"إياد يوسف" مزارع طرطوسي يزرع البندورة بطريقة مبتكرة، يمدها على عريشة العنب بجمالية تمتزج فيها حبات البندورة مع عناقيد العنب، لتعطي لوحةً مرسومةً بألوان الطبيعة الزاهية، فتبهج الأنظار.

مدونة وطن "eSyria" زارت "إياد يوسف" في منزله بمنطقة "بصيرة" بتاريخ 31 تموز 2015، فحدثنا بالقول: «بدأ والدي "علي يوسف" زراعة البندورة بهذه الطريقة منذ حوالي عشر سنوات، فدار المنزل الذي نسكنه تغطيه خيمة من عريشة العنب، وخطر في بال والدي أننا نستطيع زراعة نبات البندورة المعروف بقدرته على الامتداد مسافة طويلة (باختيارنا البذرة المناسبة)، ليمتد على عريشة العنب، فيحصل دمج جميل في المنظر بين عناقيد العنب والبندورة، وفعلاً بدأ تطبيق هذه الطريقة وما زلنا نطبقها حتى يومنا هذا، نزرع شتلةً في أصيص ونغذيها بالطريقة المناسبة ونضع السماد والمواد العضوية الضرورية، ويكون ذلك في فصل الربيع بين نهاية الشهر الثالث وبداية الرابع، أي بعد زوال برد وصقيع الشتاء، وبعد حوالي ثلاثة أشهر من زراعتها تبدأ ثمرات البندورة النضج، وينمو على الشتلة الواحدة ما بين ثلاثة وستة عناقيد، ويمكن أن تعطي الشتلة ما بين 3 إلى 6 كيلوغرام من البندورة، ويمكن لبعض الشتلات أن تموت من البداية، ونكرر زراعة أكثر من شتلة بالطريقة نفسها».

يختلف طراز النمو في نبات البندورة بين المحدود ونصف المحدود إلى النمو الذي قد يعطي في بعض البلدان شجرة بندورة كبيرة كاملة، وذلك يختلف حسب طبيعة البذار والبيئة المتوافرة، وأعتقد أن هذا المزارع النشيط قد استخدم البذور نصف محدودة النمو التي تعطي عموماً ما يصل إلى تسعة عناقيد، وطول المدة التي تبقى فيها البندورة صالحة للأكل تختلف كذلك حسب صنف البذار

ويكمل شارحاً حول كيفية الزراعة: «نعمل على تثبيت أغصان الشتلة على خيط أو قصبة لتمتد نحو الأعلى، وحين وصولها إلى ارتفاع العريشة نقوم بإمالتها لتستمر بالامتداد عليها أفقياً، حينها (في بداية الشهر السادس تقريباً) تكون حبات البندورة قد بدأت تكتسب اللون الأخضر معلنةً بداية مرحلة النضج، وعندها أقصها عن الشتلة الأم كي لا تستمر بامتصاص الغذاء منها وكي لا تصبح حمراء بسرعة وبالتالي تؤثر بالمنظر وتصبح رخوة، وتفادياً لموت الشتلة المرجّح الحدوث في حال اعتماد أكثر من غصن عليها لامتصاص الغذاء منها.

المزارع "إياد يوسف"

نقوم أيضاً بقص الأوراق لأن بعضها يكون متضرراً واصفرّ، وفي غضون الأسبوعين تبدأ البندورة الاحمرار وتصبح جاهزة للأكل وتبقى كذلك لمدة شهر تقريباً بعد احمرارها، مع الإشارة إلى أن بعض الحبات تموت وذلك حسب نوعية البذار، وبين المدة والأخرى أقوم برش العريشة بالمواد القاتلة للحشرات التي تؤذي النبات، وبذلك أحمي البندورة والعريشة معاً».

وبالحديث عن مميزات زراعة البندورة بهذه الطريقة يقول: «البندورة المزروعة بالشتلات على النحو الذي ذكرته تعطي منظراً بغاية الجمال، كثيراً ما يلفت نظر المارين أمام دارنا فيتوقفون لأخذ الصور والاستمتاع بالمنظر، وبوجه عام فإن الشتلات تعطي عدداً معيناً من العناقيد قد لا يغطي العريشة بأكملها، لذلك أقوم بجلب عدد من العناقيد التي أزرعها في البيوت البلاستيكية الموجودة بجانب المنزل، وأعلقها في الفراغات المتروكة على العريشة التي لم تغطيها العناقيد الممتدة من الشتلات، فأحصل على منظر بغاية الروعة، يعكس على أعين الناظرين ألواناً فرحةً من عناقيد البندورة وعناقيد العنب، ويعطي في الصيف إحساساً بالفيء والبرودة اللطيفة، إضافةً إلى أن البندورة المزروعة بالشتلات تكون خالية من الهرمونات».

العريشة عن قرب

الدكتور "حسان خوجه" من "كلية الزراعة - جامعة تشرين"، اختصاصي في التحسين الوراثي لنبات البندورة، حدثنا حول فكرة عريشة البندورة قائلاً: «يختلف طراز النمو في نبات البندورة بين المحدود ونصف المحدود إلى النمو الذي قد يعطي في بعض البلدان شجرة بندورة كبيرة كاملة، وذلك يختلف حسب طبيعة البذار والبيئة المتوافرة، وأعتقد أن هذا المزارع النشيط قد استخدم البذور نصف محدودة النمو التي تعطي عموماً ما يصل إلى تسعة عناقيد، وطول المدة التي تبقى فيها البندورة صالحة للأكل تختلف كذلك حسب صنف البذار».

ويتابع: «هذه الفكرة جيدة من الناحية الفنية إذ تعطي منظراً جميلاً، وأيضاً جيدة من الناحية الإنتاجية كماً ونوعاً، فنبات البندورة في البيوت البلاستيكية يتطلب رعايةً خاصة ومستمرة بالنسبة للرطوبة التي تتطلب من المزارع الحرص على التهوية المستمرة، كذلك فإن المساحة في البيوت البلاستيكية تكون محدودة؛ وهو ما يضطر المزارع أحياناً إلى ثني الساق التي قد تضرب بسقف البيت البلاستيكي مع نموها، إضافةً إلى إمكانية حصول تبخرعند ذلك السقف بسبب الرطوبة، كل هذه المشكلات يمكن تلافيها بالطريقة التي يمد بها المزارع "علي يوسف" ثمار البندورة على العريشة، فالظروف البيئية في هذه الحالة تكون جيدة؛ حيث الرطوبة أقل والتهوية أفضل لكون المساحة أوسع، وبالتالي نبات البندورة لا ينمو في جوّ محصور كما يحصل في البيوت البلاستيكية، وبهذه الطريقة أيضاً تقل الحاجة إلى الرش بالمبيدات الحشرية التي دائماً ما يحتاج إليها النبات في البيت البلاستيكي لحساسية البيئة التي ينمو فيها، لذا أعتقد أن هذه الطريقة جيدة على أكثر من صعيد، ومن المفيد دعمها ومحاولة نشرها بوجه أوسع».

الدكتور "حسان خوجه"