ضمن تضاريس جبلية شكلتها الطبيعة لكتلتين جبليتين متتاليتين ومتقابلتين تربعت قرية ألف النسمة منذ ما يقارب ألف عام، لترسم صورة الجمال في الحديث والمحبة في التعامل.

فعلى مشارف "جرد الدريكيش" كما عُرف تقع قرية صغيرة تسمى "بحيصيص" تتميز بوقوعها على سفحي جبلين متتاليين شبه متقابلين يشكلان ما يشبه الزاوية القائمة، فترى جبل "المعز ابن صالح" يطل على جبل الشيخ "صالح الأعرج" في بساطة تكتنفها الطبيعة بهدوئها الساحر.

أغلب مناطق ومواقع القرية تنتشر فيها وتغطيها الحجارة الصغيرة أو ما يعرف محلياً وشعبياً بكلمة "بحص" وهذا برأيي كان سبباً هاماً في تسمية القرية باسم "بحيصيص"

ويذكر السيد "حسن عبد الحميد" أحد أبناء القرية لمدونة وطن eSyria بتاريخ 21/4/2013 أن القرية كحدود جغرافية يحدها من الجهة الغربية قرية "تفاحة" ومن الجهة الشرقية قرية "كرفس" ومن الجهة الشمالية قرية "بورده" ومن الجهة الجنوبية قرية "العفصونية" وقرية "كفر طلة".

السيد سليم أحمد جناد

ويضيف: «تبعد "بحيصيص" عن مدينة "الدريكيش" حوالي ستة عشر كيلومتراً، وعن مدينة "طرطوس" حوالي خمسة وثلاثين كيلومتراً وترتفع عن سطح البحر حوالي /750/ متراً، وبحسب الروايات والأحاديث المتناقلة بين الأهالي وخاصة منهم الجيل الأقدم منا الذي عمر فيه الأفراد نحو ما يقارب /110/ سنوات، يقال إن عمر الاستيطان البشري هنا منذ حوالي عام /1013/، القرية إدارياً تتبع لبلدية "بقعو" ويبلغ عدد سكنها حوالي /900/».

قرية "بحيصيص" كما تدل رمزية الأحرف في الكلمة لها معنى مستقى من الطبيعة وهو ما أوضحه المختار "عبد الكريم إبراهيم داؤود" بالقول: «أغلب مناطق ومواقع القرية تنتشر فيها وتغطيها الحجارة الصغيرة أو ما يعرف محلياً وشعبياً بكلمة "بحص" وهذا برأيي كان سبباً هاماً في تسمية القرية باسم "بحيصيص"».

المختار عبد الكريم إبراهيم داؤود

رغم وجود الينابيع لم يعتمد سكان القرية على الزراعة كبقية المجتمعات القروية، وهو ما أكده المختار: «يوجد في القرية ثلاثة ينابيع كانت تروي القرية وبعض حقولها أغلب فصول السنة، إلى أن اعتمدت القرية في مياه شربها على مشروع مؤسسة المياه فبقيت ينابيعها للحقول وأشجار الجوز المنتشرة حولها، وهذه الينابيع هي نبع "عين الجوزات" ونبع "الفوار" ونبع "عين جران"، ولكن هذه المياه بقيت تستهلكها الحقول والسواقي في أغلب أحوالها، لأنه لم تتوافر الحقول الجاهزة للزراعة بسبب عدم صلاحية التربة فيها وحاجتها للكثير من الاستصلاح الزراعي، وهذا ما دفع أغلب سكان القرية للعمل الوظيفي والاغتراب».

سميت حارات القرية وفق الاتجاهات التي توزعت فيها، فمنها الحارة الشرقية والحارة الشمالية والحارة الغربية والحارة الجنوبية حيث قطنتها عائلات "آل مفلح" و"آل جناد" و"آل الخطيب" و"آل خضيرة" و"آل أحمد".

موقع القرية على غوغل إرث

السيد "سليم أحمد جناد" من أبناء القرية ذكر أن الواقع الاجتماعي في القرية يسوده جو من المحبة والألفة بين جميع أبنائها دون استثناء إضافة إلى الصدق في التعامل والإخلاص، فعلى الرغم من أن القرية جغرافياً تقع على مشارف مدينة "الدريكيش" إلا أننا ما نزال نفتخر بطابعنا الريفي وبساطتنا.