شعور غريب تملكنا ونحن ندخل بين أشجار غابة "زربليط" التي تقع في منطقة "الدريكيش" شعور بالرهبة والنقاء فنحن نقف أمام أشجار باسقة لم تكن سنوات عمرها الكثيرة لتؤثر على علوها وشموخها أو على لونها الأخضر البراق ولنعرفكم أكثر على هذا الموقع الجميل التقينا الباحث "يوسف مصطفى" الذي حدثنا عن غابة "زربليط" قائلا: «هذه الغابة أحد نماذج وبقايا الغابة القديمة التي كانت تغطي جبال الساحل السوري و هذه الأشجار هي مسكن للطيور وتجسد الرومانسية بأحلامها وتطلعاتها وتذكرنا بعذرية الغابة القديمة ونظافتها وهوائها وأوكسجينها فهذه المواقع بامتدادها وسياقها التاريخي تشعرنا بنوع من الرومانسية من خلال الأرض والتراب والانتماء للوطن»

وتابع: «هذه الغابة عمرها أكثر من ألف عام وهي تطل على وادي اسمه واد نهر "قيس" ويسمى أيضا نبع "الدلبة" وهذه التمازج بين الطبيعة والمياه بشكل حقلا للهدوء والراحة والاستجمام وهذه المواقع في تقديري يجب أن تكون على الخارطة السياحية العالمية»

هذه الغابة عمرها أكثر من ألف عام وهي تطل على وادي اسمه واد نهر "قيس" ويسمى أيضا نبع "الدلبة" وهذه التمازج بين الطبيعة والمياه بشكل حقلا للهدوء والراحة والاستجمام وهذه المواقع في تقديري يجب أن تكون على الخارطة السياحية العالمية

كما التقينا الأستاذ "فايز الدخيل" من سكان المنطقة الذي قال: «عمر هذه الغابة ألف عام وربما أكثر فهي بقايا من الغابة العملاقة القديمة منذ ألاف الأعوام وقد استنفذ الحكام القدماء تلك الأشجار للحصول على الخشب الذي كانوا يصنعون منه سفن الأساطيل البحرية الحربية والتجارية وخلال هذه المسافات الطويلة من الزمن لم يتبق منها سوى تلك الأشجار العملاقة الباسقة والتي يزيد علوها عن العشرة أمتار وتمتد على مساحة قليلة حيث لا يتجاوز الخمسة دونمات».

فايز الدخيل

وأضاف: «هذه الأشجار الباسقة تشكل مأوى للطيور المهاجرة التي تأتي من أفريقيا وتهاجر لتبني أعشاشها في "سيبريا" وفي طريقها تبيت الطيور على هذه الأشجار وأشجار الغابة متنوعة فهناك "السنديان" و"البلوط" و"الدلبة" و"الشزريق" و"الحوز" وهي متفاوتة في الارتفاع ف"السنديان" و"البلوط" هما الأعلى وكما يلاحظ زائر هذه الغابة فإن أغصان الأشجار تتشابك مع بعضها مشكلة قبة كبيرة تظلل ماتحتها من الأشجار الأخرى حيث تمنع وصول الضوء إليها وبالتالي فإنها لا تعلو كثيرا».

وختم الأستاذ "دخيل" كلامه قائلا: «الأوكسجين هنا يكفي مدينة بكاملها وهذا مدروس بشكل علمي فكثافة الأشجار هنا تساعد على طرح كمية كبيرة من الأوكسجين أما في الليل فلا أحد يستطيع الدخول إليها لأنها تكون قد استهلكت الأوكسجين الموجود مع العلم أن هذه الغابة غير معروفة بشكل كبير وتقتصر معرفتها على أهالي "الدريكيش" وإننا نود أن يتعرف إليها السياح لأنها بحق إحدى أجمل المواقع المتميز بعذريتها حيث لم تصل إليها يد الإنسان حتى الآن وهذي دعوة منا للجميع لزيارة هذه الطبيعة الإلهية التي لن ير أحد بجمالها وأنا مسؤول عن كلامي»