«تعتبر قرية "المريقب" أم القرى في محافظة "طرطوس" وحتى على مستوى القطر، فقد أنجبت أول ثائر في الأمة العربية، وكان له فضل التحرر من الاستعمار الذي أغراه للتخلي عن مبادئه لكنه لم يقبل».

هكذا وصف مختار مدينة "الشيخ بدر" "غانم رمضان" القرية القريبة من مركز المدينة خلال لقاء "موقع طرطوس" معه بتاريخ 6/9/2009.

غالباً ما يأتون إلى المدينة لشراء أراضي في المنطقة للبناء والسكن، وعند طلب الاستشارة أنصحهم بالشراء في المرتفعات الجبلية، لما تتميز به من مناخ جيد وجمال الطبيعة، وعندما يكون الجو صافياً يمكن مشاهدة "طرابلس" والبحر و"القدموس" في آن واحد

ويتابع ليذكر بعض الأحداث التي ميزت المنطقة قائلاً: «كانت منطقة "الشيخ بدر" سباقة إلى المنظمات الشعبية مثل "الاتحاد النسائي"، "رابطة الفلاحين" و"الشبيبة"، التي كان لها فضل كبير في العمل الشعبي الطوعي مثل شق الطرق.

المختار "غانم رمضان"

والمنطقة معروفة بـ"مهرجان الشيخ صالح العلي" السنوي، الذي يأتي إليه الزوار من كافة المناطق وحتى الشعراء اللبنانيون، وذلك في فترة 12- 16/4 ولمدة ثلاثة أيام متتالية مع عيد الجلاء».

بانتظار ازدياد عددها في باقي القرى، أصبحت الجمعيات الخيرية والتعاونية حلاً للعديد من الحالات الاجتماعية، والأمثلة كثيرة: «تتميز بعض قرى المنطقة مثل قرية "المريقب" بوجود صندوق تعاوني تحول إلى جمعية تعاونية لمساعدة المحتاجين من المرضى والأرامل والطلاب المتفوقين، وقد أقمنا خلال الشهر الماضي تكريماً للطلاب المتفوقين من القرية والقرى المحيطة بها وبعض المتقاعدين من القرية، حيث دعونا عدداً من شخصيات ووجهاء القرى لتشجيعهم لإنشاء جمعيات تعاونية، وبعض القرى القريبة تحذو حذوها الآن».

جبل المريقب

معلم طبيعي ودور زراعي هام، والأهم من ذلك لدى الكثيرين تلك الأماكن المنتشرة حوله للراحة والاصطياف: «تتميز المنطقة جغرافياً بوجود "نهر البلوطة" الذي يبدأ من "وادي العيون" في محافظة "حماة"، ويرفد "نهر قيس"، حيث يفيد في ري الأراضي الزراعية، ولم يجف هذا الصيف حتى الآن بسبب الأمطار الموسمية، ومن ناحية أخرى تعد ضفافه المكان المفضل للمصطافين والزوار من مدينة "الشيخ بدر" وخارجها، حيث يمر في مزرعة "جوعيت" الصغيرة، "كفرية" وقرية "الديرون" المكتظة بالمقاهي والتي تبعد بمقدار 5 كم عن مدينة "الشيخ بدر"».

المعالم الأثرية أيضاً هي الأكثر شهرة: «الآثار الموجودة تتمثل في "مغارة الحدية"، "مغارة جوعيت" و"قلعة الكهف" التي تصل إليها الطرق المعبدة، حيث تبعد حوالي 7 كم عن مركز المدينة وإلى الشمال، إضافة إلى متحف المجاهد الشيخ "صالح العلي" وهو موجود في قرية "الرستة" مع القبة وإلى الجنوب».

مشهد من المدينة

أما الناحية الأكبر مساحة، الأكثر تعداداً سكانياً وحتى ارتفاعاً فنجدها في حديثه: «يصل ارتفاع المنطقة إلى 1035 م في ناحية "برمانة المشايخ"، وفي "جبل المريقب" المجاور 642 م، أما "جبل النيحة" 668 م وهو على بعد 5 كم عن مركز المدينة.

تتبع للمنطقة نواحي "القمصية" و"برمانة المشايخ" التي تعد أكبرها بالمساحة والتعداد السكاني، والمنطقة حتى الآن خالية من الفنادق، بالرغم من توفر العوامل المناسبة للمشاريع السياحية».

ما يقارب 20 ألف هكتار هي مساحة المنطقة، نالت الحراج قرابة ربعها والأراضي الزراعية أكثر من نصفها، وعن استثمارها: «تعتمد المنطقة في زراعتها على "التبغ"، "القمح"، "الشعير" وغيرها، كما تنتشر الغابات في جميع أنحاء المنطقة، فمنها الطبيعية ومنها الاصطناعية، وتضم أشجار "السنديان"، "الغار"، الصنوبريات وغيرها، وتغطي أشجار "الزيتون" مساحة 90% من الأراضي الزراعية».

بالرغم من التعداد السكاني الذي يناهز 73 ألف نسمة، ما تزال المنطقة في طور إكمال مؤسساتها الخدمية، كما تفتقر إلى الصناعات الحديثة، باستثناء بعض المعامل الضرورية التي ذكرها: «أهم المعالم الصناعية هي بعض معامل السيراميك والبلاط وحجر البناء، ومصنع أحذية في قرية "برمانة رعد"، ويوجد في كل من ناحية "برمانة المشايخ" وقرية "سريجس" وحدة إرشادية ومعملاً للسجاد.

يوجد في المدينة مشفى ما يزال في طور الإنشاء ومستوصفاً يقدم خدمات متعددة، وقد أحدث بداية في منزلي في طابقه الأرضي عام 1963 بدون أجر للسنة الأولى، وكانت المنطقة ما تزال ناحية، وبقي حتى أحدث مقر آخر عام 1972».

بعيداً عن أجواء المدن المزدحمة، وفي رحاب مدينة "الشيخ بدر" الجبلية، حيث تنخفض نسبة التلوث أيضاً، مزايا تستقطب العديدين ممن يودون الراحة والاستقرار، يقول عن هؤلاء: «غالباً ما يأتون إلى المدينة لشراء أراضي في المنطقة للبناء والسكن، وعند طلب الاستشارة أنصحهم بالشراء في المرتفعات الجبلية، لما تتميز به من مناخ جيد وجمال الطبيعة، وعندما يكون الجو صافياً يمكن مشاهدة "طرابلس" والبحر و"القدموس" في آن واحد».