سنوات سبع قضاها "رفيق القحط" بجمع الأدوات التراثية التي أوجدتها الحاجة، وهو دائماً يعرضها ويتحدث عنها، خاصة أن بعض الأشخاص بدؤوا استذكار أهميتها في هذه المرحلة.

"رفيق القحط" مقتني الأدوات التراثية من مدينة "صافيتا" مولع بالتراث وأدواته، وللبيئة بحسب قوله دور في هذا، وهنا قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 آذار 2015: «الميول الشخصية الفردية التي رافقتني منذ الصغر لم تتبلور وتظهر لدي كما أرغب إلا منذ سبع سنوات، حيث قاربت فيها شغف تلك المرحلة التراثية السابقة، بعدما تمتعت خلال سنوات حياتي التي قضيتها ضمن بيئة ريفية بسيطة أُشبعت بالروح التراثية.

وجود مقتني التراثيات وأدواتها أمر مهم لمحاولة استذكار تلك الحقبة التاريخية؛ لأنها سبب مهم وعامل أساسي من عوامل الحضارة السورية المعروفة، فنحن كاتحاد حرفيين نهتم ونفخر بهؤلاء المقتنين المواظبين على جمع الأدوات التراثية رغم كل الظروف الصعبة

والفترة الزمنية الراهنة هي تحدٍ أمام الأدوات التراثية كما الكثير من الحرف التقليدية، وهذا من وجهة نظر المقتني "رفيق" حيث أوضح: «استرجاع الذكريات أمر مهم في التحفيز على الإبداع وتحدي الصعوبات، وهذا دفعني إلى المشاركة بالمعارض التراثية، ليرى الجمهور الأدوات التراثية البسيطة التي أبدعتها الحاجة، واللافت في الأمر أن بعضهم عادوا إلى استخدام هذه المقتنيات حسب ما توافر لديهم منها في منازلهم؛ نتيجة الأوضاع الحالية كانقطاع التيار الكهربائي والعودة إلى استخدام المصابيح الزيتية أو العاملة على الكاز مع توافر المادة الأساسية، إضافة إلى استخدام "بابور" الكاز، ومن هذا المنطلق كان التعريف بها في هذا المعرض وسواه أمراً مهماً لإعادة استذكار تلك المراحل الحياتية السابقة، وإن الحاجة أم الاختراع والابتكار، وهذا الأمر يخفف من الضغوط النفسية على الناس فيبدعون ويبتكرون ما يتحدى الواقع وصعوباته».

فكتوريا عروس

وعن مقتنياته قال "رفيق": «مقتنياتي في الأغلب من الأدوات التي كانت تستخدم في الحياة التراثية في الريف الساحلي، وخاصة في مدينة "صافيتا" ومحيطها، ومنها مكاوٍ على الفحم، وأخرى تعمل بالإحماء، و"براد" فردي صغير لـ"البوظة"، وراديو قديم وأقفال وملاعق نحاسية، وهاتف القرص، ومحمصة بنّ قديمة جداً، وقد استجمعت هذه المقتنيات من الناس التي لا تدرك قيمتها وتبحث عن الحداثة، ومن بعض المهتمين بالتراث».

وفي لقاء مع "فكتوريا عروس" من متابعي معرض المقتني "رفيق"، قالت: «هي المرة الأولى التي أطلع فيها على مثل هذه المقتنيات التراثية؛ وهو ما خلق لدي شغف الاستمتاع بها ومحاولة ممازجة طريقة استخدامها تراثياً عبر التخيل الذهني للحالة الجميلة الناتجة، كما أنني التقطت الكثير من الصور ليراها معارفي وأصدقائي ويتمتعون بها».

منذر رمضان

أما "منذر رمضان" رئيس مكتب الثقافة والإعلام في "اتحاد الحرفيين" فقال: «وجود مقتني التراثيات وأدواتها أمر مهم لمحاولة استذكار تلك الحقبة التاريخية؛ لأنها سبب مهم وعامل أساسي من عوامل الحضارة السورية المعروفة، فنحن كاتحاد حرفيين نهتم ونفخر بهؤلاء المقتنين المواظبين على جمع الأدوات التراثية رغم كل الظروف الصعبة».

يشار إلى أن المعرض افتتح بتاريخ 15 آذار، واختتم بتاريخ 19 آذار 2015 في صالة المعارض بـ"طرطوس القديمة".

جانب من معرضه التراثي