تعدّ "فطائر السمك" من أكثر ما يميز نتاج العمل بالصيد البحري حديثاً، حيث اشتهرت هذ الأكلة وعممت على مختلف شرائح المجتمع بعد التعرف إليها وتذوقها، فيها الكثير من الفائدة والمذاق المميز والمتجدد كما أنها سهلة التحضير.

في "ساحة السمك" القصص الكثيرة والشيقة؛ فهي حاضنة العاملين بالصيد البحري، ومهنة صناعة فطائر السمك إحدى تلك القصص لأنها انتشرت واشتهرت كثيراً، فلمذاقها الشهي وفائدتها الكبيرة بحسب حديث الشاب "صلاح زوزو" العامل في محل بيع الأسماك ضمن ساحة السمك في مدينة "بانياس"، لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12 أيار 2016، ويقول: «"فطائر السمك" وجبة شبه يومية بالنسبة لي بعدما تذوقتها وتعرفت إلى مكوناتها منذ عدة سنوات، لأنها بديل جيد عن فطائر الزعتر و"المحمرة" التي اعتاد صانع الفطائر جانب الساحة خبزها للصيادين وبائعي الأسماك على حد سواء، وأعتقد وبحسب تجربتي أن من أشهى أنواع الأسماك التي تصنع منها الفطائر أسماك "البلميدا" و"السكمبري"».

عندما أتناول فطيرة السمك أشعر بتحسن من ناحية نشاطي العملي ضمن محل بيع الأسماك، لأنها تمنحني الحيوية والقدرة الزائدة على الحركة، كما أن فطيرة واحدة منها تكفي للشعور بالشبع، إلا أنني ولمذاقها الشهي أتناول فطيرتين

ويتابع: «عندما أتناول فطيرة السمك أشعر بتحسن من ناحية نشاطي العملي ضمن محل بيع الأسماك، لأنها تمنحني الحيوية والقدرة الزائدة على الحركة، كما أن فطيرة واحدة منها تكفي للشعور بالشبع، إلا أنني ولمذاقها الشهي أتناول فطيرتين».

خالد خليل وإلى يمينه صلاح زوزو

بائع الأسماك في ساحة السمك والصياد السابق "خالد خليل" يقول: «"فطائر السمك" ليست وجبة قديمة وتراثية، وإنما هي نتاج حاجة يومية ابتكرها الصيادون وبائعو الأسماك، حيث اعتادوا تناول وجبات طعام يومية في أماكن عملهم نتيجة ضغط العمل، فلا يتثنى لهم الذهاب إلى المنزل عند حلول موعد الوجبات، فنتناول فطائر الزعتر و"المحمرة" من محل الفطائر القديم جداً في الساحة، ولاعتيادنا عليها قررنا تغييرها، فأحد ما لا أذكر من هو، طلب من صانع الفطائر وضع لحمة سمك أحضرها له بدلاً من الزعتر مع "صوص" البندورة، وفعلاً أضافها بحسب رغبته وانتشر خبرها بين الجميع، وأصبح كل منا يرغب بتذوقها حتى أصبحت وجبة أساسية للكثيرين من الصيادين وتجار الأسماك في الساحة».

ويتابع "خالد": «بالنسبة لي "فطائر السمك" وجبة أتناولها كل يوم تقريباً، لأنني أخرج من منزلي بوجبة إفطار بسيطة لا تقيني الجوع خلال نشاطي وعملي اليومي المجهد، فأتفنن بنوعية لحمة السمك المضافة إليها، وذلك بحسب خيرات البحر اليومية، واللافت بالأمر أن لكل فطيرة منها مذاقها الخاص المختلف تماماً عن سابقاتها، لأن لكل نوع من الأسماك مذاقه الشهي المختلف، لذلك مع تكرار تناولها يومياً لا يمكن الملل منها».

خلال عملية صناعة الفطائر

أما صانع الفطائر "يحيى حبيشي" فقال في لقاء سابق قبل شهر رمضان، عندما تناولنا فطائر السمك لديه: «أصنع مختلف أنواع الفطائر في مخبزي الصغير على الصاج، لكن بعد تعرف الجميع في ساحة السمك إلى "فطائر السمك" أصبحت وجبة أساسية للأغلبية، حيث يحضر كل منهم صياداً كان أم تاجراً أم عاملاً في الساحة لحمة السمك التي يرغب بوضعها على العجينة، فأخبز العجينة وأضع فوقها "الصوص" المكون من البندورة المهروسة والبصل والزيت والملح وبعض البهارات؛ المطهو مسبقاً بطريقة بسيطة ولزمن محدود وقليل، ثم أضيف اللحمة فوقها وأضعها في الصاج لمدة عشر دقائق، فيتغير لون اللحمة وتصبح بيضاء ناصعة، وتتماهى مع العجينة وكأنها جزء منها وتصبح جاهزة للتناول».

وبالعودة إلى البائع "خالد خليل" يقول: «أنا كبائع سمك أجرد السمكة من لحمتها بعد اختيار النوعية التي أرغب، وأقطعها إلى قطع صغيرة لتنضج بسرعة مع نضج العجينة في الصاج، وأعطيها للخباز ليتابع تحضير الفطيرة بمختلف المكونات المجهزة مسبقاً لديه، فيمكن أن أضع الكافيار "بيض السمك" أو لحمة "المليفا أو القجاج"».

طهو الفطائر