بلدة تربعت على عرش الطبيعة الخلابة وينابيع المياه الطبيعية التي تحيط بها، ضمن مجموعة من الأماكن الأثرية المتمثلة بكنيسة القديس "جاورجيوس" وكنيسة "شاما" والمرفأ الفينيقي القديم.

سميت سابقاً "بزاق" أي "بيت الخمر" لتميزها بصناعة الخمر في كل بيت من بيوتها، وحالياً "الروضة" لطبيعتها الجميلة وإطلالتها الرائعة، فهي بلدة امتدت ما بين الشاطئ البحري والسهل المنبسط والطبيعة الجبلية، لتشكل مزيجاً طبيعياً فريداً من نوعه أضفى على سكانه الطيبة والبساطة والجمال الروحي والعلم والثقافة بدرجاته المختلفة.

يحدها من الغرب "البحر المتوسط "، ومن الجنوب والشرق نهر "مرقية"، ومن الشمال قرية "ضهر صفرا"، وترتفع عن سطح البحر في أبعد نقطة منها عن شاطئها حوالي "180" متراً

ويقول السيد "واكيم سمعان" خريج كلية التجارة والاقتصاد من سكان بلدة "الروضة" الذي التقيناه بتاريخ "10/2/2010" موضحاً الموقع الجغرافي للبلدة: «لقد منّ الله على بلدة "الروضة" بالطبيعة الخلابة، حيث البحر والسهل والنهر والجبل، وأبعدها عن التلوث البيئي من حيث موقعها المتساوي الأبعاد في أقصى ما تصل إليه ملوثات محطة توليد "بانياس" ومعمل اسمنت "طرطوس"، فتبعد حوالي العشرين كيلومترا عن مدينة "طرطوس" وخمسة عشر كيلومترا عن مدينة "بانياس"».

السيد "واكيم سمعان"

ويتابع: «يحدها من الغرب "البحر المتوسط "، ومن الجنوب والشرق نهر "مرقية"، ومن الشمال قرية "ضهر صفرا"، وترتفع عن سطح البحر في أبعد نقطة منها عن شاطئها حوالي "180" متراً».

أما عن النشاطات الاجتماعية لسكانها فيقول: «عندما يتمكن الإنسان من معرفة ما يريد يسهل عليه تحقيقه، وهذا ما فعله المجتمع الأهلي في القرية لصناعة أكبر قرص شنكليش "سوركي" ويزن حوالي "200" كيلو غرام، ضمن احتفال ديني بذكرى نقل رفات القديس "مار جرجس"، و لوليمة الغداء في كنيسة القديس "جاورجيوس" لأيتام دير القديسة "تقلا" في "معلولا"».

أحد المشاريع الحيوية في البلدة

لم تكتف البلدة باحتضان الطبيعة الجميلة والسكان الطيبون وتعدت ذلك لاحتضان العديد من الأماكن الأثرية التي حدثنا عنها السيد "ميلاد حداد" أحد السكان المتقدمين في العمر، حيث قال: «بسبب ملامستها للشاطئ البحري وموقعها البحري والجبلي الهام أقيم فيها ميناء "مار كبريانوس" وهو ميناء "فينيقي" قديم ماتزال آثاره باقية حتى الآن، بالإضافة إلى وجود كنيسة يعود بناؤها إلى القرن الرابع الميلادي وهي كنيسة "شاما" أو "الملكية"، ومنزل قديم يقدر عمره بحوالي مئتي عام».

كل هذه الصفات والميزات الطبيعية للبلدة جعلت سكانها مزارعين من الدرجة الرفيعة ومعروفين بزراعتهم على مستوى المحافظة، وهذا ما أراد قوله لنا السيد "يوسف ميخائيل الياس" مختار القرية من خلال حديثه، حيث قال: «البلدة لديها كل مقومات الطبيعة الأم التي جعلت سكانها على تواصل وتماس مباشر مع الأرض وعملها، فكانوا من المزارعين الماهرين في زراعة الفستق العبيد فيما مضى والزيتون، وبعده زراعة البندورة القصبية التي تنمو على القصب، واستقروا حالياً على زراعة الأنفاق البلاستيكية التي ذاع صيتهم بها من حيث العدد الموجود فيها ونوعية الإنتاج وكميته».

المهندس "أيمن بشارة"

وقد زاد عدد المقيمين في البلدة ليشكل ضعف عدد السكان، على حد قول المختار ويوضح ذلك: «ضخامة الأعداد الموجودة من الأنفاق البلاستيكية تطلبت استقطاب أيدي عاملة من مختلف المناطق والمحافظات لتشكل زيادة في نسبة السكان الأصليين البالغ عددهم "6485" نسمة لتصل إلى الضعف، بالإضافة إلى الزيادة الجيدة من قبل محبي السياحة على مدار العام التي أدت إلى إقبال بعض الأهالي لإنشاء العديد من الجمعيات السكنية والشاليهات السياحية على شاطئ البلدة وجبلها».

«طول الشاطئ في بلدة الروضة حوالي "4850" متراً يبدأ من نهر "مرقية" بجانب "الرمال الذهبية" جنوباً حتى جمعية "الساحل" شمالاً وهو شاطئ جميل ونظيف وفيه أجمل المواقع السياحية والمسابح الشاطئية كجمعية "عروس البحر" و"كفرسيتا" والميناء الفينيقي "مار كبريانوس" ومطاعم وفنادق مشهورة مطلة عليه بالإضافة إلى خمسة جمعيات سكنية قيد الإنشاء».

والحديث هنا للمهندس "أيمن بولص بشارة" رئيس مجلس بلدة "الروضة" خلال لقائنا معه ليحدثنا عن خدمات البلدية، مضيفاً: «التوسع السكاني والعمراني والتوجه نحو الاستثمارات السياحية فرضت علينا العمل بكل عزيمة لتخديم جميع المرافق الحيوية والخدمية في البلدة ومنها مشروعا إكمال المرحلة الثانية لطريق "التل" من إكساء وتعبيد وتزفيت، وإكساء معظم طرق "الروضة"، وهي بكلفة ستة ملايين ليرة سورية، وشق طريق الكورنيش الجنوبي للبلدة بطول "820" مترا وعرض "16" مترا بكلفة حوالي مليوني ليرة سورية، وتنفيذ أرصفة أنترلوك على مدخل قرية "الفيحاء" بقيمة خمسة ملايين ليرة سورية، وتنفيذ البنى التحتية لمشروع إنارة بكابلات أرضية على مدخل البلدة بقيمة ثلاثة ملايين ليرة سورية».

وعن مشاريع الصرف الصحي يقول: «تم إكمال وصلة "القيصر" على طريق "ضهر صفرا- الروضة" بقيمة مليون ونصف المليون ليرة سورية، ووصلة أخرى بقيمة مليون ليرة سورية، ووصلة في قرية "الشرفة" لعبور سكة القطار بقيمة مليوني ليرة سورية».

بداية العام "2010" كانت بداية مشرقة للبلدة يحدثنا عنها بقوله: «لقد تم تخصيص بلدة "الروضة" بإعانة مالية على مشاريع مدروسة وجاهزة للإعلان بقيمة "11.5" مليون ليرة سورية من الموازنة المستقلة للمحافظة لإكمال أرصفة ومصارف مطرية على مدخل "الروضة"، وأرصفة على شارع "عروس البحر" في "الشرفة"، وجدران استنادية في "الروضة" و"الفيحاء"».

يشار إلى أن عدد السكان البالغ "6485" نسمة موزعة على قرية "الروضة" وقرية "الشرفة" وقرية "الفيحاء" وقرية "مرقية".