على الخد الشرقي لقلعة المرقب تطل قرية "العصيبة" وسط الجبال الخضراء وسفوحها التي تشكل أشجار الزيتون واللوز فيها لوحة متكاملة رسمها الخالق كما كل الصور الجميلة في ساحلنا الجميل.

eTartus زار القرية بتاريخ "27/6/2009" والتقى السيد "طالب ضوا" أحد السكان الذي حدثنا عن قريته قائلاً:«تمتد قرية"العصيبة" شمالاً من قرية "خربة السناسل" لتنتهي إلى الجنوب الشرقي لقريتي "العرقوب" و "الزريرية" وتجاورها غرباً قرى "المرقب" و"علقين" و "بديغان" و "المسيل" و "الزوبة" وتمتد شرقاً نحو قرى "بلوزة" و"الكردية" و "جليتي"».

"العصيبة" غنية بالمحبة ودفء العلاقات الإنسانية فيها ويفتخر أهلها بخلو المحاكم من أي دعوى قضائية بين خصمين فيها وهذه ميزة تحسب لها

ويتابع السيد"طالب":«تاريخ "عصيبة" قديم وغني وما بقي منه في الذاكرة يردده كبار السن و يتناقله الشباب ولعل أشهرها اشتراك أبنائها في ثورة المجاهد الشيخ "صالح العلي" ضد الاحتلال الفرنسي ومن أبرزهم الشيخ "محمود علي ضوا" الذي أعدمه الفرنسيون رمياً بالرصاص بالرغم من دفع الأهالي فدية لإنقاذ حياته».

طالب ضوا

وعن أهالي القرية وأعمالهم يقول السيد"طالب":«تتوزع مشاغل الناس مثل كل القرى في هذه الجبال بين العمل في الأرض إلى جانب الأعمال الوظيفية ولديهم حكايات بسيطة وغنية بالحب والألفة وللناجحين المتفوقين فيها تقدير خاص وتحديداً للطلبة المتفوقين في ظروف حياتية صعبة ولعل الطالب المتفوق في الثانوية العامة"إيهاب أحمد" خير شاهد فهو فرد من أسرة تتألف من سبعة أشخاص يسكنون في غرفتين فقط والمكان المتوفر لدارسته هو المطبخ لكنه حصل على "234" علامة في شهادة الدراسة الثانوية العامة الفرع العلمي بعد طي علامة التربية الدينية ولا يختلف زميله "علي أديب أحمد" عنه في هذا الوضع فأسرته مؤلفة من ستة أشخاص والحال"بيسترها الله" وتعب الأهل لكن جهده أثمر"239" علامة في شهادة الدراسة الثانوية أيضاً».

ويضيف السيد"طالب":«يعتمد أهالي القرية في غذائهم على ما تنتجه أرضهم التي تمنح كثيراً من سكانها عافية خاصة وعمراً مديداً وربما كان "علي أبو علي" أحد أكبر المعمرين في القرية وسنة بعد أخرى يحتفل بزواج أو ولادة لأحفاد أحفاده ولابد من الإشارة إلى أن الحضارة دخلت كل منازل القرية إلا أن الأهالي مازالوا يستمتعون باستخدام أدوات التراث مثل "الباطوس" و "الطاحونة" و "الجرن" و "المقلي" و"السانونة" و التنور"».

جانب من القرية

وختم بالقول:«"العصيبة" غنية بالمحبة ودفء العلاقات الإنسانية فيها ويفتخر أهلها بخلو المحاكم من أي دعوى قضائية بين خصمين فيها وهذه ميزة تحسب لها».

وعن الجانب الخدمي في القرية الذي تقدمه البلدية فيها يحدثنا السيد"علي ضوا" رئيس مجلس البلدية حيث قال:«في البداية رفض الأهالي تشكيل البلدية لعدم معرفتهم بالخدمات التي تقدمها للمواطنين معتقدين أن البلدية الجلاد الذي أتى لاستيفاء الرسوم والضرائب فقط».

علي ضوا

ويتابع السيد"علي":«تسعى البلدية لتخديم القرية بعدد من المشاريع التي تتناسب مع حجم الموازنة الاستثمارية لها ومنها مشروع إنارة شارعية ومشروع الصرف الصحي الذي يخدم حوالي"60"بالمئة من القرية وهناك مشروع قيد الانجاز بكلفة"4"مليون ليرة سورية وهو مخصص للصرف الصحي ضمن القرية كما تسعى البلدية لاستملاك مكان لتخصيصه كمكب للقمامة».

ويضيف السيد"علي":«في القرية مستوصف صحي وجمعية فلاحية وفرقة حزبية ومدرستان إعدادية وابتدائية وعدد سكانها "3000"نسمة يعملون بالزراعة حيث يزرعون التبغ والقمح والزيتون إضافة إلى الوظائف الحكومية التي يبلغ عددها "1000" وظيفة».

يشار إلى أن اسم "العصيبة" هو اسم لنبات "العصاب" الذي يكثر في أراضيها ويستخدم لتضميد الجروح.