في مراكز التسويق تواجه فاكهة الربيع سوقاً سريع التغير، وفي مزارعهم يجاهد المزراعون لتقديم أفضل الإنتاج وسط ظروف جوية شديدة التعقيد.

في زيارة لإحدى مزارع الحمضيات والفاكهة بجوار مدينة "طرطوس" التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 نيسان 2014 السيد "عبد الرحمن العبس" الذي قال: «شهد شتاء 2014 كما يعلم الجميع موجة جفاف أرخت بثقلها على مجمل الإنتاج الزراعي، فالزراعات المحمية التي لا تحتاج إلى مياه تأثرت سلباً بالحرارة والرطوبة، وزيادة خطورة بعض الأمراض، والأشجار التي تتشكل ثمارها شتاء لتنضج في الربيع أزهرت في غير موعدها، كما شهدت بداية شهر شباط قدوم رياح شرقية جافة استمرت أكثر من أسبوع وأتلفت معظم محصول اللوز».

انخفض إنتاج اللوز هذا العام إلى الربع، كذلك الأمر انخفضت أسعاره بسرعة إلى ما بين 200 و100 ل.س، وهذا ما لا يسر المزارع، ومحصول "الأكدنيا" تأثر هو الآخر بين أشجار لم تزهر وأخرى سقطت أزهارها وغيرها لم تعط إنتاجاً ذا مواصفات جيدة

وفي تفاصيل بعض المنتجات يقول: «انخفض إنتاج اللوز هذا العام إلى الربع، كذلك الأمر انخفضت أسعاره بسرعة إلى ما بين 200 و100 ل.س، وهذا ما لا يسر المزارع، ومحصول "الأكدنيا" تأثر هو الآخر بين أشجار لم تزهر وأخرى سقطت أزهارها وغيرها لم تعط إنتاجاً ذا مواصفات جيدة».

قطاف ثمار "الأكدنيا"

أكد من تحدثنا إليهم من مزارعين أن الدخول في حساب تكاليف الإنتاج وسعر العبوات يظهر مدى الخلل في سوق الإنتاج الزراعي، فسعر العبوة 5كم يصل إلى 50 ل.س، وتكلفة نقل المحصول إلى سوق الخضار يصل وسطياً إلى 800 ل.س لمن يبعد عن سوق الخضار 9كم، فما بالك بمن يبعد 20كم، والعامل الواحد يقدر على قطاف 100كغ تقريبياً بأجرة 1200 ل.س، وصولاً إلى الأسمدة والمياه والمبيدات الحشرية، وختاماً بسعر وسطي يبلغ 60 ل.س لكل 1كغ، في حين تقارب بعض الخضار المحمية بين مستويات الربح والخسارة وتزيد من فرص الربح مثل: "البندورة، الباذنجان، الخيار، الفاصولياء"، وجميعها زراعات محمية.

في "سوق خضار طرطوس" يقول السيد "فريد أحمد": «لا نستطيع أبداً تقدير ربح وسطي للمزارع خلال هذا العام بسبب التذبذب غير المنطقي بأسعار الخضار والفواكه، فـ"الليمون الحامض" ارتفع من 45 ل.س إلى 120ل.س خلال أسبوعين دون معرفة سبب منطقي لذلك، و"اللوز" شهد أسوأ أعوامه في التسويق، فرغم عدم وجود إنتاج جيد لهذا العام فقد كان الطلب عليه أقل من أي عام مضى، عدا التذبذب في أسعار الحمضيات، فمن 45 ل.س لكيلو "الليمون الحامض" إلى 120 ل.س خلال أسبوعين، أما "برتقال بلنصيا" فلا يزال سعره دون الحد المقبول حيث لا يتجاوز 25 ل.س، ناهيك عن موجة الصقيع المفاجئ التي ضربت الساحل السوري والجبال ووصلت إلى "سهل الغاب" بداية شهر نيسان، وخربت كثيراً من المحاصيل، والتي لم تبدأ نتائجها السلبية بعد».

السيد "فريد أحمد"