سمكة رشيقة سريعة الحركة كان لها من اسمها نصيب، برعت بالهرب من شباك الصيادين فكان لصيدها متعة كبيرة، تميزت بلونها وطبيعة لحمها وطريقة تحضيرها لتزين المائدة.

تعد "سمكة الغزال" من الأسماك شبه المقيمة في مياهنا البحرية، لأنها موجودة أغلب أوقات السنة، ويكثر وجودها ما بين شهر تشرين الأول ونهاية شهر كانون الثاني، حيث تحدث تاجر السمك "رائد موسى" في ساحة سمك "بانياس" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 شباط 2016، عن وجود هذه السمكة: «قد يستمر وجود سمكة الغزال في مياهنا البحرية حتى نهاية شهر شباط، حيث تظهر في هذا الشهر بكميات جيدة مقارنة مع بقية الأشهر المذكورة، وتكون بأعداد قد تصل أحياناً إلى عشر سمكات في السرب الواحد؛ وهذا يعني أنها سمكة اجتماعية تحب العيش ضمن تجمعات سمكية.

تظهر سمكة الغزال بأحجامها متنوعة، وقد يصل وزن السمكة الواحدة منها إلى عشرين كيلوغراماً، وقد يصل ثمن الكيلوغرام منها إلى خمسة آلاف ليرة سورية، لأنها سمكة ذات لحمة بيضاء خالية من الشوائب، وفي دول مجاورة كما في "لبنان" يتم تناولها نيئة

وهنا يجب التأكيد على أمر غاية في الأهمية يدركه أغلب الصيادين، وهو أن سمكة الغزال متنقلة باستمرار بحثاً عن الغذاء، ومنهم من يقول عنها سمكة بلدية لكونها مقيمة في مياهنا البحرية مدة زمنية جيدة، إضافة إلى أنها تعد من الأسماك الصيادة، حيث إنها تحب اصطياد غذائها الطازج باستمرار».

سمكة الغزال

الصياد وتاجر السمك "خالد خليل" قال: «تظهر سمكة الغزال في المياه الثقيلة في فترات معينة، وفي فترات أخرى تظهر في المياه الخفيفة، والمقصود هنا المياه ذات الأعماق الكبيرة التي تزيد على خمسين قامة بحرية، (وهي وحدة قياس بحرية كل قامة تبلغ متراً ونصف المتر)، والمياه ذات الأعماق القليلة التي تصل إلى خمس قامات بحرية، وذلك بحسب حالات الطقس وفصول السنة».

ويتابع: «تظهر سمكة الغزال بأحجامها متنوعة، وقد يصل وزن السمكة الواحدة منها إلى عشرين كيلوغراماً، وقد يصل ثمن الكيلوغرام منها إلى خمسة آلاف ليرة سورية، لأنها سمكة ذات لحمة بيضاء خالية من الشوائب، وفي دول مجاورة كما في "لبنان" يتم تناولها نيئة».

الصياد مصطفى فحل

وعن طريقة اصطياد "سمكة الغزال" تابع: «يتم اصطياد هذه السمكة بطريقتين؛ الأولى عبر الصنارة المعروفة بـ(الشحطاطة)، وذلك بعد أن يوضع لها طعم من سمكة "البذرة" أو "الزمور" بطريقة فنية متميزة تخفي ضمنها صنارة "البرنكة" وتسمى حينها "الطلقة". أما الطريقة الثانية فتتم بشباك "البشلولة" ذات الفتحات الكبيرة، وفي هذه الحالة توضع الشباك ضمن المياه البحرية على شكل حرف "ل" وفق طريقة كتابته السليمة مع انتهاء ساعات النهار، وأيضاً وفق كتابته بطريقة معكوسة مع انتهاء ساعات الليل، حيث تدخل إلى المياه الثقيلة في النهار وتغادرها مع هبوط الليل».

تاجر السمك "محمود مراد" قال: «تعد سمكة الغزال من الأسماك الأنيقة جداً بشكلها وقوامها، وهو ما أدى إلى حركتها السلسة جداً في المياه البحرية، وهو الأمر الذي أدى إلى تسميتها بالغزال، إضافة إلى أن لونها الفضي الناصع أضاف إليها جمالية متميزة عن بقية الأسماك.

الصياد خالد خليل

كما أن طبيعة لحمها ونكهتها لذيذة جداً، فهي تحتوي بعض الدسم بخلاف سمكة "البلميدا" الناشفة، لذلك يمكن أن تطهى بطريقة الشواء على النار أو بالفرن مع إضافة التوابل والزيت والحامض والثوم والفليفلة بعد تقطيعها إلى شرائح وفق الرغبة، وبعضهم يصنعون منها "سمكة حرة"».

الصياد "مصطفى فحل" من أهالي وسكان "جزيرة أرواد" أكد أن سعرها المرتفع مقارنة مع بقية أنواع الأسماك سببه طبيعة هذه السمكة ولذة نكهتها، وأضاف: «تنمو سمكة الغزال نمواً جيداً، وقد يصل طولها إلى حوالي متر تقريباً، وهنا يكون لصيدها متعة كبيرة، حيث تتميز بسرعة هروبها من أي خطر نتيجة رشاقتها وانسيابيتها، علماً أن موطنها أو كما يقال بعرف الصيادين "مرعاها" صخري، نتيجة حبها للمياه الدافئة والهادئة».