تمكّن الخطاط "خليل ضبة" -على الرغم من اختصاصه الأكاديمي باللغة الإنكليزية- من تجسيد الحرف العربي بتشكيلات ولوحات فنية أحيت جذوره المرتبطة بحضارة بلده، فنال إجازة بالخط.

مدونة وطن "eSyria" التقت الخطاط "خليل ضبة" بتاريخ 25 آذار 2016، ليحدثنا عن مبادرته بإحياء الحرف العربي بلوحات فنية تشكيلية تؤكد الارتباط بالجذور الغارقة بالقدم على حدّ قوله، مضيفاً: «انطلقت بمبادرتي بالخط العربي لأنه لغة القرآن الكريم، وأحببت إظهار جماله والترابط الجمالي بين اللغة العربية والحرف العربي، وما قدمه هذا الخط من مقومات مهمة جداً للمحافظة على تراثنا العربي، ولم أكتفِ بالعمل المنفرد بل أقمت منذ شهرين معرضاً فنياً للخط، احتفالاً بيوم اللغة العربية، قدمت فيه لوحات خطية بمختلف الخطوط».

من الجميل أن تتزين منازلنا بلوحات مكوناتها الخط العربي وتحض على الخلق الكريم والمحبة والسلام، وهذا ما يمكن اعتباره توظيفاً لمهارة الخطاط "خليل" في الحفاظ على إرثنا الحضاري

وتابع: «أحاول باستمرار تقديم لوحات بمختلف الخطوط لعلها تحافظ عليها، حيث تميز الخط العربي بقوته بإظهار المعنى الحقيقي للإرث الحضاري الذي نعيش على أمجاده، كما أن لكل نوع من الخطوط قواعده وإحداثياته وحركاته وموازينه التي تميزه عن غيره؛ وهو ما جعل لفن الخط دراسة أكاديمية تخصصية، ويمكن القول عنها إنها بحر من العلوم، وهو الأمر الذي دفعني إلى الإبحار في علوم الخط وإدراك موازينه وقواعده خشية الوقوع في التشويه البصري، حيث شاركت بكتابة "مصحف دبي" لثلاث دورات متتالية، إلى جانب كبار الخطاطين العرب والعالميين، وهذا أكسبني خبرة كبيرة ومعرفة أكللها حالياً بكتابة مصحف خاص بطريقة مختلفة تماماً عما كتب به سابقاً، متجاوزاً الكثير من الأخطاء والهفوات التي وقع فيها خطاطو المصاحف، وذلك بالخط الكلاسيكي».

الخطاط خليل ضبة

الحصول على إجازة من عميد الخطاطين العرب في "مصر" الخطاط "مسعد خضير البورسعيدي" كان حافزاً له للاستمرار، حيث قال: «لم أكتفِ بتلك الإجازة التي حصلت عليها في احتفالية "منظمة المؤتمر الإسلامي" في مدينة "اسطنبول" عام 2007، مع أنها تعدّ تميزاً لأنها أول إجازة تمنح من خطاط عربي لتلميذ عربي، وإنما أتابع دراسة مختلف المناهج التخصصية بالخط العربي، لأن بداياتي مع الخط كانت بجهد شخصي، حيث تطورت التجربة للخوض في مختلف التجارب والمعارض التخصصية المحلية والعالمية، فاكتسبت الخبرة والمعرفة، وتأثرت بخطاطين كثر، منهم الخطاط "محمد القاضي" الذي بادلني دراسات تخصصية متعددة أغنت تجربتي، وستتكلل بإجازة أكاديمية منه».

وفي اتصال هاتفي مع الخطاط "محمد القاضي" قال: «يسير "خليل ضبة" في مجال الخط العربي بصورة صحيحة وبعلمية وجودة ممتازة، تميز بجودة كتابته لخطي النسخ والثلث، اللذين يعدّان أصل الخط، فله ملكات قوية وأنصحه أن يكتب ثم يكتب ثم يكتب».

الشبخ أحمد بلال

أما الشيخ "أحمد بلال" ممن تابعوا اللوحات الخطية للخطاط "خليل"، فقال: «من الجميل أن تتزين منازلنا بلوحات مكوناتها الخط العربي وتحض على الخلق الكريم والمحبة والسلام، وهذا ما يمكن اعتباره توظيفاً لمهارة الخطاط "خليل" في الحفاظ على إرثنا الحضاري».

يذكر أن "ضبة" من مواليد مدينة "الرقة" عام 1976، ويقيم حالياً في مدينة "الشيخ سعد"؛ حيث أقام معرضه الأخير بتاريخ 23 شباط 2016، إحياء للغة العربية.

من الجوائز والشهادات التي نالها