نال المترجم السوري الدكتور "نوفل نيوف" المركز الأول لجائزة "الشيخ حمد" للترجمة والتفاهم الدولي في "الدوحة" لفئة الترجمة من اللغة الروسية إلى اللغة العربية عن ترجمته لكتاب "كل شيء عن الحب" لـِ "نَديِجدا طيفي".

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 13 كانون الأول 2019 تواصلت مع الدكتور "نوفل نيوف" الذي تحدث عن عمله بالترجمة ومشاركته بالجائزة، فقال: «لم أصادف أبداً اسم "نَديِجدا طيفّي" أثناء دراستي اللغة الروسية وآدابها والتحضير لرسالة الدكتوراه، وفي عام 1989 كنت أدرِّس اللغة الروسية في جامعة "طرابلس" الليبية حين وقعت أوّل مرة على مجموعة قصصية لهذه الكاتبة، كمن يقع على كنز، وجدتُني أمام كاتبة متميزة لها مقامها في سياق الأدب الروسي، ولكن النظام الشيوعي حجب اسمها لأسباب سياسية بعد أن هاجرت إلى "فرنسا" بعد الثورة وماتت هناك، فكتبتُ مقدمة للمجموعة تلقي بعض الضوء على جملة من التفاصيل والإشكالات، وترجمتُ لها في تلك الفترة 16 قصة نشرت منها ثلاث قصص في ملف صغير عن "طيفي" في مجلة رابطة الكتاب الليبيين تحت عنوان "الفصول الأربعة"، ولم أنشر المجموعة».

أكملت ترجمة قصص "طيفي" بعد عودتي إلى "سورية" ووضعتها في دفاتر خاصة تضمّنت 54 قصة كمسوّدات أنجزتها في تشرين الأول 2007 لم أنشر منها شيئاً يُذكر، لأعود لتنضيد القصص في نسخة إلكترونية بعد انتقالي إلى "مونتريال" في 2011، وقمت بإرسالها العام الماضي إلى "عُمان" حيث صدرت هذا العام

ويتابع "نيوف": «أكملت ترجمة قصص "طيفي" بعد عودتي إلى "سورية" ووضعتها في دفاتر خاصة تضمّنت 54 قصة كمسوّدات أنجزتها في تشرين الأول 2007 لم أنشر منها شيئاً يُذكر، لأعود لتنضيد القصص في نسخة إلكترونية بعد انتقالي إلى "مونتريال" في 2011، وقمت بإرسالها العام الماضي إلى "عُمان" حيث صدرت هذا العام».

كتاب "كل شيء عن الحب"

وعن مشاركته بالمسابقة يقول: «اخترت التقدم بكتاب "كل شيء عن الحب" للكاتبة "نَديِجدا طيفي" تروي فيه قصصاً قصيرة عن ابتسامات وخيبات الحب على حد سواء إلى جائزة "الشيخ حمد" لأني أرى فيه إضافة فنية وجمالية إلى فن القصة رغم الزمن، وقيمة فنّية وإنسانية عالية، وكانت قيمة الجائزة في نظري، معنوية ومادية حيث ألقت مزيداً من الضوء على جهدي الترجمي المستمر منذ سنة 1978 عند صدور أول ترجمة لي، وعلى كاتبة يتعرف عليها القارئ العربي اليوم. أتاحت ليَ التحرر من أعباء السعي في عمري الآن لتأمين متطلبات الحياة، مع العلم بأنه لم يسبق لي أن ترجمت أي كتاب بدافع شهرته وشعبيته أو مردوده المادي المحتمل، كنت دائماً أختار وأترجم ما أحب ويرضيني فقط، وبالرغم محبتي لكتب "طيفي" وتقديري لقصصها، كنت أتمنّى أن أشارك في مسابقة الترجمة بـ "كتاب الجنون" لـ "ليونيد أندرييف" الذي نشرته دار "المدى" عام 2016، ولكن تلك قصة مؤسفة ومؤلمة غضضت النظر عنها».

يقول الصحفي "كمال شاهين" عن الدكتور "نيوف": «الترجمة أنواع، بعض منها، يجعل قراءة العمل المترجم عقوبةً تنتهي برمي الكتاب المترجم وصاحبه في غياهب النسيان، بعضها يتحول إلى علامة فارقة يتكرر النصح بها والاستشهاد بها زمناً طويلاً. مع الدكتور "نوفل نيوف" يحدث أن تعيش تلك العلامة الفارقة والمتعة، وأن تأخذ حصتك كقارئ من منتج بعيد عنك كأنك تتحدث عن أمر جرى مع ابنة الجيران، وسبب ذلك، برأيي، اكتمال عناصر الترجمة التي اشترطها الجاحظ ذات زمان على المترجم، ويضاف لها لدى الدكتور "نيوف" العلاقة الوطيدة مع الموضوع المترجم، القصة والرواية، فهو كاتب رواية وشاعر وباحث عتيق، ولذلك، لم يكن غريباً أن تأتي ترجمته سهلة المنال وسلسة الحضور وقريبة من العربية إلى درجة لا تفصل بينهما».

صورة جماعية للفائزين

يذكر أن الدكتور "نوفل نيوف" من مواليد "بانياس" عام 1948، وفي سيرته أكثر من ثلاثين كتاباً بين ترجمة وتأليف أو مراجعة.

كمال شاهين