حافظ "محمد خير قنبرية" على 125 عاماً من الخبرة في صناعة العطور، واستمر كجيل ثالث في عائلته بالإنتاج رغم صعوبة تأمين المواد الأولية، ونافس بالعطور الدمشقية العطور العالمية.

العطور التي يقدمها "محمد" ذات التاريخ الدمشقي العريق راقت للشابة "نادين المجاور" التي التقتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 أيار 2015، في مهرجان التسوق الشهري بـ"طرطوس"، حيث وجدت رائحة الياسمين تعبق عند أقدم من عمل بصناعة العطور، مضيفة: «هذا يشعرني بالفخر والانتماء، ويجعلني أبحث بين العطور عن رائحة أشتم بها زهور بلادي، معتمدين بحرفتهم على الجودة والنوعية المستندة إلى الخبرة، فالجودة التي نافسوا بها الصناعات العالمية فخر لبلدنا».

هذا يشعرني بالفخر والانتماء، ويجعلني أبحث بين العطور عن رائحة أشتم بها زهور بلادي، معتمدين بحرفتهم على الجودة والنوعية المستندة إلى الخبرة، فالجودة التي نافسوا بها الصناعات العالمية فخر لبلدنا

أما الشابة "رنين المجاور" فأكدت أن هذه الروائح العطرية السورية تنافس وتضاهي الروائح العطرية التي تحضرها من الخارج، متابعة: «لا شيء يتفوق على العطور الدمشقية والياسمين سيدها، وعلى هذا الأساس اعتمدت حرفة صناعة العطور الدمشقية ونافست بتراكيبها المعايير العالمية، وأستشعرها الآن من الرائحة التي حصلت عليها، فأنا كفتاة أتذوق العطور وأستطيع التمييز بين أجودها وخاصة المستخلصة من الفواكه».

خلال التسوق

وفي لقاء مع السيد "محمد خير قنبرية" الخبير بصناعة العطور الدمشقية، قال: «أنا ابن عائلة تصنع العطور منذ 125 عاماً، ولها سجلاتها الخاصة التي تؤكد ذلك، وكانت البداية من صناعة العطور الدمشقية، عبر التقطير بـ"الكركة" التراثية حيث كنا نستخدم الحطب والفحم في مراحلها المتعددة، ولكن الآن يدخل في العملية كنوع من التطور تركيبات كيميائية، وذلك وفق نسبة حوالي ستين بالمئة طبيعي وأربعين بالمئة صناعي كيميائي، فلم تكن العطور معروفة في تلك الفترة، وما كان معروفاً وشائعاً عطر "الكلونيا"، التي كنا نحصل عليها عبر عملية تخمير ماء مقطر وبعض الكحول وتركيبات من الورود الدمشقية المعروفة، ومنها طورنا عطورنا وأنتجنا عطوراً سورية وفق مواصفات قياسية عالمية».

عام 1890 كان بداية العمل، وهنا قال الصناعي "محمد": «نصنف أننا من أقدم وأوائل من صنع العطور في "سورية"، والانطلاقة من "سوق البزورية" العريق الذي يناهز عمره 400 عام، وكانت البداية كما ورد بالتواتر وسجلات الآباء والأجداد من مهنة صناعة وبيع "الملبس"، وبعدها دخل جدنا في مهنة العطور كحرفة نتوارثها حتى الآن».

عملية إضافة المركبات

تحدي الاستمرارية كاسم سوري رافقه تحدٍّ للظروف الحالية، قال عنها: «نعاني من ضعف تأمين المواد الأولية الضرورية لصناعتنا، وخسرنا حوالي أربعين بالمئة من أنواع العطور التي اشتهرنا بها، وحافظنا على نسبة عمل حوالي عشرة بالمئة منها، نعمل عليها في ورشات صغيرة ضمن "سوق البزورية" بعد معامل ضخمة في منطقة "الكسوة"، أي عدنا كجيل شاب إلى ما انطلق منه الأجداد».

أصناف العطور الشامية