المسرح عالمه الخاص، وبالنسبة له هو متنفس للعيش، من هنا انطلق "دانيال الخطيب" ليؤسس في منزله خشبته الخاصة كأول محترف مسرحي في "سورية".

مدونة وطن "eSyria" زارت المحترف في منطقة "العريض"، بتاريخ 22 حزيران 2015، وحول المشروع يتحدث مؤسسه "دانيال الخطيب": «كلمة محترف لم تكن غائبة عن ذهني طوال السنوات العشر الماضية، كثيراً ما سمعتها عبر وسائل الإعلام، وقرأت حولها في كتب المسرح، لكن أن أبدأ التخطيط العملي للفكرة فذلك بدأ منذ حوالي السنة، ومنذ شهرين بدأت العمل الفعلي بمساعدة مجموعة من الشباب الزملاء المؤمنين بهذا الحلم، وبالاعتماد على تبرعات بعض الأصدقاء، إضافةً إلى مساعدة أهلي بتأمينهم المكان الذي هو جزء من منزل العائلة الكبير».

لا شك أن هناك أهمية للفكرة بصرف النظر عن المكان، لكن الذي يميز الأمر هو تأسيس الخشبة في المنزل، فالفنانون الحقيقيون وحدهم من يحولون منازلهم إلى مسارح، و"دانيال الخطيب" فنان حقيقي ويحمل مشروعاً يؤمن به من الصميم

وحول ما تعنيه كلمة مُحترَف يقول: «عندما قدمنا طلباً لوزارة الثقافة لترخيص المحترف؛ لم تكن هذه الكلمة متداولة كون الفكرة غير منتشرة في سورية بعد، مع العلم أن المحترف مكان بغاية الأهمية؛ يساعد الممثل ليبقى على تواصل مع أدواته ويطورها، أستطيع فيه أن أتدرب وفي الوقت الذي يناسبني من دون قيود، ولأن المسرح للجميع؛ وسعت التجربة وبدأت إقامة الدورات التدريبية ليصبح المحترف مكاناً جاداً لاحتراف العمل المسرحي، ويشاركني حالياً في إدارة تلك الدورات بعض الزميلات من خريجات المعهد العالي للفنون المسرحية.

أثناء تركيب الخشبة

أتمنى أن تكون فكرة تأسيس محترف معدية وتنتشر في كل مكان في "سورية" ناشرة معها ثقافة المسرح عند الصغير قبل الكبير، وإيماناً بأهمية مرحلة الطفولة؛ فالدورات التدريبية التي انطلقت مخصصة للأطفال، ولدينا خطط مستقبلية للفئات الأكبر عمراً، وستقام ورشات للكتابة المسرحية، وورشات للتحليل والنقد المسرحي الأكاديمي، إضافة إلى سعينا خلال فترة قريبة لإقامة ورشة تأهيل لفحص قبول قسم التمثيل في المعهد العالي، فإنشاء مؤسسة رديفة للمعهد في مدينة "طرطوس"، تتبع نفس النظام وتستقطب أهالي المناطق القريبة والمحافظات المجاورة، ليس بالحلم المستحيل».

ويشير "دانيال" إلى أهمية أهداف المحترف: «هدفنا الحالي من الدورات الخاصة بالأطفال غرس مبادئ المسرح الأساسية في الطفل والإشراف عليها منذ البداية، إضافة إلى تنمية مداركه وبناء شخصيته وتحريض خياله وتطوير قدرته على التركيز والانتباه، ومن الأهداف الأخرى للمحترف أنه وفي كل عمل مسرحي نعده تواجهنا مشكلة نقص الكادر البشري؛ لذا سنحاول ترميم ذلك عبر تكوين كادر مؤهل بطريقة مميزة ومنسجم».

"مجد حسين" أحد الممثلين المشاركين في تجهيز المحترف

ويتابع: «مشروعنا ليس ربحياً بل هو ثقافي بامتياز، لكننا لا ننكر أننا بحاجة إلى دعم من كل المعنيين المؤمنين بضرورة التنمية الثقافية في "سورية"، فدعمهم يساند قدرتنا على الاستمرارية، كما أن المحترف لا يزال في بداياته ونحتاج إلى الكثير من المواد لتجهيزه التجهيز الأمثل».

وفي تواصل مع الدكتور "سامر عمران" المخرج والممثل المسرحي، يقول حول هذا المشروع: «لا شك أن هناك أهمية للفكرة بصرف النظر عن المكان، لكن الذي يميز الأمر هو تأسيس الخشبة في المنزل، فالفنانون الحقيقيون وحدهم من يحولون منازلهم إلى مسارح، و"دانيال الخطيب" فنان حقيقي ويحمل مشروعاً يؤمن به من الصميم».

أثناء تدريبات الأطفال

ويضيف حول أهمية دعم هذه الفكرة: «هذا المشروع كبير ولا يكفي أن يكون محصوراً بمجال الاهتمام الشخصي فقط، لا بد من مؤسسة ترعى هكذا مشاريع من أجل استمرارها على مستوى التمويل سواء عبر تأمين بعض المستلزمات والمواد أو دعم القائمين عليها، وبالنسبة لي لا بد من دعم هكذا مشاريع على كافة المستويات».

يذكر أن "دانيال الخطيب" ممثل ومخرج مسرحي شاب، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل، أسس فرقة المسرح الجامعي في مدينة "طرطوس" عام 2005، وشارك بأكثر من عمل مسرحي تمثيلاً وإخراجاً، فكان لأعماله نصيب الحضور في مهرجانات عديدة، واليوم يؤسس في منزله أول محترف مسرحي في "سورية".