زقزقة العصافير وأشجار "السرو" الباسقة واللون الأخضر النقي إضافة إلى رائحة الطبيعة الجميلة، أبطال اللوحة الطبيعية الخالدة المسماة "وادي العديدة" والتي وكما قال الأستاذ "حنا موسى": «منطقة جميلة جداً حباها الله جمالاً طبيعياً لا مثيل له»، وتابع: «مياهها عذبة ومتعددة الينابيع سميت بـ"وادي العديدة" لتعدد حاراتها الصغيرة والتصاقها ببعضها البعض ومشهورة بزراعة "الزيتون" الذي يروى من مياه ينابيعها المقطرة وأشجار الحمضيات وعرف عنها منذ القدم بأنها القرية التي يوجد أمام كل منزل فيها نبع ماء يخصه للري والسقاية».

وأكمل: «نعيش في "وادي العديدة" حياة منسجمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً متآخين ومتحابين فلا فرق بين مسلم ومسيحي فالجميع جيران وقبل ذلك إخوة عاداتهم واحدة في الأحزان والأفراح من حيث التعاون والاجتماع المسلم يراعي صوم المسيحي وعاداته والمسيحي بالمقابل يعامله بالمثل والحمد لله كل أهالي القرية متعلمون ومثقفون وهي خالية من الأمية منذ أكثر من خمسين عاما وأهلها حريصون على تعليم بناتهم قبل أبنائهم والمرافق العامة تشهد بذلك وأكثر ما يميزها عامل الأمان فلا نجد أي باب مقفل وبكل بساطة يستطيع أي واحد من أهلها فتح باب جاره في أي وقت وطلب ما يريد وأخذه دون تكلف فالجميع كما ذكرت عائلة واحدة»

القرية مخدمة بكافة المشاريع الحيوية من مشاريع الري والكهرباء والطرق الزراعية وهناك في القرية مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية

وأردف قائلاً: «القرية مخدمة بكافة المشاريع الحيوية من مشاريع الري والكهرباء والطرق الزراعية وهناك في القرية مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية».

حنا موسى

وعن الواقع السياحي قال الأستاذ "موسى": «الواقع السياحي جيد نسبياً فالجمال الطبيعي الرائع موجود ومقومات السياحة من طرق خدمية موجود وإنما ينقصنا الناحية الإعلامية والتي بدأت مؤخراً بالتنشيط من خلال أبنائها المغتربين الذين يزورونها ويجلبون أصدقاءهم في بلد الاغتراب لزيارتها».

وإن كنت ترغب عزيزي القارئ بزيارة هذه القرية الرائعة فالعنوان هو كما قال الأستاذ "موسى": «"وادي العديدة" تقع بين "مشتى الحلو" و"صافيتا" وهي أقرب إلى "صافيتا" تمتد من حدود قرية "بدادا" و"جسر الأبرش" وحتى مشارف "بصيرة" وتستطيعون الوصول إليها من طريق عام "صافيتا"».

القرية

وفي لقائنا مع الشيخ "بدر محمد" أحد سكان القرية قال: «إلى جانب جمالها قريتنا معروفة بسكانها الطيبين من مسلمين ومسيحيين فمنذ القدم عشنا ولدنا معاً وتربينا معاً وحاربنا المستعمرين معاً لقد كنا يداً واحدة في كل الأمور والحمد لله لقد ورث أبناؤنا هذه النعمة وحافظوا عليها واليوم بدورهم يورثونها لأبنائهم فهذا الإرث نفخر ونعتز به وهو نعمة من عند الله سبحانه وتعالى ويدل على وعي وثقافة أهل المنطقة وبالنهاية فهم من أهالي "سورية" بلد التآخي الديني وأنا أدعو الجميع لزيارتها».

اشجار السرو.