تحدثنا عن "البابايا الصفراء" ونجاح زراعتها في الشريط الساحلي الدافئ، إلا أن "البابايا الحمراء"، أو كما تسمى "البرتقالية المحمرّة" فهي من أصناف المربيات نظراً لطبيعتها، إضافة لكونها مشروع نبات الزينة الأجمل لمنازل المدينة.

وعن ذلك تقول لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 كانون الأول 2014، المدرّسة "فاتن فرحة" من مدينة "طرطوس": «أقوم منذ سنتين بتحويل ثمار "البابايا" أول الشتاء إلى حلوى، وقد انتبهت إلى هذه الفكرة مع عدد من الأصدقاء حين شاهدنا الثمار تتلف أول الشتاء بسبب البرد، أما معرفتنا لأسلوب صناعة الحلوى والمربى فجاءت عبر المغتربين القادمين من أميركا اللاتينية، ثم عبر مواقع الإنترنت مثل: "http://mariscakesenglish.blogspot.com/"، التي وضحت الاستخدامات العديدة للبابايا، وأصبحت عائلتي والأصدقاء على موعد دائم مع "حلوى البابايا" الطبيعية التي أعدها، والتي لا تقتصر على فصل الشتاء، وإنما قدوم البرد يجعل الموضوع شرطياً تلافياً لتلف الثمار».

عادةً ما تحتوي مقشرات البشرة على خلاصة "البابايا"، التي تحتوي بدورها على مكونات تساعد في تحسين ملمس البشرة، كما أنها فعّالة لتنظيف البشرة، وتحتوي أيضاً على "أنزيم الباباين" الذي يستخدم في العديد من علاجات البشرة ومستحضرات التجميل، ويمكن استخدام القشور الطبيعية لتحضير "ماسك" فعّال لتنظيف وتغذية البشرة، الذي يساعد كذلك على تجديد البشرة واستعادة نضارتها الطبيعية

تتابع في تفاصيل صناعة الحلوى والمربى: «أجمع الثمار الخضراء التي وصلت حد النضج ولم تبلغ درجة الاحمرار، وهذه لا تنال فرصتها في الوصول إلى المرحلة النهائية من النضج بسبب البرد، بعد جمعها أقشر الثمار وأقطعها إلى دوائر أو قطع صغيرة، ثم أغليها بالماء لمدة ربع ساعة، ومن بعدها أتخلص من الماء وأغسل القطع بالماء البارد، وأحياناً أنقع القطع في مائها الساخن لمدة عشر ساعات، وذلك عندما تكون لم تنضج بعد وطعمها مرّ قليلاً، بعدها أضع القطع في المرحلة التالية في وعاء كبير، لأغمرها بالمياه وأضيف إليها "ظرف فانيليا، وحفنة صغيرة من القرفة"، ويمكن إضافة بعض "القرنفل" لتحسين النكهة، أو ما يشابهها من منكهات عطرية، في حين يضاف السكر بمعدل ثلث كمية القطع في الوعاء، وهو أمر تقديري، يعتمد على ذوق الطاهي، وعلى درجة حلاوة المزيج، يلي السكر عصير ليمونة حامضة كبيرة من أجل عدم تبلور السكر، وبعد أن توضع المكونات جميعها مرة واحدة يغلى المزيج على نار قوية بداية لمدة ربع ساعة، ثم نار هادئة لمدة تصل لساعتين وأكثر ريثما تجف المياه عن المزيج، شرط عدم اهتراء القطع، وفقدها لصلابتها، وبعدها تصبح جاهزة للاستهلاك».

شجرة البابايا

لاحظنا خلال زيارة عدة مزارع تهتم بزراعة "البابايا" أن هذه الشجرة –النصف خشبية– حساسة جداً للبرد؛ وإن ثمارها تتأثر سريعاً، وأكثرها النوع الأحمر، حيث تتلف ثماره سريعاً عند هبوب رياح قوية، أو اقتراب الحرارة من الصفر، من هنا كان لا بد للناس من البحث عن وسيلة لعدم خسارة الكميات الكبيرة أحياناً من الثمار الخضراء، لذلك أعدّ "مربى وحلوى البابايا" حلاً مثالياً لتحويل الثمار إلى قطع حلوى شبيهة بحلوى "القرع".

من جهة أخرى يجدر بنا سرد بعض المعلومات التوضيحية عن "البابايا" عبر حديث مع السيد "إبراهيم عيشة" من منطقة "دوير الشيخ سعد" كزارع وبائع "للبابايا": «تعد المناطق التي اغترب أهلها من أوائل المجربين للزراعات الاستوائية والمدارية، لذلك تجد البابايا في محيط مدينة "طرطوس" منذ عام 1980، وقد زرعتها في بداية 1990، وكنت حينها أعمل على عربة متنقلة لبيع الخضار، ورغم عدم معرفة الناس بها، إلا أنني بعت بعضها للمغتربين، ووصل سعر الكيلو غرام في ذلك الوقت إلى 300 ل.س، ومع الزمن تطورت زراعتها في المزارع المحيطة بمدينة "طرطوس"، رغم أن ضعف مقاومتها للبرد حد من انتشارها كزراعة استثمارية، خاصة بعض أنواعها الحساسة للبرد مثل "البابايا الحمراء"، ومع ذلك أصبحت اليوم منتشرة بكميات كبيرة حول البيوت وفي الحدائق حيث تعد من أشجار الزينة والمنتجة للفاكهة الشهية بنفس الوقت».

"حلوى البابايا" خلال التحضير

وخلال متابعتنا لبعض مواقع الإنترنت لاحظنا أن "حلوى البابايا" تقليد شعبي اجتماعي مهم في جمهورية "الدومينيكان"، إضافة لشعوب أميركا اللاتينية الذين يفضلون صناعة هذه الحلوى على كثير من أنواع الحلويات الصناعية.

"للبابايا" عدة أنواع: "الأصفر"، و"القزمي الأصفر"، و"الأحمر البرتقالي"، أما الأخير فهو نادر لحساسيته الشديدة ليس فقط للبرد وإنما للهواء والأمطار، كما أنك من النادر أن تجد في ثماره بذور، في حين يتوزع الأصفر على أنواع أشكال عدة "طويل، مفلطح، بيضوي، دائري، عنقودي صغير"، وللأصفر طعم حلو جداً، ومملوء بالبذور، ومفضل لصناعة المربى الذي تحدثنا عنه السيدة "فاتن" بالقول: «يمتاز "مربى البابايا" بنكهة استوائية مميزة، حيث يحافظ المزيج على نكهة الثمار الناضجة، مضافاً إليها بعض الروائح العطرية.

مع المدرسة السيدة "فاتن فرحة"

لصناعة المربى نحتاج إلى الثمار الصفراء الناضجة عالية الحلاوة، وهنا يفضل النوع الأصفر على الأحمر لهذه الوصفة، بعد تقشير الثمار تهرس في وعاء وتغمر بالماء، وتغلى لعشرة دقائق، من ثم يضاف إليها مسحوق الزنجبيل أو أي نكهة عطرية مميزة، كما يضيف بعضهم ظرف "فانيليا" مخصصاً للحلويات، تليها عدة ملاعق من السكر، ويوضع حسب الطلب -لا يفضل الإكثار منه- مع عصير الليمون الحامض لمنع السكر من التبلور، بعد ذلك يغلى المزيج مع التحريك لضمان اختلاط المواد جيداً، ويغلى حتى تجف المياه ويتحول المزيج إلى ما يشبه مربيات "العنب، السفرجل، التفاح، المشمش..."».

أما للباحثات عن الجمال فقشور البابايا ذات مفعول كبير على البشرة، وفي ذلك نقلنا عن "مجلة حياتكِhttp://hayatouki.com/، التي جاء فيها: «عادةً ما تحتوي مقشرات البشرة على خلاصة "البابايا"، التي تحتوي بدورها على مكونات تساعد في تحسين ملمس البشرة، كما أنها فعّالة لتنظيف البشرة، وتحتوي أيضاً على "أنزيم الباباين" الذي يستخدم في العديد من علاجات البشرة ومستحضرات التجميل، ويمكن استخدام القشور الطبيعية لتحضير "ماسك" فعّال لتنظيف وتغذية البشرة، الذي يساعد كذلك على تجديد البشرة واستعادة نضارتها الطبيعية».