تعدّ نبتة "الصريصيرة" من النباتات الطبية الدوائية المنتشرة في الريف الساحلي، لما لها من فوائدة استشفائية ووقائية، وتمتاز بطقوس جمع خاصة، وتتركز أهميتها بعلاج الالتهابات الشديدة بعد تجربتها بحسب المهتمين بالطب البديل وبعض المرضى الذين ضاقت بهم السبل.

وعن هذه النبتة، قال المهندس الزراعي "رمزي جهاد الموعي" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 أيلول 2016: «هذه العشبة منتشرة بكثرة في السهول والجبال الساحلية، خاصة في مناطق زراعة الخضار المروية، وتصنف من النباتات "الحولية"، وتنمو قائمة أو زاحفة، وقد يصل طولها إلى المتر تقريباً، وهي كثيرة الأغصان والعقد التي تبدو بدورها كالمفاصل. أما لونها، فهو مائل إلى الأخضر، وأزهارها بيضاء وصفراء اللون وصغيرة جداً».

على الرغم من أن هذه العشبة ليست معروفة على نطاق واسع في "الساحل السوري"، إلا أنها منتشرة وتستخدم بكثرة في جنوب "بلاد الشام" في "الأردن وفلسطين"، وفي "مصر" و"الجزائر" و"تونس" على المستوى الشعبي لمعالجة الأورام الخبيثة، والتهابات المجاري البولية، ونوبات الرمل والحصى

ويتابع: «على الرغم من أن هذه العشبة ليست معروفة على نطاق واسع في "الساحل السوري"، إلا أنها منتشرة وتستخدم بكثرة في جنوب "بلاد الشام" في "الأردن وفلسطين"، وفي "مصر" و"الجزائر" و"تونس" على المستوى الشعبي لمعالجة الأورام الخبيثة، والتهابات المجاري البولية، ونوبات الرمل والحصى».

المهندس رمزي الموعي

وعن مزايا وفوائد عشبة "الصريصيرة"، قال الصيدلاني "قصي رمضان الحواط": «يؤكد المهتمون بالطب البديل أن جسم الإنسان يتوافق توافقاً كبيراً مع الأعشاب الطبية الموجودة في البيئة المحيطة أكثر من توافقه مع الأدوية ذات التركيب الكيميائي؛ وذلك لاحتواء الأعشاب مركبات يسهل امتصاصها في خلايا الجسم والأنسجة. و"الصريصيرة" من النباتات الطبية بامتياز، وبحسب الدراسات التي أجريت في العديد من الدول المجاورة؛ فهي تمنع انتشار الخلايا السرطانية؛ لاحتوائها مضادات الالتهاب والأكسدة، وعناصر طبيعية تكشف الأورام للجهاز المناعي في الجسم، وهو بدوره يقضي على الورم في فترات متفاوتة تختلف حسب نوعه وشدته».

أما المريض "علي كامل حسن" الذي عانى لسنوات أمراض المجاري البولية وحصى الكلية قبل أن تتحسن أحواله الصحية، فقال: «بعد معاناتي مع المرض لعدة أعوام، قصدت أحد المسنين المهتمين بالعلاج عن طريق الأعشاب الطبية، وما زلت أذكر قوله: "دواؤك تحت قدميك"، وكان يشير إلى عشبة "الصريصيرة"، بدأت تناولها على دفعات بما يقارب ليترين يومياً ولمدة خمسة عشر يوماً، وذلك بعد عملية جمع النبات والتعامل معه بطرائق بسيطة أهمها الغلي في الماء».

نبتة "الصريصيرة"

ويؤكد "علي" الذي يجمع النبتة منذ خمسة وعشرين عاماً: «أعمل على جمع "الصريصيرة" دائماً مع بقية الأعشاب الطبية والغذائية المتوافرة في منطقتنا بكثرة، وبالنسبة لهذه النبتة قمت مع بعض أصدقائي بإرسالها منذ عدة سنوات إلى أحد المخابر الطبية في مدينة "طرطوس" للتأكد من فعاليتها وإن كان لها أي تأثيرات غير مستحبة على الصحة؛ فتبين أنها تعمل على توسيع المجاري البولية وتفتيت الحصيات، ومن دون أي أعراض جانبية، إضافة إلى أنها تسمى "العقد الألفية"؛ لكثرة العقد الموجودة على أغصانها».

وعن طقوس جمعها وكيفية حفظها، قال: «تلقي "الصريصيرة" بذورها في التربة نهاية فصل الصيف، لتبدأ النمو بين شهري آذار ونيسان. ونبدأ البحث عنها وجمعها بين آب وأيلول. نغسل النبتة جيداً بالماء لتخليصها من الأتربة أو أي شوائب أخرى عالقة بها لكونها تنمو زاحفة، وتقطع إلى قطع صغيرة ليسهل استخدامها فيما بعد، ثم تجفف في الظل بعيداً عن أشعة الشمس للمحافظة على خواصها والمادة الفعالة التي تحتويها، وأخيراً تحفظ في أكياس أو علب بلاستيكية محكمة الإغلاق، وتستخدم عند الضرورة في باقي أيام السنة».

علي كامل حسن

أما عن طريقة تحضير مشروب "الصريصيرة"، فقال الباحث التراثي "حسن اسماعيل": «قبل مرحلة الاستشفاء والعلاج يجب جمع النبتة من البرية وذلك وفق طقوس خاصة تعتمد على نزهة جميلة تكون بين عدد من الرجال أو النساء، ويتم البحث عنها بدقة بين بقية النباتات البرية الطبية منها والغذائية، وهنا يعتمد الباحث خبرته بمعرفة النبتة. وعند تحضير النبتة لصناعة المشروب يجب وضع ما يعادل 200 غرام منها ضمن ليترين من الماء، حيث تغلى على نار هادئة لمدة خمس عشرة دقيقة حتى يتم استخلاص المادة الفعالة منها، وهنا تكون جاهزة للشرب خلال أربع وعشرين ساعة، وتكرر العملية حتى تمام الفائدة، كما يمكن إضافة النبتة إلى مشروب "المتة" كأي نوع من "الزهورات" كإجراء وقائي».