«جميل أن يتذكر المرء حياة الطفولة، وجميل أن تبقى ذاكرة المرء تحمل مضامين القساوة والفقر والتعب، والأجمل أن تبقى صامدة الصخرة التي وقف عليها وشدا بصوته عندما كان طفلاً، تعلم فيها الكثير ورافق منها الكثير وأثر وتأثر بها الكثير، وهي التي أصبحت المعشوقة التي يتحين فرصة اللقاء بجمالها البهي واكتساب قبلة نقاء من هوائها العليل ونسائمها الطرية... هي "نبع الغمقة" في "صافيتا"».

هذا الحديث كان للشاعر والأديب "غانم بو حمود" لموقع eSyria بتاريخ 20\3\2009 عندما التقيناه في زيارة إلى المدينة الجبلية "صافيتا" وأضاف بالقول: «لا أستطيع أن أزور بلدتي الغالية "بيت طيون" دون المرور على "نبع الغمقة" لأنني أحمل منها ذكريات جميلة ولست الوحيد من أبناء القرية بل كنا مجموعة من الأصدقاء الذين يحملون في طياتهم ذكريات الطفولة وشقاوتها وعنفوان الشباب ورهافته، ولهذا تغنى بها العديد من شعراء البلدة وإضافة إلى شعراء وكتاب وأدباء وصحفيين الوافدين إليها من المحافظات السورية، فقد أصبحت معشوقة كل من يحب جمال الطبيعة وذكريات الإنسانية الانطباعية في عالم الوجود».

لا أستطيع أن أزور بلدتي الغالية "بيت طيون" دون المرور على "نبع الغمقة" لأنني أحمل منها ذكريات جميلة ولست الوحيد من أبناء القرية بل كنا مجموعة من الأصدقاء الذين يحملون في طياتهم ذكريات الطفولة وشقاوتها وعنفوان الشباب ورهافته، ولهذا تغنى بها العديد من شعراء البلدة وإضافة إلى شعراء وكتاب وأدباء وصحفيين الوافدين إليها من المحافظات السورية، فقد أصبحت معشوقة كل من يحب جمال الطبيعة وذكريات الإنسانية الانطباعية في عالم الوجود

وعن النبعة وصفاتها أخبرنا: «"الغمقة" نبع موسمي يقع شمال غرب مدينة "صافيتا" على بعد 2 كم من مركز المدينة، وهو رافد من روافد نهر "أبو يابس"، والذي يدعى بعد منطقة هذا النبع بنهر "الغمقة"، وسبب تسمية النبع "الغمقة" يعود على عمق مقر النبع، والذي يبلغ العديد من الأمتار مما يؤدي عند تفجره من بين الصخور الكلسية المتراصفة بجواره إلى خروجه مندفعاً شاقولياً حتى يصل في الشتاءات الغزيرة المطر على ارتفاع تدفق ماء النبع حتى 3 أمتار، أما بالنسبة إلى معدل تدفقه فهو يتناسب طرداً مع غزارة الأمطار، ويعتبر النبع من أهم المعالم السياحية في منطقة "صافيتا" بدءاً من الشهر الثاني وحتى نهاية الشهر السادس حيث تتوافد إليه الرحلات المدرسية والعائلية، وتقام حوله وفوق الصخور المنبسطة ومدرجات الحقول المطرزة بالريحان والزيتون والغار، والمسندسة بالعشب الأخضر، حلقات التعارف والأفراح والاستجمام طوال فصل الربيع، وحالياً أقيمت حول نبع المقاصف التي تقدم خدماتها طوال العام».

الشاعر غانم بو حمود

الشاعر "منذر أحمد" المعلم الذي قال عن النبع: «لا أحد من مثقفي البلدة أو من مبدعيها بأنواع الفن وأجناس الأدب إلا وجلس يستلهم إبداعه وموسيقاه من هذه النبعة الجميلة حتى أصبحت ثقافة تاريخية، إنه بتاريخ كذا ونحن جالسون قرب تدفق شلال المياه وخاصة في أواخر شهر آذار أي مع بداية فصل الربيع نتذكر أحداث كذا وكذا، وهذا ما جعل أهل البلدة وخاصة من الذين أبعدتهم الحياة عنها أن يلثموه وجهها في كل مرة يأتون البلدة، هذه من ناحية ومن ناحية أخرى هي تاريخ فقد نتذكر فيها آباءنا وأجدادنا وبطولات الأهل حينما كانوا يدافعون عن الوطن، فهي الجامعة لأطياف أبناء الوطن أيضاً».

جانب من نبع الغمقة
الشاعر منذر أحمد