ملامحها كقرية ما تزال واضحة في أسلوب عمرانها وعدد سكانها القليل، ولكن خدماتها تحاكي المدن والبلدات الكبيرة، فتجد فيها الأراضي الزراعية إلى جانب المعامل والمدارس والعيادات الطبية.

إنها قرية "ضهر مطرو" (*) التي تقع على مجموعة من الهضاب المشجرة بالزيتون والسنديان في محيط منطقة الدريكيش، التي زارتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 29/3/2013 والتقت مختار القرية السيد "عيسى اسماعيل" الذي قال: «"ضهر مطرو" ترتفع عن سطح البحر 350م وتبعد 25 كم شرقاً عن مدينة طرطوس و10 كم غرباً عن مدينة الدريكيش، وتتبع لبلدية "ضهر مطرو" التي تضم أيضاً كلاً من قرى "جورة الجواميس"، و"حارة الوقف"، و"مزرعة الفوار" مبيناً أن مساحة المخطط التنظيمي للبلدية حوالي 250 هكتاراً، وعدد السكان المخدمين فيها 4771 نسمة».

"ضهر مطرو" ترتفع عن سطح البحر 350م وتبعد 25 كم شرقاً عن مدينة طرطوس و10 كم غرباً عن مدينة الدريكيش، وتتبع لبلدية "ضهر مطرو" التي تضم أيضاً كلاً من قرى "جورة الجواميس"، و"حارة الوقف"، و"مزرعة الفوار" مبيناً أن مساحة المخطط التنظيمي للبلدية حوالي 250 هكتاراً، وعدد السكان المخدمين فيها 4771 نسمة

وحول الزراعة والعمل في القرية يشير المختار إلى أن زراعة الزيتون هي الزراعة الأولى في القرية حيث أن كل أبناء القرية يمتلكون أراض مزروعة بالزيتون بالإضافة إلى وجود بعض بساتين الحمضيات، كما يقوم عدد من السكان بتربية الدواجن وبعض الحيوانات، ويضيف: «إلا أن الزراعة لا يمكن أن تكون المهنة الأساسية التي يعتمد عليها سكان القرية في معيشتهم حيث إن أغلب أبناء القرية موظفون أو يعملون في مجال التجارة والأعمال الحرة، بالإضافة إلى وجود عدد كبير منهم متطوعين في المجال العسكري سواء أكانوا ضباطاً أم مجندين.

المختار عيسى اسماعيل

ومن الناحية التعليمية يوجد في "ضهر مطرو" مدرستان مدرسة "الشهيد أحمد ديب معلا" للتعليم الأساسي، ومدرسة "الشهيد عدنان حسين" للتعليم الثانوي وتخرج مدارس القرية الكثير من المتفوقين، ففي العام الماضي كان الأول على مستوى محافظة طرطوس في الثانوية العامة من طلاب المدرسة».

ثم قال: «أهم ما يميز القرية الخدمات الوفيرة الموجودة والتي لا تتوافر إلا في المدن والقليل القليل من القرى، حيث يوجد فيها ثلاث صيدليات ومستوصف طبي تابع لمديرية الصحة، وحوالي أربع عيادات أطباء اثنتان منهما في مجال طب الأسنان، كما يوجد إرشادية زراعية وجمعية تموينية لتوزيع السلع الغذائية، وضمن قطاع البلدية يوجد عدد من المعامل منها (معمل البلوك – البلاط – مناشر حجر – أعلاف) و3 معاصر زيتون بالإضافة إلى متنزه سياحي "قيس وليلى"، هذا عدا الحالة الجيدة لجميع الخدمات العامة من ماء وكهرباء وطرقات وصرف وغيرها، والقرية لا تختلف عن المدينة بشيء من ناحية الخدمات المتوافرة إلا أنها تتمتع بمناخ وطبيعة لا مثيل لهما بالإضافة إلى العلاقة الطيبة من حب وتسامح وتعاون بين أهلها».

مكان القرية على خارطة غوغل

وفي لقاء مع السيد "فادي الشاويش" أحد أبناء القرية أشار إلى أنه يقوم مع بعض أبناء القرية بتأسيس جمعية خيرية تحمل اسم "جمعية التين والزيتون" وستقوم على مساعدة الفقراء والوقوف إلى جانبهم ومساعدتهم مادياً ومعنوياً من خلال التعاون بين جميع أبناء القرية، من جانب آخر يشير السيد "فادي" إلى قيام القرية خلال الفترة الماضية باستقبال عدد من المهجرين من أبناء محافظات حلب وحماة وحمص المتضررين خلال الأزمة، هذا عدا العدد الكبير من الشهداء الذي قدمته القرية والذي وصل إلى حوالي 16 شهيداً وسبعة مفقودين وأكثر من 30 إصابة مختلفة الشدة.

تمتاز القرية حسبما يقول السيد "فادي" بالنشاط العمراني الكثيف حيث يتم بناء الكثير من الشقق والمحلات لبيعها أو تأجيرها، كما يوجد في القرية عدد من المحال التجارية المتنوعة الخدمات والتي لا يوجد مثيل لها في باقي القرى ففي "ضهر مطرو" عدد من البقاليات ومحلات بيع المواد الغذائية والأطعمة المختلفة والألبسة وبيع الأدوات الصحية والمنزلية ومواد البناء ومحلات تصليح وبيع الهواتف النقالة والحواسيب بالإضافة إلى عدد من الحلاقين (الرجالي – النسائي) ومصبغة، كما أقيم في القرية منذ فترة ناد رياضي وقهوة إلا أنهما متوقفان حالياً عن العمل لأسباب خاصة بأصحابهما.

صورة لأحد شوارع القرية

كما أن طرق القرية التي تتخلل الطبيعة الخلابة مزدحمة بالسيارات من خلال المكيروباصات وسيارات الأجرة التي تعمل ضمن القرية لخدمة الأهالي في التنقل ضمن القرية وإلى المدينة أو القرى المجاروة.

من جانب آخر أشار السيد "فادي" إلى وجود عين مياه أثرية في القرية وهي "نبع عين مطرو" بالإضافة إلى وجود مشنقة حجرية من زمن الاحتلال العثماني حيث كان يتم شنق السوريين المجاهدين عليها في تلك المنطقة.

كما التقينا الجدة "أم غسان" (77 عاماً) التي قالت: «منذ خمسين أو ستين عاماً كانت الزراعة هي العمل الأساسي الذي يعمل به كل أبناء القرية، فكل عائلة كانت تزرع كل أنواع النباتات التي تحتاجها للأكل من خضراوات وحبوب إلى جانب زراعة الزيتون، وكانوا يعملون في تربية الحيوانات والدواجن ودود القز وبيع منتجاتها لمساعدتهم في أعباء الحياة، أما اليوم فأبناء القرية لا يزرعون إلا الزيتون والقليل منهم من يعمل كمزراع حقيقي».

وتضيف: «في تلك الفترة لم يكن في القرية كهرباء أو ماء ولا حتى طرقات معبدة حيث كنا نأتي بالماء من الأعين والينابيع ونقطع مسافات طويلة للحصول عليه وخاصةً في فصل الصيف، كما كان الطلاب يدرسون على ضوء الشموع إلا أنه كان في القرية مدرسة ابتدائية يتابع الطلاب بعدها دراسة الإعدادية والثانوية في مدرسة منطقة الدريكيش، وبعد فترة أنشئت المدرسة الثانوية في القرية بناءً على الطلب الذي قدمه السكان للمحافظ، إلا أن الحياة لم تكن سهلة فكنا نذهب إلى المدينة (طرطوس) أو إلى صافيتا مشياً على الأقدام أو على الدابة (الحمار) إن وجدت لشراء الحاجيات الأساسية من مواد غذائية ومنزلية بسيطة وأغلبها مصنع يدوياً، وشراء الألبسة أو الأقمشة لخياطتها حيث تكون تلك الرحلة مرتين أو ثلاثاً في السنة».

(*): يوجد قرية أخرى تتشابه مع قرية "ضهر مطرو" تسمى "ضهرو مطر" تقع إلى الشرق من مدينة "طرطوس" محاذية لقرية السودا.