أما قصة التاريخ الذي أعطى القرية اسمها فيذكرها السيد "أمين" بالقول: «يمكن عبر التحليل اللغوي إعادة اسم القرية إلى كلمة "بيادر" وتعني أماكن تجميع سنابل القمح بعد حصادها لاستخراج الحبوب منها، وكلمة "بيدر" مصطلح تراثي شعبي ينتشر في جميع مناطق "الساحل السوري"، أما من الناحية الواقعية فإن أهالي القرية يزرعون القمح بمساحات كبيرة من القديم، ما يعني وجود "بيادر" تجميع القمح بكثرة في المنطقة، ما سبب تسميتها كافتراض "أرض البيادر" ومع تطور الزمن وصلنا هذا الاسم بهذا الشكل».

تتكون قرية "بّدرّية" من عدة أحياء وحارات قديمة وحديثة "البصيصة، البيلاني، حارة البيدر،.."، وفيها معصرة زيتون حديثة مع عدد من المراكز الحرفية، ومدرستان ابتدائية وإعدادية، كذلك مركز صحي وجمعية خيرية، كما أعدت بلدية "الشيخ سعد" مخططاً تنظيمياً حديثاً لها ينظم توزيع مساكن القرية وشبكات الخدمات العامة، يقول السيد "عدنان محمد" مختار قرية "بّدرّية": «تبعد القرية عن مدينة "طرطوس" حوالي 13كم، عبر طريق "طرطوس- الشيخ سعد- الجوبة" وصولا إلى "بّدرّية"، كما يبلغ عدد سكانها 2000ن، وقد ساعدها موقعها القريب من المدينة على تطورها السريع الذي يتوقع له النمو أكثر في السنين القادمة بدخول استثمارات عقارية أو سياحية إلى القرية، فالمخطط التنظيمي غطى القرية بالكامل لكن الأولوية في الاستثمار للمناطق الأقرب إلى مدينة "طرطوس".

صورة فضائية للقرية

والقرية بمعظمها سكن حديث بدأ تطوره الحقيقي بعد عام 1980 حيث ظهرت البيوت السكنية الحديثة، ويجدر هنا الذكر أن حالة السوء الكبير في البنية التحتية لمناطق القرية يسبب تأخر النمو المنشود لها، حيث تنعدم شبكات الصرف الصحي نهائياً من جهة، وفي ناحية أخرى تعاني القرية من قلة خطوط النقل العام، إضافة لجوانب هنا وهناك تواجه صعوبات لم نستطع حلها حتى اللحظة».

في لقاء آخر تحدث الشاب "سليمان محمد" مدير "بصمة شباب بدرية": «لدى أهالي قريتنا نشاط واسع في مختلف ميادين الحياة، فقد اتجه عدد منهم إلى الاغتراب، وبقي آخرون في العمل الزراعي مهنة أجدادهم الأولى، كما أن نسبة التعليم المرتفعة جعلت قسماً لا بأس به يتجه إلى العمل الوظيفي الخدمي، عدا بعض أصحاب المصالح الخاصة حرفية كانت أم تجارية.

الشاب "سليمان محمد"

تمتلك قريتنا عدا الموقع المميز ارضاً زراعية خصبة كانت السبب في سكن الأجداد الأوائل، فتربتها حمراء خصبة، تصلح لزراعة جميع أنواع الأشجار، لكن عدم وجود المياه يجعل "الزيتون" أكثر الأشجار انتشاراً، كما يوجد في أراضي القرية عدة ينابيع للمياه "نبع جراس"، وعين "المسقى" التابعة أساساً لقرية "الجوبة" لكن استخدامنا لها ومحاذاتها لأراضينا جعلها كأحد ينابيع القرية، كذلك "عين حصوة" في مزارع القرية من باتجاه قرية "الواسطات"».

تشهد قرية "بدرّية" نشاطاً اجتماعياً شبابياً يقول عنه الشاب "سليمان": «أسست حركة شبابية أهلية في القرية تحت اسم "بصمة شباب بّدرّية"، والتي انضمت لاحقاً "لبصمة شباب سورية"، وقد انطلقنا عند التأسيس- عدا السبب المباشر للوضع الراهن في سورية– لخدمة الجيل الشاب في القرية بالتعاون مع أهالي القرية والجهات الرسمية فيها، فالبعض يعانون من وضع صحي وآخرون يحتاجون لإكمال تعليمهم هنا نعمل كحركة أهلية لخدمة القرية ومساعدة هؤلاء لمتابعة حياته بالسبل المتوافرة، يضاف إلى ذلك تفجير طاقات الشباب ومواهبهم، والتعبير بصوتهم عن حاجاتهم وآمالهم».