اختار الدكتور "محمد يوسف" التخفيف من أعباء الحياة اليومية، وكرّس الطب كمهنة إنسانية بتقديمه المعالجة المجانية لجرحى الجيش وعائلات الشهداء، ولكلٍّ في عيده منطلقاً من مسؤوليته الأخلاقية، والمهنية تجاه مجتمعه.

"الكلمة الحلوة حسنة فما بالك بالعمل الحسن"؛ هذا ما بدأ به الدكتور "يوسف" حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 آب 2015، وعن مبادرته يقول: «تربيت على الطيبة والأصالة وحب الآخرين، ولدي متعة حقيقية عندما أقدم خدمة لهم، هذا ما تمليه عليّ تربيتي وأخلاقي، وفي ظل الظروف التي نمر بها لا بد أن تترجم لخدمة الناس ممن ضاقت بهم سبل الحياة.

العمل الذي أقوم به ليس محصوراً بأبناء منطقتي؛ فأنا أقدم المساعدة للجميع من كافة أنحاء "سورية"، وهذا واجبي تجاه مجتمعي، ولا أعدّ نفسي تميزت به، بل هو الشيء الطبيعي الذي يجب على الجميع فعله كلٌّ من خلال عمله لكي ننهض من جديد

وبالنظر إلى الواقع اليومي نرى أن الوضع الإنساني والمعيشي أصبح عبئاً كبيراً على معظمنا، ومن هنا جاءت مبادرتي من خلال عملي كطبيب كمحاولة للتخفيف من هذه الأعباء، فحددت آخر يوم من كل شهر للمعالجة المجانية لكل الناس، بسبب الضائقة المادية التي يمر بها الموظفون في هذا اليوم، كما خصصت جرحى الجيش وعائلات الشهداء بالمعالجة المجانية مدى الحياة كعربون وفاء للتضحيات التي قدموها، أما المعلمون والأمهات والعمال؛ فكانت هديتهم المعالجة المجانية في يوم عيدهم، كما كانت لي مبادرة قمت بها متطوعاً وذلك بالحضور يومين في الأسبوع في مستوصف القرية لتقديم الخدمات الطبية من دون أي مقابل، ولا أذهب إلى عيادتي الخاصة إلا بعد الانتهاء من كل المراجعين، وخدماتي لا تنحصر ضمن عيادتي الخاصة فأنا على استعداد لمتابعة المرضى في المستشفيات، وتقديم الخدمات من حيث التصوير الشعاعي، وتأمين الدواء».

المنشور الذي علق في عيادة الدكتور محمد يوسف

ويتابع: «العمل الذي أقوم به ليس محصوراً بأبناء منطقتي؛ فأنا أقدم المساعدة للجميع من كافة أنحاء "سورية"، وهذا واجبي تجاه مجتمعي، ولا أعدّ نفسي تميزت به، بل هو الشيء الطبيعي الذي يجب على الجميع فعله كلٌّ من خلال عمله لكي ننهض من جديد».

"محمد سعيد" مريض قلب، وأحد المستفيدين من خدمات الدكتور "يوسف" يقول: «ما يقدمه هذا الطبيب يسجل له من الناحية الإنسانية والأخلاقية، فهو حكيم بكل المعايير، أخ، وأب لكل مريض بتعامله وتواصله معهم، خدماته فاقت كل التوقعات، فهو ينذر جُلّ وقته لخدمة المرضى حتى على حساب راحته ويصمم على متابعة وضعهم الصحي، وتأمين الدواء مجاناً خصوصاً لأصحاب الأمراض المزمنة، وأحياناً يضطر لدفع مبالغ مالية من حسابه، وهذا ليس في ظل الأزمة فقط إنما مشهود له منذ ممارسته للمهنة وببساطة أقول إن الصدق والإنسانية صفات استحقها الدكتور "محمد" بجدارة».

محمد سعيد

يذكر أن الدكتور "محمد يوسف" من مواليد قرية "عين حفاض" منطقة "صافيتا" عام 1968، متزوج وله ثلاثة أولاد، يعزف على أكثر من آلة موسيقية، كما يلعب ضمن فريق القرية لكرة القدم.