ما برحت النبع "الغمقة" الموجود في "صافيتا" وتسلقت سلالم الصخور حتى فوجئت بكهف موغل بجبل، استدرت إلى الوراء لأتقابل مع الشاعر والقاص "غانم بو حمود" الذي تحدث لموقع eSyria بتاريخ 2032009 بعد أن سألته عن هذا الكهف فابتسم وقال لي: «لا تسألني يا سيدي، بل اسأل الكهف. هو كفيل بأن يحدثك عن نفسه».

استسلمت لحالة صوفية لم يسبق أن أسرتني لحظة تماثلها فإذا بي لم أعد وحيداً وأنا أصيخ السمع للمتحدث الجميل الذي راح يبث لواعجه في مسامات روحي ويقول "حمود": «لهذا الكهف حكايا مع أدباء وشعراء وفنانين ومبدعين هذه المنطقة، فقد كان ملتقى الرعيان أصحاب النايات، لاختبار الأصوات الجميلة، وجلسات السمر، ومأوى الشباب والقراء والكتاب، للبوح في إبداعاتهم فهو الملقب "بكهف الشروق" وبزوغ النور، لأنه جمع فئات المجتمع في ظله، كنا نلتقي نتبادل القراءات والإبداعات ويغني منا من يملك الصوت الشجن، وبعد كبرت سنون الناس وتغيرنا ولم يتغير "الكهف" بل ظل الذاكرة الجميلة التي تحمل أنغام صدى الجمال الماضي بطفولته وشبابه، ليأتي جيل بعد جيل ينقل عنه ما حملنا منه»

يحمل أبناء المنطقة لهذا الكهف مكانة خاصة فهو منبر للمواهب الفنية التي بزغت من البلدة، حتى بات الأدباء يكتبون مجموعات قصصية وشعرية وروايات فيه مع شقيقته نبعة "الغمقة" التي تجاوره في الجهة المقابلة، فهو الموغل بقلب الجبل، وهي الموغلة بين الصخور، إذ لا يمكن لأبناء المنطقة المقيمين في المدينة أن يأتوا دون زيارتهما معاً

هو ذاك "الكهف" القريب من نبعة "الغمقة" التي تضفي بجمالها على المنطقة وتلهب في النفوس والمشاعر الروح الشاعرية، ويخفي الكهف مآثر ومواقف اجتماعية ووشوشات طفولية بريئة بامتداده مئات الأمتار تحت الجبل ليصل مغارة "الشماميس" الموجودة على حدود قرية "بيت طيون"، فقد جعل ما بينه وبين أهل القرى المجاورة تبادل علاقة الحياة، ويبقى الشاهد على ذكريات الأجيال، وعلاقة العشق بين النبع والكهف هي نابعة أيضاً من عشق أهل المنطقة لهما».

الأستاذ يوسف خليل

وفي لقاء مع الأستاذ "يوسف خليل" شاعر من بلدة "بيت خميس" ناحية "دريكيش" ذكر قائلاً: «يحمل أبناء المنطقة لهذا الكهف مكانة خاصة فهو منبر للمواهب الفنية التي بزغت من البلدة، حتى بات الأدباء يكتبون مجموعات قصصية وشعرية وروايات فيه مع شقيقته نبعة "الغمقة" التي تجاوره في الجهة المقابلة، فهو الموغل بقلب الجبل، وهي الموغلة بين الصخور، إذ لا يمكن لأبناء المنطقة المقيمين في المدينة أن يأتوا دون زيارتهما معاً».

نبع الغمقة
الكهف الشروق