تعد من الغابات الطبيعية المميزة بتنوعها الحيوي والبيئي في محافظة "طرطوس"، حيث يقوم الأهالي بحمايتها والحفاظ على رونقها، ففيها الكثير من مقومات السياحة الشعبية والتي ما زال يقصدها زائروها من مختلف المناطق.

مدونة وطن eSyria زارت غابة "تلة" بتاريخ 17/3/2013 التابعة إدارياً لناحية "برمانة المشايخ" منطقة "الشيخ بدر" برفقة السيد "ممدوح حمود" رئيس "شعبة حراج الشيخ بدر" الذي تحدث عن الغابة بالقول: «تمتد غابة "تلة" الطبيعية على مساحة جغرافية تقارب الاثني عشر هكتاراً ضمن توزع جغرافي يشمل كتلتين طبيعيتين الأولى حوالي سبعة هكتارات والثانية حوالي خمس هكتارات، ويطلق عليها تسمية شعبية هي "غابة سعد الأنصاري" نسبة لمقام ديني قديم جداً موجود فيها.

يقدر عمر الغابة بما يزيد على /150/ سنة، وفيها موقع أثري في الجهة الغربية تقريباً يسمى "القلعة" وقد سكن منذ عدة قرون وظهرت بعض لقى الاستيطان البشري فيها، كما كان يوجد فيها مربط للخيل وتنور وبعض الآبار الكفرية في باطن الأرض والعديد من بقايا المنازل التراثية

أما الغابة بشكل عام فيطلق عليها اسم غابة "تلة" نسبة إلى قرية "تلة" المتوضعة على سفحها الجنوبي والممتدة أراضيها لتشمل حدودها الغربية أيضاً، وتبعد عن مدينة "الشيخ بدر" حوالي خمسة وعشرين كيلومتراً وترتفع عن سطح البحر حوالي /850/ متراً».

مقام "سعد الأنصاري" ضمن غابة "تلة"

يتابع: «تخترق الغابة شبكة من الطرق الزراعية أو ما يعرف بخطوط النار تجعل أمر الوصول إلى كل رقعة فيها أمر سهل للغاية، ما ينعكس على مرتادي الغابة بشكل عام من قاصدي السياحة الشعبية في كنف المقام الموجود فيها، فخلال العطل الأسبوعية يرتاد الغابة عدد جيد من الزوار الباحثين عن جمال الطبيعة ونظافة المناخ وراحة البال بعيداً عن الجدران الاسمنتية وزحمة المواصلات، ففيها العديد من البنى التحتية المتوافرة كالمياه والمصاطب الشعبية».

وعن التنوع الحيوي والبيئي يضيف: «الغابة طبيعية ولا يوجد فيها تحريج صناعي، ومن أهم أنواع الأشجار السائدة فيها هي "الصنوبر البروتي" وأشجار "السرو الأفقي" والعديد من الأنواع المتنوعة المرافقة في طبقة تحت الغابة مثل السنديان العادي والسنديان البلوطي والبطم والقطلب والخرنوب والغار والآس "الريحان" والياسمين والقيقب السوري والبقص "السماق البقصي" والجربان والزمزريق والبلان والزعرور والقريضة الوبرية والقريضة البيضاء والعجرم والسويد والقرانية والشربين والخبيزة.

الأستاذ "ممدوح حمود"

أما عن الحيوانات فيوجد فيها الأرانب والثعالب والخنزير والسنجاب والضب وفئران الحقل، أما الطيور ففيها الحجل والدوري والدرغل والشحرور.

ترى انتشار شجيرات الريحان بكثرة في الطبقة تحت الغابة وهذا يعود إلى نوعية التربة المنتشرة فيها، وهي تربة بيضاء مائلة إلى الرمادية غنية بالمواد الغذائية».

غابة "تلة" ضمن المثلث الأسود على غوغل إرث

وعن الحدود الجغرافية للغابة يقول السيد "ماجد عباس" المراقب في الضابطة الحراجية بشعبة "حراج الشيخ بدر": «تتربع الغابة على قمة التلة وتحيط بها القرى المأهولة من مختلف الاتجاهات، فمن الجهة الجنوبية يحد الغابة قرية "تلة" ومن الجهة الشرقية يحدها قرية "قنية"، ومن الجهة الشمالية قرية "المقرمدة" وقرية "الشعرة" ومن الجهة الغربية يحدها الأراضي والحقول الزراعية الخاصة بقرية "تلة" وقرية "بسقاي".

والغابة محمية بشكل جيد من قبل الأهالي فهم يرون فيها شيئاً مقدساً يجب عدم العبث بمحتوياته أبداً، وهو الأمر الذي أسس له المختار السابق لقرية "تلة"، فهو من أسس المصاطب الشعبية فيها ومن نشر وعي المحافظة عليها وساهم في نظافتها بقدر الامكان».

يتابع: «خلال فترات عملي كمراقب في الضابطة الحراجية لم تسجل أية حالة تعدي على أملاك الغابة بل على العكس من كان يحاول ذلك يلقى الجميع في وجهه يردعونه ويوجهونه للمساهمة في المحافظة عليها لأهميتها في الاستجرار السياحي على نطاق واسع في حال تم تأمين متطلبات السياحة فيها».

وفي لقاء مع المختار السابق الجد "محمد علي حسن" قال: «يقدر عمر الغابة بما يزيد على /150/ سنة، وفيها موقع أثري في الجهة الغربية تقريباً يسمى "القلعة" وقد سكن منذ عدة قرون وظهرت بعض لقى الاستيطان البشري فيها، كما كان يوجد فيها مربط للخيل وتنور وبعض الآبار الكفرية في باطن الأرض والعديد من بقايا المنازل التراثية».