آثر "حسين سليمان" الجندي المجهول في شركة الكهرباء، العمل رغم تدني درجات الحرارة، للمحافظة على استمرارية التيار الكهربائي، ليتمكن المهتمون بالتحصيل العلمي من متابعة دراستهم تأهباً للامتحانات النصفية.

فانخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر لم يمنعه من تأدية واجبه الإنساني والوطني، برفع شبكات التيار الكهربائي المتهاوية على الأرض، والصعود إلى أبراج التوتر العالي لإعادة التيار الكهربائي، وهنا قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 شباط 2015: «لكوني موظفاً في "شركة كهرباء طرطوس"، كان عليّ التأهب والاستعداد لحين الطلب ورفع الجاهزية استعداداً لاستقبال سوء الأحوال الجوية التي رافقت العاصفة المطرية الثلجية "زينة"، وفعلاً كان الأمر كما توقعت، وكان عملي ومهمتي المحافظة على استمرارية التيار الكهربائي برفقة زملائي في العمل، رغم تدني الحرارة إلى سبع درجات تحت الصفر، وكان همي وتفكيري طلاب المدارس الذين يستعدون للامتحانات النصفية.

الكادر الطبي في المستشفى والإداري في العمل وقف إلى جانبي حتى إجراء العمل الجراحي الصعب، وهو يتابع حالتي التي تتحسن رويداً رويداً، ويعمل على تأمين كل ما أحتاجه حتى الآن، والحمد لله صحتي تتماثل للشفاء، وأنتظر هذا بفارغ الصبر للعودة إلى العمل واستقبال وتحدي المزيد من العواصف، وهذا ليس منةً على أحد، ولا يقاس بشيء أمام أرواح زملائي في العمل الذين سقطوا شهداء خلال تأدية واجبهم الذي أعدّه إنسانياً وليس وظيفياً

فتجاوزنا الكثير من المشكلات كفريق عمل وخلية نحل نظمت مهامها وأعمالها، وخلال مهمتي على أحد أبراج التوتر العالي، كانت سرعة الرياح كبيرة جداً، ولم أتمكن خلالها من المحافظة على ثباتي، وشعرت للحظة بأن يديّ تتجمدان من شدة البرد، وهو ما أفقدني توازني وأسقطني أرضاً، ولم أدرك بعدها شيئاً لعدة ساعات، حيث استيقظت في المستشفى وأنا طريح الفراش، مع كسر في العمود الفقري».

المهندس مالك معيطة

ويتابع السيد "حسين": «الكادر الطبي في المستشفى والإداري في العمل وقف إلى جانبي حتى إجراء العمل الجراحي الصعب، وهو يتابع حالتي التي تتحسن رويداً رويداً، ويعمل على تأمين كل ما أحتاجه حتى الآن، والحمد لله صحتي تتماثل للشفاء، وأنتظر هذا بفارغ الصبر للعودة إلى العمل واستقبال وتحدي المزيد من العواصف، وهذا ليس منةً على أحد، ولا يقاس بشيء أمام أرواح زملائي في العمل الذين سقطوا شهداء خلال تأدية واجبهم الذي أعدّه إنسانياً وليس وظيفياً».

وفي لقاء مع المهندس "مالك معيطة" مدير عام "شركة كهرباء طرطوس"، تحدث عن تفاني عمال الشركة في العمل، فقال: «خلال فترة العاصفة كان عمالنا وورشات الطوارئ متواجدة على مدار الساعة، حيث تم استدعاء كافة العاملين المتواجدين في الشركة والفنين من مختلف الاختصاصات، وتكليفهم بأعمال الصيانة والإصلاح والطوارئ، بعد توزيعهم على كافة مناطق المحافظة، وهنا استطعنا المحافظة على استمرارية التيار الكهربائي في أغلب المناطق، باستثناء بعض المناطق التي لم نتمكن من الوصول إليها بسبب كثافة الثلوج فيها، إلا بعد عدة أيام.

إضافة إلى ذلك كان لاندفاع عمالنا وهمتهم في العمل وتفانيهم فيه، نتائج سلبية على صحتهم العامة، حيث تعرض ثلاثة عمال إلى كسور متنوعة نتيجة سقوطهم الحر عن أبراج التوتر، إضافة إلى استشهاد عاملين نتيجة صاعقة كهربائية أصابتهم على البرج المرتفع، الأول منهم في منطقة "الدريكيش"، والثاني في منطقة "مصب النفط"».