تمكّنت الحرفية "رولا يوسف" من تطوير مهاراتها في حياكة "الكروشيه" الصوفية، كما أعادت تدوير مخلفات الخيوط البالية لصناعة الإكسسوارات التزيينية، وهو ما أهلّها لتكون ربة أسرة منتجة في منزلها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 آذار 2016، الحرفية "رولا يوسف" لتحدثنا عن بداياتها مع العمل، فقالت: «لم تكن بداياتي مع حياكة "الكروشيه" التي ورثتها من أمي آخر العاملات فيها ضمن العائلة، بداية سهلة، لأنها بدأت بتجارب عديدة على الحياكة العادية بالصوف لأتقن مهارة استخدام الصنارة والصنارتين، وهذا في عمر التاسعة، فحكت مغلفات الأدوات المنزلية كالكؤوس وحافظة القرآن الكريم، ومن ثم انتقلت إلى "الكروشيه" ومفارش الطاولات ومنها إلى الألبسة، وهذا دفعني إلى حياكة الإكسسوارات التزينية بمبادرة لم يسبقني إليها أحد من أسرتي».

تمكنت "رولا" من إعادة تدوير الخيوط البالية التي يرميها أغلب الحرفيين، وصنعت منها مشغولات لها استخدامات عدة أهمها المتعلقة بأدوات المطبخ، وإكسسوارات الشابات كالحلق والأطواق والخواتم، وهذا أمر لم أرَه مسبقاً؛ وهو ما دفعني إلى شراء منتجاتها

وتضيف: «في حياكة "الكروشيه" أستخدم الصنارة الواحدة، وهذا معروف تراثياً، لكن التطور بالعمل هو حياكة "الكروشيه" بخيوط الصوف بدلاً من الحرير الطبيعي، مع المحافظة على مراحل العمل وطريقته التراثية، وكان هذا التعديل نتيجة غلاء أسعار الحرير إن توفر، والأهم أنني صنعت بالكروشيه إكسسوارات حماية للهواتف النقالة، وكذلك لأغراض الصالونات كعلب المحارم وأغطية الفرش للصالونات والحقائب النسائية، وهذا تميز يضاف إلى تطوير استخدام حبكة الكروشيه في مجالات عدة بعدما كان مجرد أغطية أو "شالات" للنساء».

خواتم من أعمالها

تطور العمل كانت نتيجة حسن التوظيف، وهنا قالت: «استفدت من تقنيات الاتصالات ودخلت إلى مواقع إلكترونية للتعرف إلى كل جديد في حياكة الكروشيه، وهذا حسّن ذائقتي وحفز مهاراتي للتطوير وإبداع تصاميم غير اعتيادية ومتميزة.

كما أضفت الخرز و"الساتان" إلى "الكروشيه"، وهذا أمر غير اعتيادي أيضاً لم يسبقني إليه أحد؛ وهو ما جعل قطعي مميزة ومطلوبة من قبل الزبائن، لكن ما أثر سلباً بالعمل قلة التسويق والمعارض، لكوني لا أملك متجراً للعرض».

الحرفية رولا ترتدي "الكروشيه" الصوفي من أعمالها

وفي لقاء مع الدكتورة "غنوة خضور" المشرفة على "معرض القرى الصحية" في صالة المعارض بالمدينة القديمة، قالت: «تمكنت "رولا" من إعادة تدوير الخيوط البالية التي يرميها أغلب الحرفيين، وصنعت منها مشغولات لها استخدامات عدة أهمها المتعلقة بأدوات المطبخ، وإكسسوارات الشابات كالحلق والأطواق والخواتم، وهذا أمر لم أرَه مسبقاً؛ وهو ما دفعني إلى شراء منتجاتها».

الشابة "كلين عبود" مستفيدة من المنتجات اليدوية الحرفية، وزائرة لمعرض القرى الصحية التي تشارك به الحرفية "رولا"، قالت: «في الحقيقة هناك عدة دوافع لشراء منتجات الحرفية "رولا"، أهمها تشجيعها للمحافظة على حرفتها التراثية التي تكاد تندثر وهي الكروشيه، إلى جانب جودة المنتج الذي تحيكه وتميزه من حيث أنه لا يوجد مثيل له، فهي تعتمد -برأيي كمستهلكة- إنتاج قطع فردية لا تكررها».

الدكتورة غنوه خضور

بقي أن نذكر، أن الحرفية "رولا يوسف" من مواليد عام 1975، ومقيمة في حيّ "ضاحية الأسد".